بيان المعاني وغريب الألفاظ:
(يَوْمُ الْقَرِّ) بِفَتْحِ الْقَافِ وَتَشْدِيدِ الرَّاءِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي يَلِي يَوْمَ النَّحْرِ سُمِّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَقِرُّونَ فِيهِ بِمِنًى. وَقَدْ فَرَغُوا مِنْ طَوَافِ الْإِفَاضَةِ وَالنَّحْرِ فَاسْتَرَاحُوا وَمَعْنَى قَرُّوا: اسْتَقَرُّوا وَيُسَمَّى يَوْمَ الْأَوَّلِ وَيَوْمَ الْأَكَارِعِ[1].(فَطَفِقْنَ): بِكَسْرِ الْفَاءِ الثَّانِيَةِ أَيْ: شَرَعْنَ.(يَزْدَلِفْنَ): قال ابن الأثير: الازدلاف: الاقتراب. زلف الشيء: إذا قرب[2]. أَيْ: يَتَقَرَّبْنَ، وَيَسْعَيْنَ،يَعْنِي يَقْصِدُ كُلٌّ مِنَ الْبَدَنَةِ أَنْ يَبْدَأَ فِي النَّحْرِ بِهَا وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ مِنَ المعجزة الباهرة [3]، قَالَ الْخَطَّابِيُّ يَزْدَلِفْنَ مَعْنَاهُ: يَقْرَبْنَ مِنْ قَوْلِكَ زَلَفَ الشَّيْءُ إِذَا قَرُبَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ï*½ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ï*¼، ومَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ الدُّنُوُّ وَالْقُرْبُ مِنَ الْهَلَاكِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الْمُزْدَلِفَةُ لِاقْتِرَابِ النَّاسِ إِلَى مِنًى بَعْدَ الْإِفَاضَةِ عَنْ عَرَفَاتٍ[4].(إِلَيْهِ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ): قَالَ الطِّيبِيُّ: أَيْ: مُنْتَظِرَاتٌ بِأَيَّتِهِنَّ يَبْدَأُ لِلتَّبَرُّكِ بِيَدِ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في نَحْرِهِنَّ. قِيلَ: وَهَذَا مِنْ مُعْجِزَاتِهِ[5].(فَلَمَّا وَجَبَتْ جَنُوبُهَا) أَيْ سَقَطَتْ عَلَى الْأَرْضِ، قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ ذَهَبَتْ أَنْفُسُهَا فَسَقَطَتْ عَلَى جَنُوبِهَا[6].
[1] ينظر معالم السنن: (2 / 157)، ونيل الأوطار: (5 / 154).
[2] ينظر جامع الأصول: (3 / 355).
[3] ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (5 / 1826).
[4] ينظر معالم السنن: (2 / 157).
[5] ينظر مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (5 / 1826)، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: (5 / 127).
[6] ينظر معالم السنن: (2 / 157)، وعون المعبود وحاشية ابن القيم: (5 / 127).
منقول للفائدة
المفضلات