المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النحل ... عالم و أسرار



موسى بن ربيع البلوي
11-08-2005, 10:51 PM
من أسرار عالم النحل







الدكتورحسان شمسي باشا



يقول العالم فترلنك في كتابه ( حياة النحلة ) :



" لو أن أحدا من عالم آخر هبط إلى الأرض وسأل عن أكمل ما أبدعه منطق الحياة ، لما وسعنا إلا أن نعرض عليه مشط الشمع المتواضع الذي يبنيه النحل " .



ويقول كريس موريسون - رئيس أكاديمية العلوم بنيويورك - بعد أن يستعرض وظائف الملكة والعاملات في خلية النحل " لا بد أن يكون هناك خالقا أرشدها إلى كل تلك الأعمال العظيمة التي تقوم بها بإتقان بديع " .



وفي حياة النحل أسرار عجيـبة اكتشف الإنسان في العصر الحديث بعضا منها ، ومازال هناك الكثير من تلك الأسرار التي أودعها الله في ذلك الكائن الحي الذي أوحي إليه .



قال تعالى :



" وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مخـتلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون " ( سورة النحل : آية 68 - 69 )



ورأيت في رحلة البحث في موضوع النحل والعسل لفتات تجعل المرء يسرح في عالم آخر فيه ملكة وعاملات .. وفيه نظام وانضباط .. وفيه تناغم واتساق .. وكلها مظاهر من عظمة الخالق المبدع الذي جعل من أمة النحل مثالا يحتذى به في التعاون والنظام . الكل يعمل حسب سنه ودوره . المهندسات والبناءات يشيدن قرص النحل . والعاملات يقمن برحلات للكشف عن أماكن الرحيق . والكيميائيات يتأكدن من نضوج العسل وحفظه .



والخادمات يحافظن على نظافة الشوارع والأماكن العامة في الخلية . والحارسات على باب الخلية يراقبن من دخل إليها ومن خرج .. يطردن الدخلاء أو من أراد العبث بأمن الخلية . فمن علم هؤلاء كل هذا ؟ ومن أوحى لهن هذه الأدوار ؟



إنه رب العالمين الذي يقول :



" وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم " ( الأنعام : آية 38 )



هل الملكة تحكم خلية النحل ؟



يقول كتاب Nature : " رغم أن الملكة هي أهم فرد في مجتمع النحل ، إلا أنها لا تحكم خلية النحل على الإطلاق ، غير أنها تنتج هرمونات تحدد مخـتلف نواحي سلوك النحل . فكيف تتحكم هرمونات الملكة بسلوك الآخرين ؟



إن العاملات وهن يقمن بتنظيف جسد الملكة يحملن هذه الهرمونات ويوزعنها بسرعة على باقي أفراد الخلية من النحل . ويتم ذلك خلال تبادل الطعام فما لفم .



أما عمل الملكة الحقيقي فهو إنتاج البويضات ، فالملكة هي الأنثى الوحيدة المكتملة جنسيا، أما العاملات فلم تكتمل الأعضاء الجنسية لديهن . ولا تقوم الملكة برعاية أبنائها ، ولكنها تعتمد على العاملات اللاتي يحضن صغار النحل ويطعمهن الطعام .



إذن من يحكم خلية النحل ؟ إنهن العاملات أنفسهن . فهن اللواتي يقررن متى وأين يجمعن رحيق الأزهار . وهن اللاتي يقررن متي تستبدل ملكتهن ، وهن اللاتي يحددن متى يهاجرن في حشد كبير لتشكيل خلية جديدة ، فلا خلاف بين العاملات ولا صراع .



¨هل ذكور النحل كسالى ؟



كانت نظرة الإنسان إلى ذكور النحل نظرة خاطئة . فكان يظن أن هؤلاء الذكور كسالى لا يحبون العمل . فوظيفة ذكر النحل في حياته كلها هو تلقيح الملكة . ولكن هل هو خامل بليد لا يحب العمل ؟



تشير الأدلة العلمية الحديثة إلى غير ذلك ، فما هو بخامل عن العمل .. إنما خلقه الله غير قادر على القيام بما تقوم به العاملات . فليس في أرجله سلل يستطيع جمع رحيق الأزهار فيها . ولسانه قصير لا يقوى معه على امتصاص رحيق الأزهار . فهو في الحقيقة عاجز حتى عن تغذية نفسه ، بل إنه يستجدي الطعام من زميلاته العاملات !!



فالكسل ليس من طباعه ، ولكنه لا يقوى على القيام بما تستطيع العاملات فعله . ولكن الله تعالى أناط به عملا هاما متى أداه مات وذهب إلى عالم الفناء .



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



" اعملوا ، فكل ميسر لما خلق له " ( رواه البخاري )



ولا يستطيع سوى عدد قليل من مئات الذكور إنجاز مهمتهم في الحياة ، ألا وهي تلقيح الملكة ، وتـتسبب عملية التزاوج هذه في موت الذكر الذي يؤدي إلى تلك المهمة .



والحقيقة أنه لو لم يكن هناك ذكور لما أمكن حدوث الإخصاب ، ولأدى ذلك إلى موت الخلية .



