رغم الجب المظلم..
والقميص الملطخ بالدم الكاذب
و الذئب المظلوم... والسباق المزعوم..والمتاع المزيف
رغم مسرحية البكاء والضجيج في ذلك المساء الخادع.
و أن القضية سجلت ضد ( ذئب مجهول )وأُودعت أرشيف المحكمة..
رغم ذلك كله...جاءت ريح يوسف
وذكريات يوسف
وهمهمات يوسف
عبر قميص لم يلطخ بالدم ... ولكن تضمخ بريح الحبيب الغائب..!
( إني لأجد ريح يوسف...)
لا أدري لماذا شعرت بشحنة عاطفية هائلة عندما كررت قراءة هذه الآية..؟
بصراحة أخذني الخيال لأجد نفسي أشاهد إخوة يوسف وهم يلطخون قميصه بدم
الخروف...( والذي لا أدري هل أكلوه أم رموه في طريقهم )
نظرت إليهم وهم يبذلون جهداً كبيراً في خدعتهم هذه
ضحكت على هذه الخطة الصبيانية
وهنا... وأمام ( إني لأجد ريح يوسف ) أدركت أن القميص الملطخ بالدم
لم يكن خطة فاشلة فحسب..
بل كان أسخف نكتة على وجه الأرض..!!
إن الضرير الذي لا يرى ... ليشاهد الحياة كلها عبر هذه النسمات
عبر هذا الاتصال الأكثر وضوحاً ..!
غاب عنه يوسف..
ولم يسمع إلا ما يراد منه سماعه ..!
ولكن ماذا يصنعون بريح يوسف..
التي تجاوزت نقاط التفتيش.. ومحطات الفلترة ... واستقرت في قلبه..!!
لم يقل له أحد... لقد عثرنا على يوسف.. ولم يعترف له أحد بتلك المسرحية القديمة الهزيلة ..!
ولكن يوسف .. بذكرياته .. وأنفاسه .. ورائحته .. وقميصه ..من ألقى عليه تحية الفرح
وزف له بشرى اللقاء بنفسه...!!
فتمتم لمن حوله بذهول ... وفرح... وانتصار.. ( إني لأجد ريح يوسف...)
بقلم المبـدع / عبدالله حمآد الزوين ..
المفضلات