المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة مسلم الوليعي الرجل الذي مات بسبب الحب..؟؟



ماجد سليمان البلوي
01-04-2012, 08:44 PM
قصة مسلم الوليعي الرجل الذي مات بسبب الحب..؟؟

--------------------------------------------------------------------------------


سأروي لكم قصة مسلم الوليعي

وروايتها لا تختلف عن رواية الراوي محمد الشرهان إلا بشيْ بسيط جدا
واسمه الأول مسلم بتشديد اللام

ويبدو أن اسم الوليعي جاء بعد أن مات متولعا بالحب وإلا فليس هو اسمه الحقيقي

في زمن بعيد وفي بدايات القرن الثاني عشر تقريبا

عاش مسلم الوليعي وهو شاب بدوي من سكان المنطقة الشمالية الغربية

وكان مسلم شابا طيب الأخلاق شهم ذو نخوة

و كغيره من الشباب يطمح لجمع المراجل بجمع المال وتكوين النفس

ولم يكن في ذلك الوقت من الأعمال التي يمتهنها الشباب إلا أعمالا محدودة ومن أبرزها الرعي
فاشتغل مسلم بالرعي وأصبح يتنقل بين القبائل حتى حط رحالة في الشمال
عند رجل من رجال إحدى القبائل المشهورة
وكان ذلك الرجل لديه حلال كثير وكان كريما فأكرم مسلم وأحبه مسلم الوليعي
واشتغل عنده سنوات عديدة

وكان لذلك الرجل بنت جميلة ألفت مسلم فأحبها وأحبته حب عفيف طاهر

وكان صاحب الحلال لديه ذودين من الإبل (رعيتين من الابل) فكان مسلم يرعي ذود والبنت ترعى ذود

وفي أحد الأيام في مفلى الإبل قرصت مسلم حية

وكان ذلك أمام مرأى من جميع الرعيان

فلما بكا مسلم وتألم

هبت إليه الفتاة

وأمسكت بمكان القرصه وهو اصبعه الخنصر

وأرخت لثامها تمص اصبعه لتسحب منه السم

وسقط لثامها بالأرض ولم تأبه به

وهنا قال الشرهان أنه بعد ذلك خاف من أن يصل إلى والد الفتاة خبره هذا فيقتله فهرب

وقال لي والدي أنه لم يهرب في وقتها بل استمر عندهم والأمر كان طبيعيا

وأنهم بعد ذلك عزبوا في الإبل وكانت الفتاة ترعى ذودها بقرب ذود مسلم

ولما أمساهم الليل ناموا بجانب بعض ولكنهم غير ملتصقين ببعض وكانا ملتحفين لحافا واحدا
ومن طهرهم فصلوا فيما بينهم بحبس صغير من التراب

وعندما استيقضوا في الصباح رأت البنت حول منامهم أثر حوافر فرس أبيها

فخافا أن يتهمهم بتهمة

ولخوف الفتاة على مسلم من والدها قالت له لا تدخل الفريق بل ابق بعيدًا وأنا سوف أذهب بالإبل وسأكتشف إن كان والدي قد ضن بنا سوءًا أم لا
فإن كان الأمر طبيعي ولم يشك فسأقرع الحوض للإبل وتأتي أنت
لأنني إن ذهبت لأناديك علموا أننا خائفين فيشكون في أمرنا

وإن كان هناك خطرًا عليك فسأصرخ باسمك فاهرب لأهلك
وهذا من حرصها عليه لأنها تحبه فضلت أن يبقى بعيدًا لكي لايطوله شر والدها

وكانت تمشي إلى الفريق بخطىً وجله ولم تكن مشكلتها أهلها بقدر ما هي مفارقة مسلم

ولما عادت وقابلت أبيها وجدته لم يشك بأي شيء لأنه يثق فيهما ويعلم طهرهما

وعلى قول ابن رشيد

مايستشك ياحمود كود الرديين
وإلا ترى الطيب وسيعٍ بطانه

ومن فرحة البنت وشوقها لمسلم بعد علمها بأنه لن يفارقها

نسيت فصاحت له تناديه باسمه

وعندما سمع نداءها علم أنه الموت فهرب

وكان متحسرا لفراقها وخائفًا عليها من أن يمسها والدها بسوء

فذهب لأهله خالي اليدين

وكان مهموما من فراق محبوبته والهم الأكبر خوفه عليها

فجلس عند أهله مريضا وانسلت حاله

فحاروا به أهله

عرضوه على أطباء شعبيين عدة فلم يجدوا به مرض

وقال أحدهم إن الذي فيه عشق

فخلوه يشرف بأعلى مكان واسمعوا ما يقول

فعلا نفذوا ما أوصاهم به الحكيم الشعبي

ولأن جبل رضوى قريب منهم جدا

صعدوا به قمة جبل رضوى

فأشرف منها أعلى مكان ووقف على الميهاف

وأنشد الأبيات التالية :