¨ماذا يعني موت الملكة ؟



عندما تموت الملكة تبدأ شغالات الشمع بناء عدد من الخلايا الملكية وهي ذات شكل مميز شبيه بإصبع القفاز . وتقوم الشغالات بتربية عدة يرقات ملكية في آن واحد بتلقيمها الغذاء الملكي .. وما أن يتم فقس أول بيضة عن ملكة ، حتى تبدأ حملة قتل جماعية تستهدف جميع العذاري الملكات التي لم تنته من تطورها بعد . فالتشريعات في مملكة النحل تقضي بأن لا يبقي في المملكة الواحدة سوى ملكة واحدة فقط .



مشاهد من الزفاف الملكي :



وأول ما تقوم به الملكة الجديدة ضمن استعدادها لرحلة الزفاف ، وهو قتل منافساتها من الملكات . وإذا تصادف أن خرجت ملكتان في آن واحد ، فإنه يحدث بينهما نزال ينتهي بموت إحداهما .



وبعد أسبوع من الاستعداد والتجهيز ، تبدأ مراسم الزفاف الملكي . فتغادر الملكة الخلية وتحلق فوقها من جهات عديدة ، كي لا تخطئ طريق الرجوع بعد الانتهاء من عملية التلقيح . ثم تقوم ببث عطرها الملكي الجذاب المثير ، وترسل أنغامها الرنانة المغرية .



ويبدأ الطيران ، وتلحق بها الذكور بعزيمة ونشاط . وكلما أوشك أحدهم على اللحاق بها، زادت سرعتها وارتفعت في الفضاء .



ويتساقط بعض الذكور واحدا تلو الآخر حين يعجزون عن اللحاق بها . ولا يبقى معها إلا قلة من الذكور . وهنا تنطلق بأقصى سرعة تستطيعها ، وترتفع لأعلى مسافة يمكنها بلوغها . ويظفر بها أقواها بنية ، وأجلدها على تحمل المشاق . ويتم تلقيحها وتنتهي مراسم الزفاف الملكي بعد 15 - 35 دقيقة من بدئها .



وتعود الملكة العروس جارة خلفها تركة عريسها الفقيد ، الدالة على نجاح الزفاف . إذ ينفصل عضو التذكير ، ومعه جزء من أحشاء الذكر المسكين فور الانتهاء من التلقيح . وينـزف ذكر النحل المسكين حتى الموت . بينما تبادر الوصيفات إلى تنظيف الملكة مما علق بها ، وتعم الفرحة أرجاء المملكة ، وتبدأ العاملات بتجهيز عيون شمعية جديدة استعدادا لوضع البويضات فيها . ويقدر العلماء أن الملكة تضع حوالي 200 - 250 ألف بويضة في الموسم الواحد ، وتترك وراءها قرابة مليون بويضة قبل أن تخطفها يد المنون .



¨ما الحكمة من هذه الرحلة الخطرة التي تقوم بها الملكة ؟ ولماذا يستلزم الزفاف وجود مائتي ذكر ؟



والحقيقة أن أحد الذكور المائتين سيكون أبا لجميع نحل الخلية التي ستظهر خلال سنوات أربع أو خمس قادمة . فلو كان الذكر ضعيفا أو ذا صفات وراثية غير جيدة ، لأدى ذلك لانقراض المملكة خلال شهورها الأولى .



وقد يتساءل البعض : ألا يمكن حصول التلقيح دون موت الذكر البطل ؟



والواقع أن ترك عضو التذكير وبعض أحشائه دليل على حدوث التلقيح ، فإن خرجت الملكة إلى رحلة الزفاف ، ولم تجد الوصيفات هذه الأمارة الواضحة تيقنت من فشل المهمة، وبادرت بالتجهيز لزفاف ملكي جديد .



" صنع الله الذي أتقن كل شيء " ( النمل : آية 88 )



·ما هي وظائف الشغالات ؟



تتباين المهام التي تنجزها النحلة الشغالة منذ ولادتها وحتى موتها . فكلما زاد عمرها وشاخت ، حدث فيها تحولات فزيولوجية دقيقة تتوافق مع العمل الذي يتوجب عليها أداؤه . فبينما تكرس الشغالة النصف الثاني من حياتها لجمع الرحيق وحبوب الطلع ، تعمل الشغالة في الأسابيع الثلاثة الأولى من حياتها ضمن الخلية .



فخلال اليومين الأول والثاني التاليين لخروج النحلة الكاملة ، تقوم الشغالة الفتية بتنظيف خلايا الحضنة بدقة متناهية ، فتخصص كليا للقيام بأعمال النظافة .



وبحلول اليوم الثالث ، تبدأ الشغالة مهمة جديدة هي تغذية الحضنة ، فعندها يحدث تطور ملحوظ في الغدد المغذية التي تفرز الغذاء الملكي الذي يستعمل في تغذية جميع اليرقات الفتية واليرقات الملكية .



وعندما يحل اليوم العاشر ، تتدهور غددها المغذية وتضمر في الوقت الذي تصبح فيه الغدد الشمعية على أتم الاستعداد لأداء وظيفتها .



