المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقة قلبه صلى الله عليه وسلم مع القرآن .



عوض الهطيلي
08-02-2012, 09:39 AM
روى ابن أبي حاتم في تفسيره: أن الرسول عليه الصلاة والسلام ربما خرج في بعض الليالي ليستمع القرآن في بيوت الأنصار، يوم كانت بيوت الصحابة تشغل بالقرآن، ويوم كانوا يعيشون ساعات الليل في تدبر آيات الله الواحد الديان، ولا يشغلهم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة الوقت في الترهات والأغنيات والسخافات عن ذلك، يوم كانوا رهباناً في الليل شجعاناً في النهار، فرساناً لرفع لا إله إلا الله يوم يحمى الوطيس.


خرج عليه الصلاة والسلام فسمع امرأة عجوزاً تقرأ سورة الغاشية، فوقف عند بابها وجعل رأسه على الباب، وهو يستمع إليها وهي تقرأ وتردد وتبكي -عجوزاً فأين شباب الإسلام؟! عجوز فأين فتية الحق؟! عجوز فأين شباب الصحوة؟- (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ )[الغاشية:1] من هو المخاطب؟ هو الرسول عليه الصلاة والسلام، يقول الله له: يا محمد! هل أتاك حديث الغاشية، أي: أما أتاك أن يوم القيامة حديث عجيب، ونبأ غريب، وحدث جلل.


فأخذ يبكي ويقول: {نعم أتاني } كلما قالت: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) [الغاشية:1] قال: نعم أتاني، إلى هذا الحد يتأثر عليه الصلاة والسلام بالقرآن، فهو كتابه الوحيد الذي تركه للأمة مع السنة المطهرة.


وفي الصحيح أيضاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام ذهب إلى أبي المنذر أبيّ بن كعب سيد القراء رضي الله عنه وأرضاه، الذي جعل وقته لتعليم القرآن، فهو أقرأ الأمة بلا شك، فقال له صلى الله عليه وسلم: { إن الله أمرني أن أقرأ عليكلَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ [البينة:1] فيقول أبيّ بن كعب في ذهول: أو سماني لك؟! -أي: سماني الله من فوق سبع سماوات لك، كأن لسان حاله يقول: من أنا حتى أُسمى في السماوات السبع، من أنا حتى يسميني الله عز وجل- قال: نعم } فذرفت عينا أبي وأخذ يبكي تأثراً بهذا.



http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif



وفي حديث أبي ذر : {أنه صلى الله عليه وسلم قام ليلة من الليالي يقرأ، فافتتح قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ يبكي، ثم أعادها بسم الله الرحمن الرحيم، فأخذ يبكي، ثم أخذ يتأوه في النافلة ويقول: خاب من لم تدركه رحمة الله، خاب من لم تدركه رحمة الله }.


نعم، هذه حياته صلى الله عليه وسلم مع القرآن؛ لأن القرآن أكبر مقاصده أنه كتاب هداية، وليس بكتاب طب، ولا تاريخ، ولا جغرافيا، ولا هندسة، ولكنه كتاب هداية يقود القلوب إلى الله الواحد الأحد، فهذا مقصد القرآن وقد علم ذلك صلى الله عليه وسلم.


وعند ابن مردويه وأورده كثيرٌ من المفسرين في تفاسيرهم بأسانيد أن بلالاً رضي الله عنه وأرضاه، مر في السحر ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤذنه بصلاة الفجر، فسمعه يقرأ قول الله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:190-191] فقال لـبلال وهو يبكي: {نزلت علي آيات ويلٌ لمن قرأها ولم يتدبر } فأعظم معالم حياته صلى الله عليه وسلم في رمضان هذا القرآن.


ولذلك رأى بعض السلف الصالح أن شهر رمضان يخصص لتدبر القرآن، ولا يشتغل بغيره مهما كان العلم فاضلاً.



http://im19.gulfup.com/2012-06-24/1340529088641.gif



وورد عن الإمام مالك أبي عبد الله إمام دار الهجرة، أنه كان إذا دخل عليه رمضان ترك الفتيا والتدريس، وتحديث الحديث، وأخذ يقرأ كتاب الله ويقول: هذا شهر القرآن، هذا شهر القرآن.


