إلـــى اللقــاء

..
...

أيتها الشمس التي تغيب ..
أقف أمامك شامخاً أرقب مراسم دفنكِ في
قبر الأفق أحد مقابر الماضي الهالك ..
.

..

( أنا لا أرى في الحياة ماضٍ يمكن أن يُرى إلا .... الغروب ..)
.

..

ويدفنكِ الغروب شيئاً .. فشيئاً ..
يحتويكِ الماضي بهدوءٍ يبالغ من المأساة ..
وتطلقين نظراتك الصامتة ..
تستجدين .. من الكون شفقة ..
رأفة ..
أورحمة ...
ولا مجيب ..
بل ..
ولا مبالٍ ..
والنتيجة مقررة واضحة .. والمصير محتوم :
سقوط في هاوية الماضي الراحل ..
لتكوني بعدها ..
ذكرى .. حزينة ..(هذا إن سلمتِ من النسيان ..)
.

..

أيتها الشمس التي تغيب :
لا تنظري إلي .. نظرات محتضر !!
يرجو مني خلاصاً ومعيناً ..
إنها تزلزلني .. تعصف بي ..
ما أقسى وقع سياط تلك النظرات ..
على من لا يستطيع لها إعانة ..
سوى .. بدموع تحاكي بها عيونه عيون تلك النظرات ..
آه .. أيتها الشمس ..
كأن في حشاي ..
غروب .. وغروب .. وغروب ...
يهزأ .. ببقايا صبرٍ محطم .. مغلول ..
ويستهيج أصوار ذكريات لم تخبو بعد ..
تحت رماد الماضي ..
فيصيرها ناراً للأحزان ..
وحمماً للأشجان ..
فأنى لصبرٍ صمود .. فأنى لصبر صمود ؟!!
..
.
.

.

آه أيتها الشمس ..
ما أسرع انقضاء الغرور ..
كأنك لم تطلعي في الصباح منتشية زاهية ..
قادمة في طموح ..
كأنك لم تعيشي لحظة كبرياء عند الظهيرة !!
فخضعت لسطوة قوتك الكائنات .. وتوارت عنك تحت الظلال !!
ما أسرع التحول ..
هاأنت تودعين .. في ضعف وخور وهوان .!!
..
.
.
آه أيتها الشمس ..
سيمر ليل ينعي لك .. ذلك الهلاك ..
وسيحزن لأجلك الكون .. ويلبس السواد له احتدادا ..
ولكن ...
النسيان .. سيعيد الحياة ..
عندما تولد شمس ..أخرى ..
(لو اعتبرت بمصيركِ لما طلعت !!)
فستطلع ..
وكأنها طلعت تطلب بحياة قصيرة .. ذات المصير الأبدي .!!
.

.

.
.
آه .. أيتها الشمس التي تغيب ..
ها أنتِ تودعين .. بحزن بلغ المنتهى ..
ها هو الغروب يدفن منكِ النظرات الأليمة .. في صمت شجي ..
إلى اللقاء أيتها الشمس التي تغيب ..
.
.
إلى القاء ..
.
.
إلى اللقاء .
.
.
.

حضور بصمت وهدوء

لقد عركت الحياه بما يكفي

ليخرج

هذا البوح

أيها الصديق المتأمل

هل تذكر


طائر النورس


أنا هنا


أشعر بك


أكثر من ذلك الطائر!

طائر النورس !!!!!!


واااااااااااااااااااااااهٍ له ذلك الطير ...


ووااااهٍ ذلك الـ : هنا .. يا أبو علي ..



وواهٍ على الذكريات ..

.
أترى ؟

لقد كنا .. وها نحنُ ..
يرجع شجونا لحنُ ..
تعاودنا به الذكرى ..
على أيامنا تحنو ..

..

شرف لي أنك مررت من هنا ..
أستاذي الكبير
..
.

وبلغ له التحايا العاطرات ذلك الطير المتيم اليتيم - بعدي - ..

..

نعم لَكَم التقت في ذلك الـ : هنا .. ثلاثة أشياء ،
الشمس التي تغيب ..
وطائر النورس ..
وقلب بين جوانحي ملّ من نبضه المختنق ..

..

أبو علي أن تذكرني بكل شيء ..
وتشعرني بكل شيء ..
وتعلمني كل شيء ..

شكرا شكرا .. وسأبقى ممتناً ..

يــــــــــــوسف ،،

رسمت لنا بريشتك أجمل الكلمات وصغتها بأروع العبارات ..

أطيب المُــنــى ،،

سلمان العرادي

تحــياتي لك أخ / يــوسف ..




حــقاً إبـــداع إلى مالانهـــاية ! ! ! !





ولاتبخــــل علينــا بهـــذا الجمــال ..



ووفقك الله ..

أخي / يوسف البلوي


ماذا عساني أن أبوح أمام هذه الرائعـــــــــــة ..!


لكن أتعلــــــــــــــــم ..!


أجمل ما في هذا الغياب أن يكون هناك أملٌ في اللقـــــــــــاء ..



ننتظــــــــــــر على الدوام نزف قلمك ..


كل التقدير لكم .