وبدءا من اليوم الحادي عشر ، تتجه الشغالات نحو مهنة جديدة ، هي مهنة البناء ، فتصنع الشمع وتبني الإطارات وتسد النخاريب التي تخزن العسل .



وهناك وظائف أخرى للشغالات . فمنها مختص بالحراسة تراقب فتحة الخلية وتمنع كل دخيل . ومنها من تقوم بتوفير التهوية ، وتحافظ على درجة حرارة قريبة من 35ْ م خلال الصيف .



وعندما يحل اليوم الحادي والعشرون تكون النحلة الشغالة قد أنجزت جميع المهمات التي أوكلت إليها في الخلية . وعند ذلك تصبح على استعداد لإنجاز أعمال أخرى خارج الخلية حيث تقوم بعمليات جمع الرحيق وغبار الطلع .



عيون النــحل :



وللنحل نوعان من العيون :



1. العيون المركبة : وهما اثنتان تقعان على جانبي رأس النحلة ، وتتألف من بضعة آلاف من الوحدات البصرية . وهي سداسية الأضلاع ، وتستخدم العيون المركبة في الرؤية لمسافات بعيدة عندما تكون النحلة خارج الخلية . ولها القدرة على تمييز ذات الألوان التي تميزها عين الإنسان باستثناء اللون الأحمر . إضافة إلى كونها حساسة للأشعة فوق البنفسجية . وتضم العين المركبة في الذكر ضعف عدد الوحدات البصرية التي تؤلف عين الشغالة . ولذلك يلاحظ أن عيني الذكر ضخمتان جدا ، وهذا ما يتيح للذكر إمكانية متابعة الملكة خلال رحلة طيران الزفاف الملكي .



2. العيون البسيطة : وعددها ثلاث تحتل أعلى الرأس ، وتستخدمها النحلة في الرؤية القريبة والإضاءة الخافتة داخل الخلية . فليس لدى النحل نظارات كما يستخدمها الإنسان للبعيد والقريب ، ولكن الله خلق فيها نوعين من العيون التي تستخدمها حسب الحاجة .



" هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه " ( لقمان : آية 11 )







·ماذا تعني النحل وهي ترقص ؟



ترقص العاملات فوق خلية النحل لتختبر زميلاتها بمكان الأزهار . فالزاوية بين مركز الشكل الذي تتخذه في دوراتها فوق الخلية وبين الخط العمودي هي نفسها الزاوية التي تقع بين الشمس وبين المكان الذي توجد فيه الأزهار ، وتعلم العاملات من هذه الزاوية الطريق الذي يجب أن تتجه به لتصل إلى مكان الطعام .



فإذا كان الطعام على مسافة 300 قدم من خلية النحل أو أقل ، فإن النحلة تقوم برقص دائري . أما إذا كانت المسافة أبعد من ذلك فإنها تتخذ شكل حرف 8 - حرف ثمانية بالإنجليزية - .



فمن علم النحل على علم الهندسة والزوايا ؟ ومن منحها حسن التوجه بلا رادار ؟



إنــه الله رب العـالـمين



يقول الكاتب الفرنسي جان لوي داريفول : " إن النحل يسلك في طيرانه نفس الطرق المعروفة ، ويتجنب بعناية فائقة التحليق فوق المسطحات المائية الواسعة كالبحار والبحيرات، كما يتحاشى اجتياز الجبال " .



ويقول أيضا : " إن للنحلة الواحدة حياة محتمة ومقدرة مسبقة ، تخضع لقواعد محددة تحول دون شيوع الفوضى ، ولها سلوك محكوم كليا منذ أيام حياتها الأولى تبعا للقوانين النافذة والمعمول بها في الخلية .



فسبحان الله تعالى : " الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين "



( السجدة : آية 7 )

موسى بن ربيع البلوي
11-08-2005, 10:54 PM
التكوين الاجتماعي في عالم النحل كما صوّره القرآن الكريم

م. يحيى البشتاوي

ملخص البحث

قدم هذا البحث في المؤتمر السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة

والبحث كاملاً مرفق بهذه الصفحة

وبعد أن أنهينا دراسة التكوين الاجتماعي لمجتمع النحل، فإننا نحتاج إلى وقفة طويلة أخرى نتدبر فيها مزيداً من آيات الله الدالة على كمال قدرته وبديع صنعه وطلاقة مشيئته وحكمته في خلق هذه هذه الحشرة المباركة، وفي سلوكها المتميز وفي أسرار ما يخرج من بطونها، تلك الأسرار التي لم يستطع العلماء الإحاطة بها إلا في العقود الأخيرة من القرن العشرين.

لقد اختار الله هذه الحشرة من بين مئات الألوف من الحشرات، فأوحى إليها وحياً نحسّ به وندرك آثاره التي تنعكس في حياتنا ومعاشنا.

والوحي بالنسبة للمخلوقات أعلى من مرتبة الهداية التي أشار إليها الخالق العظيم بقوله: (قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) طه 50.

إنها رفعة عظيمة لحشرة صغيرة لا يزيد وزنها على أجزاء من الغرام، ارتفع مقامها في بني جنسها من سائر الحشرات لتصبح صديقاً وفياًّ، وخادماً أميناً يقدم عرقه وجهده وعطاءه لبني آدم بأحسن ما يكون العطاء وأرقى أنواع التسخير.

