وفد قبيلة بلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أ.د. سلامه محمد الهرفي البلوي

في شهر ربيع الأول من السنة التاسعة للهجرة نور الله قبيلة بلي (الأم) للإسلام ،وجاء وفدهم الى المديبه المنوره ،ليعلن إسلامهم أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة شيخهم أبو الضبيب ،فنزلوا على الصحابي الجليل رويفع بن ثابت البلوي (رضي الله عنه )، وأنزلهم في منزله ،ثم قدم بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له:هؤلاء قومي ،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مرحباً بك وبقومك ) ،فأسلموا، وقال لهم رسول اللهصلى الله عليه وسلم (الحمد لله الذي هداكم للإسلام ،فمن مات منكم على غير الإسلام فهو في النار ) .

وفي روايه أكثر تفصيلاً عن رويفع بن ثابت البلوي (رضي الله عنه ) قال :قدم وفد قومي ،فأنزلتهم علي ،ثم خرجت بهم حتى انتهينا الى رسول اللهصلى الله عليه وسلم وهو جالس في اصحابه ،فسلمنا عليه فقال صلى الله عليه وسلم رويفع ؟فقلت: لبيك ،قال : من هؤلاء القوم ؟ قلت : قومي يا رسول الله ، قال : مرحباًبك وبقومك . قلت : يارسول الله قدموا وافدين عليك ، مقرين بالإسلام ،وهم على من ورائهم من قومهم ،فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : ” من يرد الله به خيراً يهديه للإسلام ” فتقدم شيخ الوفد أبوالضبيب فجلس بين يدي رسول اللهصلى الله عليه وسلم ، فقال :يارسول الله أنا وفدنا إليك لنصدقك ،ونشهد أنك نبي حق ونخلع ما كنا نعبد وكان يعبد آباؤنا ، فقال صلى الله عليه وسلم ( الحمد لله الذي هداكم للإسلام فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار )
وقال أبو الضبيب : يا رسول الله إن لي رغبة في الضيافة ، فهل لي في ذلك أجر ؟ قال صلى الله عليه وسلم :( نعم وكل معروف صنعته إلى غني او فقير فهو صدقة ) فقال : يا رسول الله وما وقت الضيافة؟ قال صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة أيام فما بعد ذلك صدقة ، ولا يحل للضيف أن يقيم عندك فيحوجك ( أي يضيق عليك ) وفي لفظ : فيؤثمك ، أي يعرضك

للإثم ،أي تتكلم بسيء القول ، قال : يا رسول الله ، أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض قال صلى الله عليه وسلم : هي لك أو لأخيك أو للذئب ، قال : فالبعير ؟ قال : مالك وله ؟ دعه حتى يجده صاحبه .
قال رويفع رضي الله عنه : ثم قاموا فرجعوا إلى منزلي ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزلي يحمل تمراً، فقال : استعن بهذا التمر ، فكانوا يأكلون منه ومن غيره ، فأقاموا ثلاثة أيام ، ثم ودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجازهم ورجعوا إلى بلادهم .

وتذكر لنا المصادر بأن بطون بلي الأخرى المنتشرة في مختلف أنحاء الحجاز بدأت تتوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أوردت لنا تلك المصادر نص كتاب كتبه المصطفى لأحد هذه الوفود وهو وفد بني جعيل من قبيلة بلي وجاء نص الكتاب على النحو التالي :( إنهم رهط من قريش ، ثم من بني عبد مناف ، لهم مثل الذي لهم وعليهم مثل الذي عليهم .وإنهم لا يحشرون ولا يعشرون ، وإن لهم ما أسلموا عليه من أموالهم . وإن لهم سعاية نصر وسعد بن بكر وثمالة وهيل .
وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على لك : عاصم بن أبي صيفي ، وعمرو بن أبي صيفي ، والأعجم بن أبي سفيان ، وعلي بن سعد ، وشهد على لك العباس بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وأبو سفيان بن حرب ”
ونص هذا الكتاب يؤيد الرواية التي جاءت في الإصابة بأن قسماً من بلي قد حالف على ما يبدو عبد مناف فنسبوا إليهم ، فقد روى البغوي من طريق عبد العزيز بن عمران عن جهم بن مطيع عن علي بن جهم البلوي عن أبيه قال : وافانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألنا من نحن فقلنا نحن بنو عبد مناف …”
وبرجوع وفد بلي إلى مضاربة تبدأ صفحة الجهاد والتضحية من أجل التمكين لدين الله في الأرض باللسان والسنان ، وهذا ما سنعيش معه في الصفحات التالية إن شاء الله .
——————————————————————————–
كتبه و نقله على الشبكة العنكبويتة / موسى بن ربيع البلوي – www.bluwe.com لا ينقل إلى أي موقع آخر الإ بعد الإشارة إلى مصدره

شارك هذا الموضوع
أ.د.سلامة محمد الهرفي البلوي الميــلاد : 5/9/1957 م – الزرقا – الأردن الجنســية: أردني الوظيفة الحالية بالتفصيل : أستاذ تاريخ إسلامي في جامعة الشارقة محـل الإقامة والمراسلة : الشارقة – جامعة الشارقة – كلية الآداب والعلوم المؤهلات والشهادات العليا : حاصل على بكالوريوس تاريخ بالجامعة الأردنية والأول علي القسم 1978م ودرجة الماجستيرفي التاريخ الإسلامي جامعة من أم القرى بتقدير ممتاز 1982م و درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي من جامعة أم القرى ممتاز 1985م عمل رئيساً لقسم الدراسات الاجتماعية جامعة الملك فيصل ورئيساً لقسم الدراسات الإسلامية الجامعة العالمية ماليزيا ومساعداً لعميد كلية الدراسات العربية والإسلامية دبي المؤلفــــات : 1- كتاب القضاء في الدولة الإسلامية تاريخه ونظمه في مجلدين . 2- كتاب تاريخ دولة المرابطين في عهد علي بن يوسف ابن كاشفين . 3- كتاب اللمسات الإنسانية في الحضارة الإسلامية . 4- كتاب المخابرات في الدولة الإسلامية .
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version