يقول الوليعي والوليعي مسلم
من دامت أيام الصبا له دام
لو إن عجات الصبا يجبرنه
كما يجبر الجابر كسير عظام
قارٍ قراني يوم قرصت خنصري
قارٍ قراني ماعليه لثام
إلى قرى القراى وأرخى لثامه
قلبي تزايد علة وهيام
قراني وهو يسبح من الدمع ناظره
ليته قراني والعيون نيام
رقيت في رضوى ورضوى منيفه
وأخيل في عيني جنوب وشام
أخيل بعيني طلحة ناعمية
سلام يادار الحبيب سلام
أنا جيتكم من راس رضوى عشيه
كما شن غرب باد منه وذام

وبعد أن أتم الأبيات سقط ميتًا وتدحرج من أعلى قمة رضوى

فأقسم أخوه أن يقتل من قتلت أخاه
فعندما حملوه لدفنه قام أخوه وقص قرونه
وبعد أن دفنه أخذ الجدايل (القرون) وعبائته
وذهب إلى منازل القبيلة التي كان مسلم يعمل فيها
و وضع عباءة مسلم على جنب الذلول والقرون ربطها على القربة
وعندما وصل منزل القبيلة وقف على العد
وكل من جائت تروي عطاها القربة تروي له فإذا ملأتها ولم تقل شيئًا
أخذها ونثر ماها
إلين جت بنت ومن أول ماشافت العباة على الذلول هرعت إليها
فباشرها بمد القربة إليها فرأت القرون
فقالت : ياولد أسألك بالله العظيم ربك اللي خلقك وأذرى نسمك وين راعي هالقرون والعباة؟
فقال والله ما جيتك إلا دافنه

فصعقت الفتاة وماتت في مكانها

رحمهم الله جميعا

وهذه القصة مثبته ومتواترة الروايات
وعليها شواهد من الشعر

مثل قول أحد الشعراء

والله فلا ألوم الوليعي ولو طاح
من رأس رضوى والعوض به عباته
مير اعذروني عند هبات الأرياح
لأذب عمري ثم أسوي سواته

وكذلك قول الشاعر

قبلك جريٍ والمعنى وابن روق
ومسلم من رأس عيطا رمنه

آمل أن تعجبكم هذه القصة
تحيات
ماجد البلوي

بن صقير
01-04-2012, 11:03 PM
الله يعطيك العافيه ومشكور على القصه الرائعه والشيقه

مقرن البلوي
01-05-2012, 12:07 AM
ماشاء الله عليك يابو سعد متميز دئما بالموضيع المتميزة

ماجد سليمان البلوي
01-05-2012, 12:28 PM
الله يعطيك العافيه ومشكور على القصه الرائعه والشيقه

الله يعافيك ويبارك فيك
الف شكر يا ابن صقير

ماجد سليمان البلوي
01-05-2012, 12:30 PM
ماشاء الله عليك يابو سعد متميز دئما بالموضيع المتميزة

الف شكر يا صاحبي مقرن
على ردك الطيب والوافي
بارك الله فيك
اجمل التحيات
والسلام

الهجان
02-29-2012, 02:31 PM
يعطيك العافيه ع القصه يابوسعد

مشعل بن مشحن السرحاني
02-29-2012, 02:36 PM
مشكور أخوي ماجد على هالقصه ............

رشيد البلوي
02-29-2012, 05:55 PM
سرد جميل لقصه جميله
بارك الله فيك ابو سعد دائماً موضيعك الخاصه بهذا الجانب
محل اعجاب متابعيها
لك مودتي

الدكتور سعيد الرواجفه
04-15-2012, 01:36 PM
الاخ ماجد
القصة ممتعة ومثيرة وواقعية
وقد تابعتها متقطع الانفاس لاصل النهاية (السعيدة )
لكنك ( ذبحتنا ) وصدمتا بالمأساة !
كان بإمكانك ولو ( بهاره ) تخلي لنا في اخرها جرعة ( زينه ) !