وقد غدت النحلة الآن وما يخرج من بطونها على موائد البحث العلمي في جميع أرجاء الأرض .. فحيثما اتجهت رأيت علماء الأحياء منهمكين في تطوير الأبحاث المتعلقة بها .. فمنهم من يدرس تركيب العسل .. ومنهم من يدرس حلاوته .. وآخرون يدرسون شذاه ونكهته .. كما يدرس آخرون لونه وأثر المعادن عليه وتبلوره وكثافته، ولُزوجته وحامضيته، وآخرون يدرسون جودته.

وها هم أساتذة الطب يدرّسونه في جامعاتهم ويعالجون به مرضاهم، .. فقد أقيمت المراكز الطبية العالمية للاستشفاء بمنتجات نحل العسل وذلك منذ عام 1975.

كما تجده لدى علماء الصيدلة في مختبراتهم .... وعلماء الزراعة في مزارعهم .. وبين بساتينهم وأشجارهم، .... وعلماء الاقتصاد يدرسون آثاره الاقتصادية، ... وعلماء البيئة يدرسون تأثيره على بيئاتهم، حتى أن الشعراء قد تغزّلوا به في أشعارهم.

وتنعقد المؤتمرات العلمية وورشات العمل والندوات المتخصصة – وتلقى المحاضرات – وتعدّ الأبحاث – كل ذلك من أجل هذه النحلة وما يخرج من بطونها، إذ لم يعد العسل مجرد شربة من سكر نتفكه بها، بل غدا ترياقاً ومعيناً من علم لا ينضب.

إنه لم تحظ أية حشرة بمثل هذا الاهتمام الذي حظيت به النحلة في التاريخ المعاصر.

وما كان اكتساب هذه الحشرة الصغيرة من شهرة ملأت الآفاق وشغلت العقول والأفهام إلا ثمرة لوحي الله إليها، هذا الوحي الذي أخرجها من قمقمها ليكون ما في بطونها شهداً على موائد الملوك، وشفاء لذوي الأسقام .. وأن يكون هذا الشهد هو الوعد الإلهي لعباده الصالحين في الفردوس الأعلى – يوم لقاء الله - أنهاراً من عسل مصفّى.

هذه النحلة التي أفرد لها الخالق العظيم سورة خاصة تسمت باسمها – سورة النحل – السورة التي تحدثت عن نعم الله على الإنسان في الأنفس والآفاق والتسخير والخلق والإطعام.

هذه الجيوش الجرارة من النحل تجتاز الجبال والسهول والروابي والوديان، تصارع الرياح والأنواء في خدمة الإنسان. تقوم بعملها هذا بهدوء وصمت - لا يحدّها زمان – طاعة لخالقها، وتسبيحاً بحمده، وخدمة للإنسان الذي كرّمه ربه. فهي نعمة مهداة من خالق السموات والأرض، لا يدرك أهميتها إلا العارفون والعالمون.

هذه النحلة نكتشف كل يوم سراًّ من أسرارها أو لغزاً من ألغازها، فهي وإن كانت من أصغر المخلوقات حجماً، وأضعفها بنية، إلا أنها الأكثر عطاء والأكثر تأثيراً في حياة الإنسان.

فلقد سابقت الإنسان في حياته وتطوره الاجتماعي، وقد كان لها سبق كبير في شتى الميادين، إذ إنها تسير في سبيل جمع الرحيق ما يقارب 60 كم / الساعة وهو ما يعادل عشرة أمثال سرعة الإنسان.

أما بيتها الذي تسكنه فكانت تطبّق عليه أرقى المواصفات الهندسية في العمران والبنيان وفي إشغال المساحات .. حتى غدت النحلة أصغر وأدق مهندسة معمارية في العالم.

ومن فضل الله تعالى على هذه البيوت أن الله تعالى اختارها لها لتكون في أعالي الجبال أو في أماكن وجحور لا يمكن أن تدخلها طيور ولا حشرات مفترسة مما يزيد هذه البيوت عزّة ورفعة.

وقد كان بيتها من أرقى البيوت نظافة، فلقد خصصت ملكة النحل جنوداً منذ لحظة ميلادهم لهذه الغاية وذلك مهما كان موقع هذا البيت في أي بلد في العالم.

أما ملكة النحل – الأم الولود – ذات الحكم والسلطان، فهي آية كبرى في خلقها وهدايتها: فقد رعاها الخالق العظيم فقد كانت يرقة تتغذى على الغذاء الملكي طيلة حياتها لتصل عند تمام نموها إلى وزن يعادل 1800 مرة قدر وزن غيرها من يرقات الخلية، وتعمّر 100 ضعف قريناتها من الشغالات والذكور.

وهذه الملكة ترعى صغارها الذين يتكاثرون بمعدل 1500 وليد في اليوم الواحد. فما أظن أن مؤسسة عالمية تستطيع أن تستقبل مثل هذه الأعداد وترعاها وتربّيها كما تربّي هذه الملكة رعاياها وأبناءها.

