المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شمس الإسلام تسطع على هسبانيولا ..الحلقه الاولى ..؟؟



ماجد سليمان البلوي
01-06-2012, 12:45 AM
شمس الإسلام تسطع على هسبانيولا ..الحلقه الاولى ..؟؟

لقد ضرب الإسلام بجذوره شرقاً وغرباً,كما أشرقت شمسه ساطعة فنشرت نورها على كافة أرجاء المعمورة فما من دولة أو جزيرة كبر حجمها أو صغر إلا وبها مسلم يقيم عقيدة التوحيد الغراء. فلم تقف المسافات الشاسعة ولا المحيطات الواسعة عقبة في سبيل امتداد الإسلام، فله صلات بالعالم الجديد سبقت الأوربيين إلى اكتشاف نصف الكرة الغربي حيث وصل المسلمون إلى أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي قبل وصول الأسبان إلى العالم الجديد، وكان هذا الوصول المبكر من مسلمي شمال وغربي أفريقيا،ومن مسلمي الأندلس.

في حلقتنا اليوم سنقوم بزيارة إحدى جزر الأنتيل,و هي مجموعة جزر تكون الجزء الأكبر من جزر الهند الغربية,وتقسم جزر الأنتيل إلى مجموعتين رئيسيتين:"جزر الأنتيل الكبرى والواقعة شمالاً وتضم كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبويرتوريكو- وجزر الأنتيل الصغرى وتتكون من مجموعة جزر ليوارد وجزر وندوارد وجزر فنزويلا الشاطئية. يستثنى من الأنتيل جزر البهاماس بالرغم من أنها تتبع جزر الهند الغربية. جغرافيا تتبع جزر الأنتيل قارة أمريكا الشمالية. أحيانا تلحق كل من جزر كوبا وبيورتوريكو والدومانيكان بأمريكا اللاتينية بسبب تحدث أهلها بالإسبانية.
ونخص بالذكر في تلك الحلقة جزيرة هسبانيولا وهي ثانية كبريات جزر الهند الغربية، وتقع بين كوبا وبُورتُوريكُو في البحر الكاريبي.وتبعد حوالي970كم جنوب شرقي فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية,وإلى الشمال الغربي من جزيرة هيسبانيولا تقع كوبا ويفصل بينهما ممر وندوارد وإلى الجنوب الشرقي منها تقع جامايكا ويفصل بينهما قناة جامايكا.بينما تقع جزر البهاماس شمال الجزيرة.جزر كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبورتوريكو مجمتعة يشكلوا ما يعرف باسم جزر الأنتيل الكبرى المكونة من الصخور القارية.
تحتل جمهورية هاييتي الثلث الغربي من هسْبَانيُولا،في حين تُغَطِي جمهورية الدومينيكان ثلثيها الشرقيين،يطلق سكان الجزيرة الأصليين على الجزيرة اسم كويسكويا. مسمى هايتي أطلق في الأصل على اسم الجزيرة كلها ولم يقصد بها جزؤها الغربي فقط. و قد كان اسم جمهورية الدومنيكان لمدة من الزمن هايتي الإسبانية.
جزيرة هيسبانيولا
• الموقع:البحر الكاريبي.
• المساحة: مساحة الجزيرة الكلية هي حوالي 76,480 كم2.
• عدد السكان:يبلغ عدد سكان الجزيرة18,466,497حسب تقديرات 2005 م ,منهم 8ملايين في هاييتي9,7 ملايين في الدومنيكان. وكلهم تقريبًا إما سود، وإما ينحدرون من أصول مختلطة من البيض والسود. ويعيش أكثر من نصف السكان في المناطق الريفية.
• والجزيرة تتوزع بين جمهورية هاييتي و جمهورية الدومينيكان.
• هاييتي:أكبر مدينة بورت أوبرنس.
• الدومينيكان:أكبر مدينة سانتو دومينجو.
نبذة تاريخية:
ففي الأمريكتين أو العالم الجديد كما يسمى، أو نصف الكرة الغربي كما يطلق عليه أحياناً يوجد الإسلام ممثلاً في عدد يزيد على أربعة ملايين ونصف المليون من المسلمين ، وقد دلت العديد من الأدلة على ذلك،منها على سبيل المثال التقاليد الموروثة عند الهنود بالأمريكتين،ومنها التأثير الأفريقي في الصناعة التقليدية لدى الهنود الأمريكيين،ومنها ما عثر عليه من آثار مكتوبة في الصخر في 90 موقعاً بأمريكا الجنوبية والوسطى- التي تقع بها جزر هسبانيولا- كتبت بحروف من لغة الماندنج بغرب أفريقيا،ومن الأدلة تلكم البعثات الكشفية التي أرسلها ملوك دولة مالي الإسلامية في غربي أفريقيا في عهد مانس أبو بكر،وحكى قصتها السلطان مانسي في حجه إلى البقاع المقدسة، حيث مر بالقاهرة، وقص هذا على سلطان مصر، وأشار إليها المؤرخ العمري.
