بالشكر تدوم النعم

محمد البلوي

عندما تحدث القرآن عن تاريخ المترفين نلاحظ أنهم كانوا يقفون دوما في وجه حركات الأنبياء ودعاة الإصلاح لأن دعوتهم كانت ترتكز على الرفع من مستوى الفقراء وكبح جماح المترفين  ومن ثم كان المترفون عائقا أمام عقيدة التوحيد ولكن لا حياة لمن تنادي هذا ما رأيته وشاهده الكثير وتداوله الأكثرية عبر برامج التواصل الاجتماعي لم ننتهي من ذلك السفيه الذي يغسل ايدي ضيوفه بالعود حتى يرمي السفيه الآخر المال لتلك الناقه وصولاً الى ذلك الذي ينثر الهيل بالمجلس تفشى الاسراف والفساد وانتشر الى درجه لا تطاق رغم انها مرفوضه تماماً في مجتمعنا وليس لها علاقه بعاداتنا وتقاليدنا بل لم تكن موجوده بالأساس ضمن اكرام العرب لضيوفهم  وهو قبل ان يرفضه المجتمع رفضه الشرع والدين الاسلامي وكذلك سنُحاسب عن كل ما ننفق كثيراً ام قليلاً قال الله تعالى في محكم آياته {لَتُسْأَلُنّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ} متناسين او بالأصح متغافلين بأن الاسراف محرم شرعاً  ولاكن للأسف من يبذخ بهذا الشكل عندما تعاتبه او تلقي اللوم عليه يتبجح بقوله انا اكرم ضيوفي وكأن هذا الأمر شيء طبيعي وحق مشروع لابد منه انا لا اريد ان اضرب الأمثلة بدول اخرى سبقتنا بالغنى والثراء واتاها الفقر بسبب بطرهم واسرافهم بنعم الله عليهم ولا كن لو رجعنا الى الوراء عدة سنوات لأجدادنا فقط كإنو لا يأكلون اللحم الى عندما يأتيهم ضيف من مكان بعيد هذا ان توفر اللحم اساساً كان اكلهم من ميسور حالهم ومن الموجود عندهم ولذلك كانوا يقولون لضيوفهم( الجود من الموجود ) والكل يعلم هذه الحقيقة رغم ان الكثير يتباها ويفتخر بالإسراف انا ابن فُلان وجدي فُلان فعل مالم يفعله غيره من الكرم  يا اخي الكريم لو علم جدك بما فعلت لتبرأ من افعالك وربما منك لانهم عاصروا الفقر والجوع كان زادهم التمر وقليلاً من الطحين والان تضعون الصواني والانعام بشتى اشكالها وانواعها ليس لضيوف بل  لتلك الكاميرات  ولتصويرها وعرضها على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي سؤال ماذا تركتم لصغار او بالأصح ماذا علمتهم ؟الاسراف التباهي البذخ ! ام شكر الله على نعمه هذا الترف والاسراف من باب اولى ان نساعد به المحتاجين ونعلم وننشئ ابنائنا على الصدقة ومساعدة ذري الحاجه ومن واجب كل مسلم أن يعمل على محاربة الإسراف والتبذير في الإنفاق والترغيب في الاعتدال والاقتصاد والحفاظ على نعم الله وشكرها ان الاقتصاد والوسطية تحافظ على المال من إسراف باهظ يرفضه الشرع والعقل وقد أمرنا الإسلام الحنيف بالوسطية والاعتدال بكل الامور  وأمرنا أن نكون وسطاء بين هذا وذاك حتى ننعم بنعم الله تعالى علينا بالشكل الصحيح واخيراً قال الله تعالى بمحكم آياته (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) وقال تعالى (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ) اتمنى ان  تتمعنوها جيداً كي لا تهلكوا بالفتن ونهلك مثل شعوبٌ كانت قبلنا قد هلكت ولم يشكروا الله على نعمه .

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version