وأما غيرتها على بيوتها فقد أقامت الحجّاب والحراس على كل خلية يحرسونها فلا تسمح لمتطفل ولا لعدو أن ينتهك حرمة بيتها بل تبعث عليه السمّ الزعاف كما أنها لا تسمح بخروج أي من رعاياها إلا بإذن ومهمة رسمية.

وأما إدارتها الاجتماعية لمملكتها – فلا يجادل فيها مجادل .. فإن فيها توزيعاً للواجبات والمسؤوليات ... فهذا نحل للنظافة ... وآخر لبناء المساكن ... وثالث للصغار ... ورابع لاستقبال العسل وصنعه وخزنه ... وآخر للحراسة ... كما أن هناك نحلاً خاصاًّ لتهوية الخلية ... وآخر لتلقيح الزهور ... وآخر من المستكشِفات يغادرن الخلية للبحث عن الأزهار ... ونوع آخر من جامعات الرحيق.

الكل في خلية النحل يعمل ... حتى لقد تم ضرب الأمثال بمجتمع النحل ... فلا مكان فيه لكسول ولا خائن لخليته ولا متطفل عليها.

وإن الله طيّب لا يقبل إلا طيّباً، وقد أمر ربنا – تبارك وتعالى - رسله الكرام وعباده المؤمنين ألا يأكلوا إلا طيّباً، وجعل المؤمنين كذلك مثل النحلة لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً، ولا يخرج من بطونها إلا الشفاء للأجساد والأسقام، كما جعل الله تعالى القرآن الكريم شفاء للقلوب والأرواح. فمصدر الوحي واحد في كلا الحالين، من رب السموات والأرض رب العالمين.

فمن أجل أن تقوم النحلة بإطعامنا كيلوغراماً واحداً من عسل فإنها تقوم بما يقارب 600.000 – 800.000 طلعة وتقف على مليون زهرة وتقطع ما يزيد على 10 أضعاف محيط الكرة رغم الرياح والأنواء.

فأي إخلاص وأي عطاء وأي تضحية وأي إنجاز عظيم تقدمه هذه الحشرة الصغيرة للبشرية ؟

وأي إعجاز إلهي في خلقها وقد حباها الخالق العظيم من الحواس المتطورة في البصر والشم والتذوق، ومن أجهزة خاصة لتقدير المسافات والاتجاهات والأزمنة وما يسمى بالساعة الحيوية مالم يزوّد به الإنسان نفسه بذلك ؟؟

ألا يزيد هذا الإعجاز في الخلق والهداية والتسخير المؤمن إيماناً على إيمانه ويقيناً على يقينه وشكراً لسيده ومولاه.

وتبقى آيتا سورة النحل التي يتلوها المؤمنون صباح مساء، شاهداً على عظمة الله، وشاهداً على قدرته تعالى على أن يودع في أصغر مخلوقاته شأناً أعظم الأسرار، وأن يجعل النحل آية يتدبّرها العلماء والحكماء وأولو الألباب إلى يوم القيامة، ويكتشفوا من أسرارها في كل زمان ما يبهر البشرية كلها، حتى تعلم أن هذا القرآن العظيم هو كلام الخالق الحكيم الذي أحسن كل شيء خلقه ثم هدى.

موسى بن ربيع البلوي
11-08-2005, 10:58 PM
لقطات من رحلتي مع نحلة



طارق حسن السقا


دفعتني نحلة إلى رحلة. الرحلة لم أكن قد خططت لها. و مكان الرحلة كان إلى عالم النحل العجيب. سبب هذه الرحلة حديث نبوي.فلقد قرأت ما جاء في شعب البيهقي عن مجاهد قال : صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه من مكة إلى المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الحديث: -
" إن مثل المؤمن كمثل النحلة.
إن صاحبته نفعك،
وإن شاورته نفعك،
وإن جالسته نفعك،
وكل شأنه منافع "
ودفعني هذا التشبيه إلى تلكم الرحلة. و كان القصد من ورائها الإجابة على سؤال0 لماذا شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن الحق بالنحلة ؟ خاصة أنه قال في حديث آخر :-
" المؤمن كالنحلة
إن أكلت أكلت طيبا
وإن وضعت وضعت طيبا
وإن وقعت على عود لم تكسره "
وأثناء رحلة البحث عن الإجابة عن هذا السؤال جاءت هذه اللقطات .

اللقطة الأولى:
يظهر فيها حسن تعامل النحل مع أوامر ربه .يظهر فيها كيف يتعامل هذا المخلوق مع أوامر الخالق فمنذ أن أوحى الله سبحانه وتعالى إلي النحل " وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون* ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا......"(النحل 69) منذ ذلك الوقت يستحيل أن تجد للنحل بيوتا في غير هذه الأمكنة الثلاث : الجبال .. والشجر.. والبيوت. على نفس ترتيب الآية. أمر من الله. أعقبه تنفيذ من النحل.بلا تسويف ولا تحايل ولا تباطؤ .
أنها صورة تعكس أرقى درجات السمع والطاعة للخالق من مخلوق.

