الوحم..؟؟

كانت زبيدة لا تزال في اول اسبوع من اسابيع الوحم .
وقد من الله عليها بحمل بعد انتظار طويل لكنها ارهقت زوجها
المسكين بقائمة من الطلبات انهكت جيبه ،فلبى بعضها على مضض ،
وأغض الطرف عن البعض الاخر لقلة ذاة اليد .

ربما كانت اشياء لا يتصورها العقل ،
كأن تطلب عنبا في فصل الشتاء هذا ،
أو تشتهي لحم طير من طيور البرية ،صعبة الاصطياد ...
استلقت على سريرها ذاة ليلة ماطرة ،شديدة الظلمة ،حالكة االسواد ..

اشعلت التلفاز، و اخدت تتابع برنامج احدى القنوات المتخصصة
في الحيوانات المتوحشة ،واذا بها ترى أنثى تمساح تضع بيضا.

إشرأب عنقها نحو الشاشة ،و سال لعابها .لقد اشتهت
طبقا من داك البيض ،تخيلته في صور شتى
مسلوقا ، مقليا بالبصل ،و وو........

ما ان جاوزت قدما زوجها عتبة الدار و هو مبللا يرتعد
من شدة البرد حتى صاحت به
محمود ،محمود...... اسرع .....

هرول صاحبنا نحوها، فأدا بها تشير الي التلفاز باصبعها وتقول:
اريد حبات من هذا البيض يا عزيزي .
ابتلع ريقه وقال :
العني الشيطان يا امرأة هذا بيض تمساح ومن أين آتي لكي به
ونحن هنا في هذا الربع الخالي ؟
قالت : لو كنت تحبني لاحضرته و لو من بلاد الهند .؟

قهقه الرجل حتى استلقى على قفاه .
ثم إكفهر وجهه بعد ان كان هادئا وصرخ ..
ويحكِ يا إِ مرأة.... ،ما اراكِ إلا جننتِ .
ضرب اخماسا باسداس..
وقال : تبآ له من وحم .

اجهشت زبيدة بالبكاء،
فلا زالت تبكي حتى لاحت اولى خيوط الصباح ..
اما محمود فقضى ليلته على الطوى ..

ويقال انها ولدت مولود على شكل التمساح..؟
وأكل كل شيء أمامة..؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي