بندر محمد المساوي
10-16-2005, 08:10 AM
في زحمة المواضيع المكتوبه عن ( الشهر الفضيل ) وعبادة الصوم ..
استوقفني هذا الموضوع .. ..
:
:
في كل عام نتوقف لحظات نتحدث عن الصوم إيجابياته وسلبياته, نتحدث عن الجانب الروحي وعن الجانب الصحي عن الجانب الترويحي والتجريبي. ويمضي رمضان وتمضي معه أصداء الحديث, كما نتحدث عادة عن أي موقف تفرضه مناساباته.
لكننا لا نحاول فعلاً أن نواجه أنفسنا, وفي غالب المواقف صدقاً مع الذات.
نستغرب ونصاب بالدهشة فنقول: لماذا نصوم في كل عام...؟
ربما لكثرة ما نسمع ونقرأ عن مزايا الصوم وتعليلات الباحثين والفقهاء - توقفت فينا محاولة التعمق لأكثر شمولاً عن فكرة الصوم
* لم نعد نهتم بالسؤال الذي يقول: لماذا الصوم...؟
ولو حاولنا مرة واحدة أن نجيب على السؤال المفترض هذا في محاولة لمعرفة خلفية التشريع في الصوم.
فإننا قطعاً لا نسأل أنفسنا. ماذا يعني الصوم في حياة الإنسان المسلم...؟
هل يعني الصيام مجرد الامتناع عن الشهوة والطعام والشراب لعدة ساعات ثم العودة إلى الملذات والحياة بكل ثرائها مطالبها ومشكلاتها وخصوصياتها...؟
أم إن الصوم يعني أبعاداً كثيرة في تحقيق سمو النفس والارتفاع بها من ممارسة الأخذ إلى ممارسة العطاء. هل يعني الصوم أن نمتنع عن الطعام والشراب عشر ساعات أو أكثر ثم نعود كما كنا ندور حول الموائد الفاخرة والأطعمة الشهية, أم إن الصوم مواجهة علمية نكبح بها جماح النفس... لنكسر أنانية الإنسان... لنرتفع به من ذل عبودية الشهوة إلى عز الارتفاع فوق الرغبة.
الصوم يعني التجربة الحية نحس من خلاله بصفاء الحياة, نحس من خلاله بتفاهة الرغبة وبالقدرة على تجاوز عبودية الإنسان للنفس.
الصوم لا يعني أن نمتنع عن الأكل والشرب والملذات الحسية, لكنه يعني أكثر من هذا... بل يعني محاسبة دقيقة لواقع تصرفاتنا وسط لهيب الخوف والرهبة والانحباس والإيثار.
الصوم عملية ترويض للنفس المغموسة في بحر الرذيلة لكي تتحرر من سجن العادة ولكي ترى للحياة عمقاً أبعد من مجرد ممارسة العادة, لنحس من خلاله بلوغ الحرمان, لكي نواجه عملياً انحباس الرغبة توطيناً لما هو أسمى من العادة, لنرى الحياة من خلال هذه الدروس ما هو أقسى من حرمان النفس لعدة ساعات, لنرى في الحياة ما هو أشد من تغيير العادات.
الصوم مواجهة لحقائق التعامل البشري للارتفاع به من هوة الطمع إلى مشارف الإيثار.
الصوم لا يعني أبداً أن نمتنع عن عادة مألوفة لنعود إلى ممارستها بعد ساعات أو نعود إليها بعد شهر من الزمن.
ولكنه يعني تزكية السلوك بالقدرة وتنمية الشعور بالقوة للانتصار على نزعة الشر في نفوسنا.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
فالصوم من هذا المنطلق معادلة قد تكون صعبة ولكنها معادلة دقيقة لنرى في لحظات تجردنا من شهواتنا... وكم هي مطامعنا تافهة... وما منافذ تفكيرنا غريبة.
وأننا وسط اللهب المتعاظم في أعماقنا نحترق بالرغبة فلا نرى من الحياة إلا ذل الأسير في قيوده.
لكننا في كثير من الحالات لا نرى إشراقة الأمل في شفاه آلمها الخوف والعوز والحرمان...