ومن حسن الامتثال وكمال السمع والطاعة عند النحل , تجد أيضا أن أكثر بيوت النحل في الجبال – وهي المتقدمة في الآية ثم الشجر ثم فيما يعرش الناس ويبنون بيوتهم . وكذلك تجد أن أرقى وأجود أنواع العسل هي عسل نحل الجبال ثم عسل نحل الشجر ثم عسل نحل البيوت . وهنا لا يجب أن يفوتنا أن نضع هذه الصورة جنبا إلى جنب مع صورة تعاملنا نحن بني البشر مع أوامر ربنا عز وجل . لنقارن.. ونقارن.. ونمعن في المقارنة. علنا ندرك جانبا من الإجابة علي السؤال: لماذا شبه الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمن الحق بالنحلة ؟ .

ومن طبائع النحل المعروفة والتي تدل على حسن امتثاله لأوامر ربه, أنه دائما ما يتخذ البيوت قبل المراعى . فهي إذا ما أصابت موضعا مناسبا بنت فيه بيوتها أولا. ثم بعد ذلك تخرج من تلك البيوت ترعى وتأكل من كل الثمرات ثم تأوي إلى بيوتها . لأن ربها سبحانه وتعالى أمرها بذلك . أمرها باتخاذ البيوت أولا ثم الأكل بعد ذلك . وهنا قد تبعد المراعى عن البيوت الأميال والأميال. وقد يفصل بين المراعي وبيوت النحل السهول و الجبال. وقد يتطلب هذا من النحل عبور الروابي والوديان . ومع ذلك فإن طاعتها لربها جعلها تنسى بعد المسافات وكثرة المشقات

فالمؤمن الحق – كالنحل – يجب ألا يفكر إلا في تنفيذه الأوامر الربانية. أما المشقات , والتبعات , والمنغصات فهي أمور ثانوية يجب ألا يفكر فيها المسلم . لأنه لو فكر فيها فربما تلكأ أو تباطأ أو قصر . ولكن طالما أن الأمر من عند الحق فيجب أن لا يشغل بال المؤمن الحق غير تنفيذ أمر الحق . وهكذا يفعل الصالحون.

انظر إلى نبي الله نوح لما أمره الله بأن يصنع الفلك في البيئة الصحراوية .وانظر إلي سيدنا موسى لما أمره الله : "أن اضرب بعصاك البحر . وانظر كيف تعامل سيدنا إبراهيم مع أمر الله له بذبح إسماعيل. وكلها أوامر تفوق قدرات عقول البشر . لكن انظر كيف كانت درجة السمع والطاعة من هؤلاء جميعا وكيف كانت النتائج . ليتأكد لك أن السعادة والفوز يكمنان في حسن تنفيذ العبد لأوامر ربه, حتى ولو كانت هذه الأمور تفوق قدرات عقولنا القاصرة ,أو حتى عجزنا عن استيعاب مرامي التكاليف ساعة التنفيذ. .

اللقطة الثانية :
وتظهر فيها كيف أن النحل يقضي حياته في حركة ونشاط وانتقال من طيب إلى أطيب, ومن أثر نافع إلى أنفع. "فمن اجل أن تقوم النحلة بإطعامنا كيلو جرام واحد ومن العسل أنها تقوم بما يقرب 600ألف إلى 800الف طلعة وتقف على مليون زهرة وتقطع ما يزيد عن 10أضعاف الكرة الأرضية رغم الرياح والأنواء". وكأن الرسول لما شبه المؤمن الحق بالنحلة أراده أن يتمثل هذا الخلق. وأراده أن يتحلى بثقافة النحل في السمو , وعلو الهمة, والتعامل مع الأمور بجدية, وقوة من يبتغي وجه الله:-
طالب العلم مع علمه.
والعامل في صناعته.
والتاجر في تجارته.
والمزارع في زراعته.
و الداعي إلى الله في دعوته.
فلا فلاح لكل من ينتج إنتاجا ماديا أو معنويا دون أن تسود بينهم ثقافة النحل في النفع والعطاء .

اللقطة الثالثة:
ويظهر فيها كيف أن النحل يجيد توظيف الطاقات . فالنحل يجيد هذه المهارة. وهذه مهارة لازمة للأمم والأفراد والجماعات . ولا يرقى الإنسان إلا بها . فمن النحل من يعمل العسل, وبعضها يعمل الشمع, وبعضها يسقي الماء, وبعضها يبني البيوت, وبعضها يقوم بأعمال النظافة ،وبعضها يقوم بأعمال التكييف والتبريد والتهوية , وبعضها يقوم بالتلقيح , وبعضها يقوم الاستكشاف والاستطلاع . الكل يعمل وينتج. كل حسب سنه ووظيفته وقدراته وميوله واستعداداته . فلقد علمنا النحل من خلال هذه اللقطة أنه من لا يجيد توظيف الطاقات يغرق في العثرات . ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينوه- لي ولك- أن يتحلى كل منا به بهذا الخلق .