وذكر ابن حجر في ترجمة الإمام البخاري ، أنه ختم القرآن في رمضان ستين ختمة، ختمة في الليل وختمة في النهار، وأُوردها لهدف واحد؛ لأنها تدل على شدة اعتنائهم بالقرآن في رمضان.


ولكن هل هذا هو السنة؟ هذا فيه كلام، فإن سنته صلى الله عليه وسلم الاعتدال والتدبر في قراءته، وورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: {لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاثة أيام } وقال لـابن عمرو في الصحيحين وفي غيرهما {اقرأه في ثلاث } فكأن السنة إلى ثلاثة أيام، وإنما أذكر هذا لأبين شدة اعتناء السلف الصالح بالقرآن، وكيف عاشوه، وتلذذوا بقراءته، وتعلموا منه وتدبروه؟!


فإذا لم يكن شهر رمضان شهرك الذي تختم فيه القرآن، تدبراً وتوجيهاً واستفادة فمتى يكون إذاً؟! والله عز وجل إنما جعل هذا الشهر شهر عبادة، وقبول، وتوبة، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصدفت الشياطين } وإن شئت فقل فُتِّحت، فإن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، وضبطها بعض المحدثين بالتشديد للمبالغة وغُلِّقت أبواب النار، وفي لفظ: {النيران } وصفدت الشياطين، فهي لا تؤذي في ذاك الشهر؛ لأن الله عز وجل، أكثر من التوبة على عباده، وجعله موسماً للخيرات، ولقبول الأعمال، وللتوبة ورفع الدرجات وتقديم الحسنات،
فطوبى لمن أدركه رمضان وأحسن فيه، وطوبى لمن أرضى الرحمن في شهر رمضان، ويا سبحان الله! كم هي فرحته وفوزه يوم يختم الشهر فيعتقه الله فيمن عتق.




للشيخ : ( عائض القرني )
من اعداد منتديات الشيخ عايض القرني
لآتنسوني واخواني من دعوه ف ظهر الغيب

مشعل بن مشحن السرحاني
08-02-2012, 09:19 PM
جزاك الله خير أخوي عوض..............

عوض الهطيلي
08-05-2012, 11:22 PM
الله يطول بعمرك ي مشعل ..

شاكر مرورك

مقرن البلوي
08-05-2012, 11:25 PM
جزاك الله خير

عوض الهطيلي
08-12-2012, 02:36 PM
مقرن البلوي

شاكر مرورك

أن اسف ي اخوان المووضوع

من اعداد منتديات الشيخ محمد العريفي

علم غرورك عزتي مالها حد
08-13-2012, 03:27 AM
جزااك الله خيرااا

تبوكيه حره
08-13-2012, 03:48 AM
عوض

قول أمــــــيـــــن :

( الله يجمعنا مع الرسول باليوم العظيم ونشرب من يده الكوثر )

عوض الهطيلي
08-17-2012, 10:35 PM
جزااك الله خيرااا


جزاك الله خير ..

شاكر مرورك



عوض

قول أمــــــيـــــن :

( الله يجمعنا مع الرسول باليوم العظيم ونشرب من يده الكوثر )




أمـــــــــــــــيـــن

نورتِ

شاكر مرورك :|for you|:

عبدالله سليمان شبيث الوحيشي
08-18-2012, 02:34 PM
جزاك الله خير

عوض الهطيلي
08-23-2012, 05:52 PM
أمين .. جميعا ان شاء الله

حياك عبدالله

شاكر مرورك

طلال بن شليويح البلوي
08-23-2012, 06:11 PM
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعه بهداه الى يوم الدين


جزاك الله خير أخوي وجعله في موازين حسناتك

عوض الهطيلي
08-24-2012, 10:08 PM
اللهم أمين ..

أجمعين يارب العالمين

شاكر مروركم