وقست عليها الأيام... تركض في مساحات الحياة تبحث وسط الظلام عن إشراقة نور.
وكنا في كثير من الحالات لا نرى حقائق القدرة في تكوين الإنسان السوي يملك الدنيا, لكنه لا يحاول أن يعطي لذاته صفاء البقاء الكريم في أسلوب تعامله.
ولكننا في كثير من الحالات لا نريد أن نعرف عن الصوم إلا امتناع عن شهوة إلى أجل وانقطاع عن رغبة إلى أمل... وتوقف عن عادة إلى زمن...
وننسى أو لا نريد أن نتذكر الحياة عندما تعطي قليلاً فقد تأخذ منا كثيراً... فتأخذ الرؤية لواقع ينداح بالماسي والشكوى والأنين والآلام...
ننسى أو لا نريد أن نتذكر أن الحياة قد كتبت على كثير ممن حولنا (ولربما كنا منهم) صياماً دائماً عن تحقيق آمالهم وتطلعاتهم ومطالبهم...
ننسى أو ل نريد أن نتذكر أن شقاء فئة من الصائمين إلى أجل قد يشعرهم بالحرمان من لذة دائمة ولكن إلى أمد... وأن شقاء فئة أخرى يؤلمها الصيام الدائم وأوقاتاً فيتحول إلى ممارسة, وممارسة الشقاء بمتاعب الحياة قمة الإحساس بمرارة الحرمان... صيام دائم...
ترى... هل حاولنا في لحظات تأمل أن ندرك أن الصوم مشاركة بالإحساس, ومشاركة بالمشاعر, ومشاركة بالقدرة على تجاوز التجربة المادية وصولاً إلى الهدف من تجربة الصوم. فليس الهدف بعد هذا أن نغير في مواعيد حياتنا في المأكل والمشرب... بالطبع ل.ا.. إنه أشمل من هذا...
عندما نمارس الصيام على أنه تحقيق لكل هذه القيم نكون أجبنا على سؤال مهم يتردد دائماً في أعماقنا وكأنما نسأل عن معنى الصيام أو لماذا نصوم ...؟ !
:
:
أتمنى أكون وفقت في نقله ..
استوقفني هذا الموضوع .. ..
:
:
في كل عام نتوقف لحظات نتحدث عن الصوم إيجابياته وسلبياته, نتحدث عن الجانب الروحي وعن الجانب الصحي عن الجانب الترويحي والتجريبي. ويمضي رمضان وتمضي معه أصداء الحديث, كما نتحدث عادة عن أي موقف تفرضه مناساباته.
لكننا لا نحاول فعلاً أن نواجه أنفسنا, وفي غالب المواقف صدقاً مع الذات.
نستغرب ونصاب بالدهشة فنقول: لماذا نصوم في كل عام...؟
ربما لكثرة ما نسمع ونقرأ عن مزايا الصوم وتعليلات الباحثين والفقهاء - توقفت فينا محاولة التعمق لأكثر شمولاً عن فكرة الصوم
* لم نعد نهتم بالسؤال الذي يقول: لماذا الصوم...؟
ولو حاولنا مرة واحدة أن نجيب على السؤال المفترض هذا في محاولة لمعرفة خلفية التشريع في الصوم.
فإننا قطعاً لا نسأل أنفسنا. ماذا يعني الصوم في حياة الإنسان المسلم...؟
هل يعني الصيام مجرد الامتناع عن الشهوة والطعام والشراب لعدة ساعات ثم العودة إلى الملذات والحياة بكل ثرائها مطالبها ومشكلاتها وخصوصياتها...؟
أم إن الصوم يعني أبعاداً كثيرة في تحقيق سمو النفس والارتفاع بها من ممارسة الأخذ إلى ممارسة العطاء. هل يعني الصوم أن نمتنع عن الطعام والشراب عشر ساعات أو أكثر ثم نعود كما كنا ندور حول الموائد الفاخرة والأطعمة الشهية, أم إن الصوم مواجهة علمية نكبح بها جماح النفس... لنكسر أنانية الإنسان... لنرتفع به من ذل عبودية الشهوة إلى عز الارتفاع فوق الرغبة.
