من هو أبو العريف..؟؟

من الشخصيات الشهيرة فى مجتمعنا العربى وهو الشخص الذى يفهم فى كل الأمور ويفتى فى كل المسائل ويتحدث فى الطب كأنه جراح بريطانى وفى الفلك كأنه عالم همام وفى التاريخ كأنه الجبرتى وفى الرياضيات كأنه الخوارزمى وفى الشعوذة كأكذب دجال وفى الهرطقة عمال على بطال ..

ويتحدث فى أمور النساء والعادة الشهرية وفى أمور الرجال والمسائل الشخصية ويتكلم فى هندسة الراديو والتلفزيزن ويقوم بإصلاح الغسالة والتليفون ويدعبس فى الكمبيوتر ويزرع الأرض ويفتى فى أجود انواع البذور ويتكلم فى البقالة وأسرارها والجزارة ومعجزاتها..

كما يعمل فى النجارة ويجرب حظه فى الحدادة ويحاول التكلم بلغات أجنبية فيطعم كلامه بألفاظ إنجليزية حتى يوضح للسامع مدى ثقافته التوسعية وأحلامه العلمية وأطماعه الفنية وتوجهاته الأدبية فهو غير محدد المعالم وغير واضح الملامح ولا تفهم له وجهاً من قفا فمعلوماته فى جميع المواضيع ناقصة غير حقيقية وكلامه فى معظم المسائل ليس له اهمية.

فمن المستحيل أن يكون هناك إنسان يفقه فى كل الأمور ويفتى فى الكبير والصغير ويتكلم فى الشعر كأنه أديب كلاماً عجيباً مريباً غريباً فتراه فى الصباح مدرساً وفى الظهيرة مهندساً وفى الأصيل تاجراً وفى الليل طبيباً وفى اليوم التالى يتقمص أدواراً أخرى ويقوم بتشخيصات جديدة وقصص عديدة.

فهو الذكى الألمعى الشديد الذكاء وهو الوقور الطيب الصابر على البلاء يسير فى كل مأتم ويأكل فى كل عرس ويحضر كل زفاف ويصفق لكل عروسين ويبكى فى كل جنازة ويزغرد فى كل حفل ويرقص فى كل مولد وله ملابس لكل مناسبة فكأنه ألف إنسان بألف وجه بألف جسم بألف رأى بألف فكر بألف دين بألف إتجاه بألف سليقة بألف هدف بألف حلم بالأف أمل.

أنا شخصيأ تنتابنى نوبات حادة من الصداع عندما ألتقى بهذا النوع المسمى أبو العريف ولا أعرف يمينى من شمالى وكل همى يتركز على كيف أغادر المكان الذى حل فيه وكيف أهرب منه قبل أن افقد صوابى..

فهو راديو مفتوح على كل الإذاعات وتلفزيون مثبت على كل القنوات وموسوعة جرائد ولكن أوراقها ملخبطة ومتداخلة وقهوة كاملة بكل طاقتها من بشر وكراسى وتربيزات ومشروبات وشارع متحرك ملىء ببشر لا يتعبهم الكلام فى أى شىء وفى كل شىء دون أن يسألهم أحد او يستفسر منهم مخلوق.

ليته يتوقف عن الكلام والإفتاء والرغى واللت والعجن، وما الحل لو فوجئت به يركب جوارك فى القطار أو السيارة الأجرة أو الباص ؟ وماذا لو حكم عليك الزمان وكان أبو العريف هو جارك فى المنزل أو زميلك فى العمل أو رئيسك فى العمل ومطلوب منك أن تناافقه وتبارك اراءه..

واخيرا هل ابو العريف مريض نفسياً أم معيب خلقياً؟
أم فاشل إجتماعياً أم هارب من الأيام أم قليل المقام أم طافش من المدام ؟

أرجو ألّا اكون قد أزعجتكم بهذا الكلام لكنه موجود..
ولكم تحيات
ماجد البلوي