“الجادة” وجهة تسوق أهالي تبوك منذ 200 عام

موسى ربيع البلوي

إعداد : محمد آل فيه
تصوير : فهد العسّاف
تبوك – واس
يرتاد أهالي منطقة تبوك هذه الأيام الأسواق الشعبية المنتشرة في تبوك وفي مقدمتها سوق (جادة الأمير فهد بن سلطان) الذي تمتلئ أركانه بأجواء شهر رمضان المبارك حيث الأكلات الرمضانية المختلفة، وعروض البسطات التقليدية التي تعج بمستلزمات الأسرة المناسبة لرمضان والعيد.
وتقع الجادة في وسط منطقة تبوك بطول 600 متر, متميزة بقربها من أكثر المواقع الأثرية في المنطقة وأهمها (عين السكر) الشاهد الأثري على غزوة تبوك, وقلعة تبوك الأثرية.
ورغم كثرة الأسواق المركزية والمجمعات التجارية في منطقة تبوك، إلا أن التبضع من سوق (الجادة) الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 200 سنة حسبما قال عضو مجلس الشورى سابقاً والباحث في إرث منطقة تبوك الدكتور مسعد العطوي، له طابعه الخاص في نفوس أهالي منطقة تبوك، حيث يعرض فيه مختلف البضائع التي تلبي حاجتهم وبأسعار مختلفة في متناول الجميع.
وأفاد الدكتور مسعد العطوي في حديثه لوكالة الأنباء السعودية، أن الجادة التي كانت تسمى قديماً بالشارع العام، كانت سوقاً مفتوحاً يباع فيه المواشي، والحطب، والسدو، والخيام ، إلى أن أمر صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك بإقفال السوق ورصفه من جديد عام 1409هـ، وتولت أمانة منطقة تبوك حينها عملية تنظيم السوق والإشراف عليه حتى وقتنا هذا.

وتجول مندوب “واس” في السوق والتقى بعدد من باعة الجادة الذين أكدوا عراقة السوق وقدمه, حيث أشار العم أبو عبدالله أحد أقدم تجار السوق إلى أن “الجادة” كانت طريقا للمركبات وسوقا للخضار والأغنام، إلا أنها تطورت بعد تولي سمو الأمير فهد بن سلطان إمارة تبوك، حيث استحدثت محلاتها بطراز معماري حديث يناسب النهضة التي تمر بها منطقة تبوك.
ومن جهته قال العم فهد المالكي أحد باعة الملابس الرجالية منذ أكثر من 10 سنوات إن الأجواء الرمضانية في سوق جادة خاصة في الأيام التي تسبق عيد الفطر المبارك مختلفة جدًا عن غيرها من الأسواق، نظرا لتوفر جميع أصناف البضائع التي يحرص على جلبها الباعة لتلبية رغبات المتسوقين.
وأضاف المالكي : لقد قامت أمانة منطقة تبوك بتطوير المكان بأكمله ليتناسب مع الحياة العصرية، لكنه مازال محتفظا ببساطته وأصالته، ليصبح معلما من معالم المنطقة.
وشاركه الرأي العم عايد البلوي مسؤول أحد محال بيع العود والبشوت قائلا : إن سوق الجادة يشهد سنويًا في العشر الأواخر من رمضان إقبالاً كبيراً من المتسوقين الذين يبحثون عن مستلزماتهم بأسعار تنافسية تلبي رغباتهم في شراء المنتجات التي تناسب عيد الفطر المبارك.
وأفاد أنه يبيع في سوق الجادة البشوت بأنواعها والعود الفاخر من الجابورا والإريان والمركوي الذي يصل سعر الكيلوجرام منها أكثر من 50 ألف ريال، كما أنه يبع أنواع أخرى من العود يصل الكيلو جرام منها إلى أقل من 500 ريال، مبينًا أن لديه زبائن دائمين منذ سنوات يحرصون على اقتناء حاجاتهم من محله سنويًا.

وأضاف البلوي أن سوق “الجادة” منطقة أثرية تتنفس عبق الماضي بوجه الحاضر، وتجاور أمكان أثرية يحرص أهالي تبوك وزوارها على زيارتها بشكل دوري, فضلا عن أن أبناء الجيل الحالي يحرصون كذلك على التسوق في الجادة والتبضع مع أهاليهم من منتجاته التي تضاهي بعض مايعرض في الأسواق التي تعج بالماركات العالمية.
والتقى مندوب “واس” بمجموعة من المتسوقين الذين أبدوا اهتمامهم بالتسوق من جادة الأمير فهد بن سلطان، إذ يرى أحد رواد الجادة سعود العنزي أن المكان يذكر بالماضي الجميل، موضحا أنه يأتي إلى “الجادة” بصفة دورية كلما لزمه شيء يقتنيه لنفسه أو أسرته بسبب الأسعار المقبولة فيه.
أما المواطن عبد العزيز العسيري الذي يتجول في السوق مع أسرته، فقد أفاد أنه يحرص على التسوق بالجادة لشراء مستلزمات الحياة المختلفة نظير تنوع معروضات سوقها وأسعاره المعقولة، بينما أكدت زوجته فاطمة العسيري أنها تهتم كبقية النساء في التسوق في الأماكن الحديثة، إلا أن الأسواق التاريخية مثل سوق الجادة الذي كانت ترتاده مع عائلتها إبان طفولتها له مكانة خاصة في نفسها بسبب تنوع منتجاته التي تناسب المرأة من الملبوسات والعطور المنخفضة في السعر بالمقارنة مع بقية الأسواق، مما جعلت منه سوقاً جاذباً لكل الفئات العمرية.

شارك هذا الموضوع
يتبع:
رئيس التحرير
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version