الصوم يعني التجربة الحية نحس من خلاله بصفاء الحياة, نحس من خلاله بتفاهة الرغبة وبالقدرة على تجاوز عبودية الإنسان للنفس.
الصوم لا يعني أن نمتنع عن الأكل والشرب والملذات الحسية, لكنه يعني أكثر من هذا... بل يعني محاسبة دقيقة لواقع تصرفاتنا وسط لهيب الخوف والرهبة والانحباس والإيثار.
الصوم عملية ترويض للنفس المغموسة في بحر الرذيلة لكي تتحرر من سجن العادة ولكي ترى للحياة عمقاً أبعد من مجرد ممارسة العادة, لنحس من خلاله بلوغ الحرمان, لكي نواجه عملياً انحباس الرغبة توطيناً لما هو أسمى من العادة, لنرى الحياة من خلال هذه الدروس ما هو أقسى من حرمان النفس لعدة ساعات, لنرى في الحياة ما هو أشد من تغيير العادات.
الصوم مواجهة لحقائق التعامل البشري للارتفاع به من هوة الطمع إلى مشارف الإيثار.
الصوم لا يعني أبداً أن نمتنع عن عادة مألوفة لنعود إلى ممارستها بعد ساعات أو نعود إليها بعد شهر من الزمن.
ولكنه يعني تزكية السلوك بالقدرة وتنمية الشعور بالقوة للانتصار على نزعة الشر في نفوسنا.
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه كما جاء في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
فالصوم من هذا المنطلق معادلة قد تكون صعبة ولكنها معادلة دقيقة لنرى في لحظات تجردنا من شهواتنا... وكم هي مطامعنا تافهة... وما منافذ تفكيرنا غريبة.
وأننا وسط اللهب المتعاظم في أعماقنا نحترق بالرغبة فلا نرى من الحياة إلا ذل الأسير في قيوده.
لكننا في كثير من الحالات لا نرى إشراقة الأمل في شفاه آلمها الخوف والعوز والحرمان...
وقست عليها الأيام... تركض في مساحات الحياة تبحث وسط الظلام عن إشراقة نور.
وكنا في كثير من الحالات لا نرى حقائق القدرة في تكوين الإنسان السوي يملك الدنيا, لكنه لا يحاول أن يعطي لذاته صفاء البقاء الكريم في أسلوب تعامله.
ولكننا في كثير من الحالات لا نريد أن نعرف عن الصوم إلا امتناع عن شهوة إلى أجل وانقطاع عن رغبة إلى أمل... وتوقف عن عادة إلى زمن...
وننسى أو لا نريد أن نتذكر الحياة عندما تعطي قليلاً فقد تأخذ منا كثيراً... فتأخذ الرؤية لواقع ينداح بالماسي والشكوى والأنين والآلام...
ننسى أو لا نريد أن نتذكر أن الحياة قد كتبت على كثير ممن حولنا (ولربما كنا منهم) صياماً دائماً عن تحقيق آمالهم وتطلعاتهم ومطالبهم...
ننسى أو ل نريد أن نتذكر أن شقاء فئة من الصائمين إلى أجل قد يشعرهم بالحرمان من لذة دائمة ولكن إلى أمد... وأن شقاء فئة أخرى يؤلمها الصيام الدائم وأوقاتاً فيتحول إلى ممارسة, وممارسة الشقاء بمتاعب الحياة قمة الإحساس بمرارة الحرمان... صيام دائم...
ترى... هل حاولنا في لحظات تأمل أن ندرك أن الصوم مشاركة بالإحساس, ومشاركة بالمشاعر, ومشاركة بالقدرة على تجاوز التجربة المادية وصولاً إلى الهدف من تجربة الصوم. فليس الهدف بعد هذا أن نغير في مواعيد حياتنا في المأكل والمشرب... بالطبع ل.ا.. إنه أشمل من هذا...
عندما نمارس الصيام على أنه تحقيق لكل هذه القيم نكون أجبنا على سؤال مهم يتردد دائماً في أعماقنا وكأنما نسأل عن معنى الصيام أو لماذا نصوم ...؟ !
:
:
أتمنى أكون وفقت في نقله ..