ولقد سبقت هذه الرحلات الكشفية الإسلامية وصول كولمبس بـ180 سنةحسبما أثبتت دراسات تاريخية لعلماء غربيين، حيث وجدت عملة معدنية عربية صكت سنة 800هـ، واكتشفت في سواحل أمريكا الجنوبية. وترجع إلى الأندلس، مما يثبت أن مسلمي قرطبة،وصلوا إلى العالم الجديد قبل كولمبس،ولقد أشار المسعودي في مروج الذهب (كتب سنة 339هـ-956م) إلى كتاب له (اكبار الزمان) أشار إلى رحلات مسلمي قرطبة عبر المحيط الأطلنطي (بحر الظلمات).
ولقد استفاد كولمبس من رحلات المسلمين عبر الأطلنطي إلى العالم الجديد في رحلاته الكشفية، فلقد ذكر في سجلات رحلاته : أن الهنود الأمريكيين حدثوه عن علاقات تجارية سابقة مع الأفريقيين، ولقد شاهد امريجو فسبوشي في وسط الأطلنطي في عودته، زوارق الماندينج من غامبيا في غربي أفريقيا،وهكذا كان الوصول الأول للإسلام إلى العالم الجديد مبكراً، وتلى ذلك وصول آخر تمثل في المسلمين الذين قدموا مع الأسبان والبرتغاليين،أولئك الذين كانوا يكتمون إسلامهم خوفاً من بطش محاكم التفتيش الأسبانية والبرتغالية، وكذلك تمثل هذا الوصول فيما جلبه الأوربيون من رقيق إلى الأمريكتين.
علمنا أن الأوربيين نقلوا الملايين من الزنوج الأفريقيين،وهذه الأعداد الهائلة من الأفريقيين بالأمريكتين هم أحفاد أولئك الأجداد، ففي الولايات المتحدة وحدها ما ينيف على 27 مليوناً من الأفارقة، فإذا أضفنا إليهم ما يوجد منهم بأمريكا الوسطىوالبحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، تكون المحصلة قريبة من مائة مليون أفريقي، مما لاشك فيه أن المسلمين شكلوا قطاعاً كبيراً من بين تلك الأفواج من الأفارقة التي جلبها الغربيون إلى العالم الجديد، وحركة العودة إلى الإسلام بين الأفارقة بالعالم الجديد تعطي مؤشراً عجيباً، فإذا كانت الصفات الوراثية تورث في الأجنة، فنحن نقف أمام مثيل لها في هذا الدين العظيم، فلقد أخذ الأحفاد من الأفارقة بالعالم الجديد يعودون إلى دين الأجداد.و تشير الإحصاءات السكانية في سنة 1400-1401هـ 1980-1981م إلى أن سكان الأمريكتين والبحر الكاريبي قد تجاوزوا 614 مليون نسمة ومن هذا العدد 4.6 مليون مسلم، أي أن نسبتهم 0.7% من جملة السكان، وإن ظهرت هذه النسبة ضئيلة الحجم، إلا أنها نامية، تزيد مع مرور الزمن.
جملة القول أن الأفارقة هم أول من اكتشفوا هذه الجزيرة واستقرّوا بها.فعندما توجهت حَمَلات الكشوف الجغرافية في عام 898 هجرية (1492 ميلادية) بقيادة كولمبس استقبله المسلمون الأفارقة وعاونوه في اكتشاف مجاهل هذه الجزيرة ومعالمها الجغرافية وسماها أيلا إسبانيولا أي الجزيرة الأسبانية وهكذا أسس أول مستعمرةأسبانية في العالم.
وهكذا تدفق عدد من العبيد المسلمين إلى الجزيرة على يد الإسبان فقاموا بثورة ضدهم في 1522 م فقامت إسبانيا بمعاونة السكان الأصليين بقمعها. وفيها قال دييجو كولومبوس «إن لم تقمع الثورة بسرعة لكانت قد أريقت دماء المزيد من المسيحيين». قامت إسبانيا بإجلاء المسلمين عن الجزيرة وإبعادهم عنها.
وقد خضعت هسبانيولا للاستعمار الأسباني منذ هذا الوقت, فقامت أسبانيا بتقسيم الجزيرة في محاولة لتفرقة المسلمين .. وأطلقت على الجزء الشرقي من هسبانيولا اسم " الدومينكان" وخصصت لها ثلثي مساحة الجزيرة .. كما اختارت مدينة " سانت دمنجو" عاصمة لها .. وقد حصلت الدومينكان على استقلالها عن الاستعمار الأسباني ثم الفرنسي وذلك في عام 1260 هجرية.
أما الجزء الغربي من جزيرة هسبانيولا فقد تأسست به دولة "هايتي".. وقد احتلتها فرنسا عام 1036 هجرية ( 1626ميلادية ) وطردت أسبانيا منها .. حتى حصلت هايتي على استقلالها في عام 1219 هجرية ( 1804 ميلادية ) فكانت أول جمهورية زنجية في العالم كله.
وأغلب سكان " هايتي" من الزنوج الأفارقة الذين استقروا في جزيرة هسبانيولا منذ نهاية القرن الخامس الهجرى بالإضافة إلى عدد آخر من الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا من غرب أفريقيا.
إلى هنا نتوقف مع وعد بمواصلة رحلتنا في الحلقة القادمة إن شاء الله لنتعرف حال الإسلام في هسبانيولاو وكذلك نحاول تفقد أحوال المسلمين هناك والتعرف على مشاكلهم وأبرز التحديات التي تواجههم فإلى الملتقى.

يتبع في الحلقة القادمة
ان شاء الله
تحيات
ماجد البلوي