إِلَى حُسَّادِ العَلاَّمَةِ


اصرخ بصوتك إنْ بارت بك الحيلُ "=" وراجع الهـمَّ علّ الهـمَّ يتصـلُ

وحاولِ الشمسَ أن تلقى لها حُجُـباً "=" فعيبُهـا أنهــا بالنـورِ تشتعلُ

وعيبُها أنها نورٌ إذا انبجســــت "=" تقازمَ الليــلُ إنَّ الليلَ مُنْجفِلُ

يا حاسداً صك أضراساً على مضضٍ "=" وبات في الحقد والإرجاف ينتقـلُ

ارْقُدْ على نارِكَ الحرّى وعِـشْ ألمـاً "=" لا ترسلِ الطرفَ إنَّ الطرفَ منفعلُ

قد ساءَه أن رأى ناراًَ علـى علـمٍ "=" وحُبُّه باتَ في الآفـاقِ يرتحــلُ

ارْقُدْ على نارك الحرّى فما نجحـت "=" نفسٌ يلاعبُها الشيـطانُ والدجـلُ

تبيت في همَّك الميادِ منتكــــساً "=" رصيدك الغمُّ والإفـلاسُ والخبلُ

إنَّ الذي قسّمَ الأرزاقَ خالقُــها "=" والحبُّ رزقٌ وجــودُ اللهِ متصلُ

يُعطي ويمنعُ والأقدارُ واقعـــةٌ "=" والحاسدون لأمــرِ اللهِ ما عقلوا

هذا الذي غاظكم والحالُ في سقمٍ "=" يدعو لكم بالشفا إنْ نابـكم عِللُ

ليس المريضُ الذي قد نِيلَ في جسدٍ "=" إنَّ المريضَ الـذي في قلبه دغــلُ

أعيا الأطباءَ لم تبرحْ حماقتـُـــه "=" بالناس تـزري وما ينتـابه خجـلُ

مسكينُ يا حاسداً مازلتَ في سفـهٍ "=" الشيخُ يعلوا وأهلُ الغلِّ قد سفـلوا

شتمٌ وقذفٌ وتلميعٌ لأوسمـــةٍ "=" من خبثها طاشتِ الأفهـامُ والمُثـًلُ

الشيخُ في صحةٍ قد كان موجعَكم "=" لم يلتفت نحوَكم والحـالُ مكتـملُ

الشيخُ في غفلةٍ عن كلِّ مرتـكسٍ "=" قلبٌ يبيـتُ بهمِّ الديـن منشغـلُ

واليومَ في سُقمه أضحى لكم ألمـاً "=" فالمسلمـونَ لـه بالخـيرِ تبـتهـلُ

سبحانه قد أغاظ القومَ فانطلـقت "=" قوافـلُ البغـي للأقذاءِ تحتــملُ

يا حاسداً لا تلم نفسا بما صنعـت "=" قد عاث في ساحها التزويرُ والخـطلُ

أطلقتَ نفسَكَ للأدواءِ فارتـكبت "=" جرائمَ الزورِ قد أغرى بهـا الأمـلُ

لا تـظـلمـنَّ فإنَّ اللهَ مُطَّـلِـعٌ "=" على الخليقةِ ماقالـوا وما عمـلوا

تمت وصلوا على المختـار سيـدنا "=" ماحلَّ قومٌ بذي الساحات وارتحلوا


ماجد بن محمد الجهني