اللقطة الرابعة :
ويظهر فيها أحد طبائع النحل العجيبة . فالنحل يرفض رفضا باتا أن يوجد في مملكته عاطل عن العمل " فمن طبائع النحل أنها لا تترك عندها بطالا إلا نفته وأبعدته وأقصته عن الخلية . لأنه
يضيق المكان .
ويفني العسل .
ويعلم النشيط الكسل ".
وهذه مهارة إدارية راقية ما أحوجنا أن نتمثلها واقعا في حياتنا الإدارية . فلو علم كل عامل في مؤسسته أن مصيره الإقصاء مالم يؤدي ما هو مطلوب منه . وما لم يحقق ما هو مطلوب منه من مستهدفات حسب خطة المؤسسة العامة التي يعمل فيها , لعاد ذلك بمردود ايجابي على الأمة . أما أن تدخل المؤسسات الحكومية في بلاد المسلمين وتجدها مكتظة بالعشرات ممن لا وظائف لهم ولا عمل لهم فهذه انتكاسة.
لقد وصلت المؤسسات الصناعية العظمى في اليابان وأوروبا إلى ما وصلت إليه من رقي وارتقاء وتقدم بفضل تطبيقها لهذه السياسة الراقية التي يجب أن نتعلمها نحن من النحلة .

اللقطة الخامسة : -
تظهر كيف أن النحل يفضل العمل في صمت وهدوء وبعيدا عن أعين الناس. فيروى أن آرسطاطاليس صنع بيتا من زجاج لينظر إلى كيفية ما يصنع النحل . فأبت أن تعمل حتى لطخته بالطين من الداخل . لطخته بالطين حتى تنأى بنفسها عن الظهور . وكأنها وعت خطورة آفة الرياء والنفاق وحب الظهور وحب الرياسة وكلها آفات مهلكات. لطخة بيتها بالطين من الداخل بحثا عن الإخلاص . وكأنها تدرك قول ابن القيم رحمه الله تعالى): الإخلاص ألا تطلب على عملك شاهداً غير الله ، ولا مجازياً سواه). لطخته وكأنها أرادت أن ترسل لنا من- خلف الطين -رسالة مفادها أن عليكم بالإخلاص في كل أعمالكم وأقوالكم . فالإخلاص وهو قارب النجاة من الغرق في بحر النفاق والشرك والرياء وحب الظهور وبوار الأعمال نعوذ بالله من ذلك . و لعله الدرس الذي أراد الرسول صلى الله عليه وسلم من تشبيه المؤمن بالنحلة أن يأخذه عنها و يتعلمه منها .

اللقطة السادسة : -
ويظهر فيها مجموعة الآفات التي تعوق النحل عن العمل والإنتاج والتميز هذه الآفات هي : -
1 – الظلام
2 – الغيوم
3 – الرياح
4 – الدخان
5 - الماء
6 – النار

وكذلك المؤمن –له آفات تبعده عن العمل والإنتاج والتميز في حياته منها : -
1 – ظلام الغفلة
2- غيوم الشك
3 – رياح الفتنة
4 – دخان الحرام
5 – ماء السمعة
6 – نار الهوى . كما قال ابن الأثير

اللقطة السابعة: -
ويظهر فيها مجتمع النحل وهو لا يستطيع أن يعيش أو ينتج أو يعمل إلا في جماعات . جماعات يحكمها تنظيم دقيق مبهر . تنظيم تتوزع فيه الاختصاصات المسؤوليات والمهام في عيش جماعي رائع وتكافل عجيب . فإذا ما انعزلت إحداها عن جماعتها لسبب من الأسباب فإنها تسارع إلى أن تنضم إلى جماعة أخرى من طبيعتها . إذا قبلتها فنعمت . وإن لم تقبلها فإنها تموت .نعم تموت . تموت ببعدها عن الجماعة . فكأنها تدرك أن )الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ) و. كأنها تعلم ( أن يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار) ،و كأنها وعت قول سيدنا على رضي الله عنه :( كدر الجماعة خير من صفو الفرد(. كأنها تريد إن تذكرنا- ونحن في زمن التشرذم- بما جاء في الصحيحين: «أن مَن فارق الجماعة شبراً فمات، فميتة جاهلية».

اللقطة الثامنة: -
ويظهر فيها إلى حسن استخدام النحل إلى الوقت . فالنحل لديه قدرة فائقة على الاستخدام المزدوج للوقت. فهو لا يضيع وقته أبدا فيما لا فائدة منه. بل يستغل كل ثانية فيما هو نافع ." فمثلا في طريقها الذي قد يصل إلى عشرات الكيلو مترات من مكان رحيق الأزهار إلى خلاياها. تجري النحلة عدة عمليات كيميائية بالغة التعقيد لتحويل الرحيق إلى عسل. ويتم هذا في الطريق ولا تنتظر حتى تعود. " ولقد أخذ اليابانيون هذه الفكرة من النحل في مجال الصناعة . فمعروف أن اليابان ليس عندها مواد أولية . وهم من كبار مصدري الستانلس.هذه المادة تتواجد بوفرة في استراليا .والمسافة بين البلدتين شاسعة . فصنع اليابانيون بواخر عملاقة تصل إلى أواخر استراليا . تأخذ المواد الأولية من هناك . وفي الطريق إلى أسواق الشرق الأوسط يتم تصنيع هذه المواد الأولية في البواخر أثناء العودة . ثم يتم تسليمها مصنعة جاهزة إلى أسواق المستهلكين في كل مكان . وهذا ما تفعله النحلة . وهذا ما يجب أن يتحلى به المؤمن الحق. فالوقت سلاح ارتقى من أتقن حسن استغلاله وتعس من عطله . وتاريخ الأمم خير شاهد: فالأمة التي لا تنشئ أبنائها على كيفية إتقان إدارة الوقت والاستفادة من كل وحداته أمة مهزومة لا يمكن لها ولا لأبنائها أن يرتقوا أو يتبوؤا منزلة بين العظماء .

