مقال (( تحيه إلى ريم )) بقلم سلمى يوسف البلوي

سعود البلوي

حينما نذكر التضحية ، نذكر الإيثار ، لابد أن نذكر ريم التي سطرت أروع معاني التضحية بالروح ، والنفس لأجل إنقاذ أخيها الصغير، حينما إندلعت النيران داخل منزلهم، بداية من الغرفة التي كان الطفل داخلها ، في بداية الأمر  ظنوا أن الغرفة لايوجد بها أحد ،لكن ما أن سمعوا صوت حتى تيقنوا من أنه يوجد أحد داخل الغرفة ،ليتضح فيما بعد أنه طفلهم الصغير ،لحظات عصيبة ومريرة عاشتها الأسرة ،الأم تحاول أن تستجمع  قواها لكي تنقذ صغيرها من أن تلتهمه ألسنة النيران ،لكن النار تشتعل والدخان الخانق يطوق الغرفة بأكملها ،غير أن مشاعر الأمومة لن ولم تثنيها عن المحاولة مرات ومرات للإقتحام ،والمخاطرة بحياتها ، لإجل إنقاذ فلذة كبدها،حتى لو تدفع الثمن حياتها ،الأم خارت قواها من هول مارأت ،لهيب النيران وأدخنه تتصاعد ،والصغير داخل الغرفة لايُعرف مصيره، والأم تصارع لأجل إنقاذ صغيرها ،في هذه اللحظات العصيبة تسللت ريم بكل براعة حبواً على قدميها من بين  ألسنة النيران الملتهبة والدخان الخانق لكي تسحب الصغير وتخرجه إلى منطقة آمنة ، ألهمها الله حسن التصرف ،لتكون سبباً في إنقاذ أخيها الصغير من موت محقق ، بإرادة الله سبحانه وتعالى وضبط نفسها وهدوئها ، وتعاملها مع الموقف بكل شجاعة وبراعة، حينما أخرجت الطفل وجدته في حالة إغماء شديدة ، فقامت على الفور بعمل إنعاش قلبي رئوي للصغير الذي بدأت تدب فيه الحياة من جديد ،إستمرت في عمل الإنعاش القلبي للطفل لحين وصول سيارة الإسعاف ،ليتم نقل الصغير إلى المستشفى للإطمنان عليه ولله الحمد رجع الطفل سالماً إلى حضن والديه بعد أن أنجاه الله بلطفه ورحمته ، ريم لم يمر ساعات على ترشيحها لجائزة التميز العلمي على مستوى منطقة تبوك حتى شاءت  أقدار الله أن تكون سبباً لإنقاذ أخيها، لتسطر بذلك العمل البطولي  أروع  معاني التضحية وبذل الروح لإنقاذ روح بفضل الله تعالى وثم تطبيقها لدروة الإسعافات الأولية التي كانت بدعم من فريق فزعة وتحت إشراف هيئة الهلال الأحمر السعودي ، بداية من طريقة دخولها الغرفة التي إندلعت فيها النيران حيث قامت بالزحف أرضاً لأن الأدخنه تكون في مستوى مرتفع عن سطح الأرض  ، وهذه من المهارات التي يجب إتقانها لإنقاذ حياة  المصابين من الحريق ، كذلك الإنعاش القلبي الذي من الممكن أن  يكون سبباً لإعادة الحياة لشخص ما بعد إرادة الله ،فالواجب علينا السعي للحصول على مثل هذه الدورات لربما إذا إحتجنا إليها طبقناها وكنا سبباً لإنقاذ حياة ،كذلك يتوجب على المدارس والجامعات توفير مثل هذه الدورات لأبنائنا وبناتنا أو إدراجها في مناهجهم المدرسية لكي يستفيدوا منها في حالات التعرض للحريق أو المخاطر الأخرى لاقدر الله . وأخيراً سيسجل التاريخ قصة ريم بأحرف من ذهب ،لقد خاطرت وغامرت بحياتها لأجل إنقاذ حياة أخيها ، فمن هذا المنبر نطالب بتكريمها والإشادة بعملها البطولي الذي قامت به ،وهذا أقل مايمكن تقديمه لها ،الا يحق لتبوك بل للوطن أن يفخر بريم وشجاعة  ريم وبطولة ريم..

سلمى يوسف البلوي /ناشطة إجتماعية

شارك هذا الموضوع
1 تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version