القتل الصامت

ان أقوى الحروب الحديثة على الإطلاق هي الحرب الاعلامية ونلاحظ انها تستعمل ضدنا منذ زمن ، والان تستعمل بشكل قوي جدا لم يسبق له مثيل حيث ان الاعداء يسعون لاختيار أسوأ الاخبار لإيصالها إلى أسماعنا ونحن نتقبلها دون وعي مثال:

الفساد منتشر . الأسعار مرتفعة. البطالة في ازدياد. الأنظمة سيئة. الطرق رديئة. مدرسة احترقت.  حوادث تقتل مواطنين. التعليم متخلف. الصحة مريضة. قتل سرقة جرائم. طيران غير جيد. رشوة تزوير تدليس. خيانة عمالة وعمال. نكت بذيئة علينا. انتقاص من مجتمعنا.

إنها حرب نفسية تدميرية.

لكن هل فكرنا يوما في عزة انفسنا ؟!

العدو يلقننا أن :

العرب / المسلمون لا يستحقون شيئا…

العرب / المسلمون لا قيمة لهم …

العرب / المسلمون اغبياء …

العرب / المسلمون لا يستطيعون التطور أو التقدم …

العرب / المسلمون لا ذوق لديهم …

العرب / المسلمون لا يستحقون الحياة ….

وهكذا …

ونحن نلاحظ كيف أننا احياناً بداع وبدون داع نشتم انفسنا ونستمتع بذلك … لان اعدائنا ادخلوا في اعماقنا دون ان نشعر كل ماهو سلبي وبرمجوا عقولنا اللاواعيه على كل ما يريدون من سلبيات وهذا يسمى برمجة العقل الباطن . 

اشعلوا فينا حس المناطقية بحيث يسخر كل منا بالآخر وفي الواقع الجميع يسخر من العرب وبلادهم ككل … ومع هذا لم نلتفت الى هذه المؤامرات التي تشعرنا بأننا صرنا سجناء بدون سجن …

لماذا يحاربنا الأعداء بهذا السلاح سلاح الاعلام وبالاخبار السيئة جدا لكي يقتلوننا قتلا صامتا ببطئ وليشعلوا نار الفتن والفوضى في ارجاء البلاد ……

واكبر دليل على ذلك ماقام الجنرال وليام ماير ( المحلل النفسي ) في الجيش الامريكي بدراسة واحدة من اعقد قضايا تاريخ الحروب في العالم فقد تم اسر وسجن حوالي الف جندي اميركي في تلك الحرب في كوريا وتم وضعهم داخل مخيم تتوفر فيه كل مزايا السجون من حيث المواصفات الدولية . فهذا السجن كان مطابقا للقوانين الدولية من حيث الخدمات المقدمة للسجين ومن حيث معاملته. وهذا السجن لم يكن محصورا بسور عالي كبقية السجون بل كان يمكن للسجناء محاولة الهروب منه الى حد ما،

والاكل والشرب والخدمات متوفرة بكثرة، وفي هذا السجن لم تكن تستخدم اساليب التعذيب المتداولة في بقية السجون

 ولكن …

ولكن التقارير كانت تشير الى عدد وفيات في هذا السجن اكثر من غيره من السجون … هذه الوفيات لم تكن نتيجة محاولة الفرار من السجن لأن السجناء لم يكونوا يفكرون بالفرار بل كانت ناتجة عن موت طبيعي! الكثير منهم كانوا ينامون ليلا ويطلع الصباح وقد توفوا!

رغم ان  علاقتهم ببعضهم كانت علاقة صداقة مع  اختلاف درجاتهم ورتبهم العسكرية وحتى علاقتهم بسجانيهم كانت علاقة ودية !

لقد تمت دراسة هذه الظاهرة لعدة سنوات وقد استطاع ماير أن يحصل على بعض المعلومات والاستنتاجات من خلال هذه الدراسة :

١-. كانت الرسائل والأخبار السيئة فقط هي التي يتم ايصالها الى مسامع السجناء اما الاخبار الجيدة فقد كان يتم اخفاؤها عنهم .

٢-. كانوا يأمرون السجناء بأن يحكوا على الملأ إحدى ذكرياتهم السيئة حول خيانتهم او خذلانهم لأحد أصدقائهم او معارفهم .

٣- .كل من يتجسس على زملائه في السجن يعطى مكافأة كسيجارة مثلا والطريف انه لم يتم معاقبة من خالف الضوابط وتم العلم بمخالفته عن طريق وشاية زميله في السجن وهذا شجع جميع السجناء للتجسس على زملائهم لأنهم لم يشعروا بتأنيب لضميرهم نتيجة تجسسهم .

وهكذا اعتاد جميع السجناء على التجسس على زملائهم والذي لم يكن يشكل خطرا على أحد .

لقد كشفت التحقيقات ان هذه التقنيات الثلاثة كانت السبب في تحطم نفسيات هؤلاء الجنود الى حد الوفاة :

١. الأخبار المنتقاة ( السيئة فقط ) كانوا يفقدون الأمل بالنجاة والتحرر .

٢. حكايتهم لذكرياتهم كالخيانة أو التقصير امام الملأ والعموم ذهبت باحترامهم لأنفسهم واحترام من حولهم لهم .

٣. تجسسهم على زملائهم قضى على عزة النفس لديهم ورأوا انفسهم بأنهم حقراء وعملاء .

وكانت هذه العوامل الثلاثة كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة ووصول الانسان لحالة الموت الصامت .

النتيجة :

 إن كنا اليوم لا نسمع سوى الاخبار السيئة ، وكنا لا نفكر بعزة انفسنا ، وإن كنا نحاول تسقيط بعضنا البعض فنحن نعيش حالة ( سيندروم ) (ا لعذاب الصامت ).

لذلك ينبغي علينا الآتي :

١. أن لا نستمع الى الاخبار السيئة فقط ولا إلى ارجافات المرجفين وتهويلاتهم بل ينبغي أن نمنح أنفسنا ومن حولنا الأمل بالقادم الافضل .

٢. أن نحترم من حولنا رغم اختلافنا ونتوحد ضد الاعداء .

٣ . أن نمتلك العزة والطاقة الايجابية لا السلبية بالأمل بالله سبحانه والثقة به وبنصره …

هكذا سنحطم السجن الذي أراد الأعداء أن يصنعوه لنا بواسطة إعلامهم في دواخلنا ويعذبونا فيه وان أرادوا إشعال الفتن والفوضى فقد اخطؤا الطريق لاننا اهل سنه ومتمسكين بالعقيدة وبولاة امرنا تمسكا قويا جدا … 

ومرتبطين بالله عز وجل ولا نزكي انفسنا على الله وعلي الله نتوكل ، بذلك يخيب الشيطان وحزبه … ثم اننا متمسكين بقيادتنا الحكيمة على راسها الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الامير محمد بن سلمان وحكومتنا الرشيدة والسمع والطاعة لولاة امرنا في المنشط والمكره اكثر واكثر في مثل هذه الظروف وواجبنا ان ندخر اي اخبار سلبية وعدم الالتفات لها ولا لقنواتهم الاعلامية ولا لعملائهم المدسوسين بيننا حتي لا نصبح لقمة سائغة للأعداء ويحققون اهدافهم في تدميرنا او قتلنا قتلا صامتا .

الى اللقاء

عبدالرحمن البلوي

شارك هذا الموضوع
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version