وفي النهاية

هذا عرض سريع لعدد من اللقطات السريعة التي سجلها الباحث خلال هذه الرحلة . ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم لما شبه المؤمن الحق بالنحلة كان يدعونا إلى أن نتمثل هذه الصفات واقعا في حياتنا :

-1. فمن خصائص ملك النحل أنه ليس له حمية يلدغ بها أحد في مملكته .
-2. أنه يتصف بالعدل والإنصاف بين أعضاء مملكته . .
-3. ملك النحل لا يسمح لمتطفل ولا لعدو أن ينتهك حرمة بيتها .
-4. ملكة النحل ترعى صغارها وتهتم بهم اهتماما لا حدود له.
-5. إن اتخاذ القرار في عالم النحل عملية تحكمها أرقى درجات الشورى والتشاور .
-6. النحل دائما ما يتنزه عن النجاسات والأقذار .
-7. النحل لا يأكل إلا طيبا .
-8 . النحل لا يأكل من كسب غيره .
-9. النحل لا يأكل إلا قدر شبعه .
-10. - إذا قل غذاء النحل ( العسل ) قذفه بالماء ليكثر خوفا على نفسه من نفاذه .
-11. - النحل لا يشرب من الماء إلا ما كان صافيا عذبا . ويجد في طلبه مهما بعد .
-12. النحل أصغر المخلوقات حجما وأضعفها بنية إلا أنها الأكثر عطاء وتأثيرا .
-13. بيت النحل تنطبق عليه أرقى المواصفات الهندسية في العمران والبنيان .
-14. النحل يسير في سبيل جمع الرحيق بسرعة 60 كم / ساعة وهو ما يعادل عشرة أمثال سرعة الإنسان .
-15. يعرف عن النحل قلة آذاه .
-16. يعرف عن النحل النظافة الكاملة والتامة .
-17. النحل يسعى في النهار سعيا لا حدود له .
-18. النحل يوفر الجهد والوقت على بعضه البعض .فإذا ما وقعت نحلة على زهرة وامتصت رحيقها فإنها تترك علامة أن هذه الزهرة مُص رحيقها من قبل حتى توفر الجهد والعناء على بني جنسها .

إن حشرة بهذه الصفات وهذه القدرات وهذا السمو وهذا الرقي لجديرة بأن يشبه بها المؤمن الحق كما يريده الله ورسوله.
ولما قال صلى الله عليه وسلم ( كل الذباب في النار إلا النحل )جاء هذا الكلام .وكأنه يحمل في طياته بشارة للمسلم الذي تعرف على طبائع هذه الحشرة وتعلم منها وسلك مسلكها أن يحرم جسده على النار. فكما استثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم النحل من بين الذباب من دخول النار. فلعل الله يستثنى المسلم العامل بهذه الأخلاق السامية وهذه الطبائع وهذه المهارات من بين بقية البشر ويحرم جسده على النار لينعم بصحبة النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .


طارق حسن السقا
alsaqa22@hotmail.com
برمبال القديمة- أغسطس 2005م

سلمان العرادي
11-09-2005, 03:59 AM
موسى ربيع ..

لاخلا ولا عدم يابو نادر على هالمعلومات والأسرار عن عالم النحل ..

سلمان العرادي

بندر محمد المساوي
11-09-2005, 05:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

موسى بن ربيع البلوي

القوة

يعطيك العافيه على المعلومات القيمه والمفيده
وعساك على القوة

محمود الجذلي
11-09-2005, 02:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابو نادر..
سلمت يمينك على هذة المعلومات ..وسبحان الله على كل شئ..

لك خالص الشكر والتقدير..

محمود الجذلي

موسى بن ربيع البلوي
11-09-2005, 11:28 PM
موسى ربيع ..


لاخلا ولا عدم يابو نادر على هالمعلومات والأسرار عن عالم النحل ..

سلمان العرادي

س1

أهلا أخي سلمان

شكرا لك مرورك و متابعتك

موسى بن ربيع البلوي
11-09-2005, 11:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


موسى بن ربيع البلوي

القوة

يعطيك العافيه على المعلومات القيمه والمفيده
وعساك على القوة

الله يقويك و يعافيك أخي يعرب

و شكرا لك

موسى بن ربيع البلوي
11-09-2005, 11:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابو نادر..
سلمت يمينك على هذة المعلومات ..وسبحان الله على كل شئ..

لك خالص الشكر والتقدير..

محمود الجذلي




الله يسلمك و يعافيك

عالم النحل و غيره كثير من المخلوقات يدعونا الى التمعن و التفكر في خلق الله فسبحان الله .