المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ هكذا علمتنى الحياة ] من كلمات فضيلة الشيخ علي عبد الخالق القرني



محمد ابوشامة
10-13-2012, 09:15 AM
علمتني الحياة في ظل العقيدة أن بلسم الجراحات هو الإيمان بالقضاء والقدر :
(وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، و
إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) . قد علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ،
وعلم أن ما أخطئه لم يكن ليصيبه.علم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء
لم ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له ، ولو اجتمعت على أن يضروه بشيء لم
يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عز وجل عليه. فرضي فرضيَ الله عنه، وسعد بدنياه
وأخراه ، واطمأن قلبه وسكنت روحه ، فهو في نعيم وأي نعيم .
علمتني الحياة في ظل العقيدة أنه كما تدينُ تدان ، وكما تزرعُ تحصد، والجزاءُ من
جنسِ العمل : ( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً ) ( الكهف الآية49 ) .
حصادك يوما ما زرعت وإنما ......... يدان الفتي يوما كما هو دائن .
إن زرعتَ خيراً حصدتَ خيراً ، وإن زرعتَ شراً حصدتَ مثلَهُ ، وإن لم تزرع و
أبصرتَ حاصداً ندمتَ على التفريطِ في زمنِ البذرِ .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من حفظ الله حفظه الله :
ومن وقفَ عند أوامرِ الله بالامتثال ، ونواهيهِ بالاجتناب ، وحدودِه بعدمِ التجاوزَ
حفظَه الله . من حفظَ الرأسَ وما وعى ، والبطنَ وما حوى حفظَه الله .
من حفظَ ما بين فكيه وما بين رجليه حفظَه الله . من حفظَ اللهَ في وقتِ الرخاء حفظَه
اللهَ في وقتِ الشدةَ . من حفظَ اللهَ في شبابه حفظَه الله عند ضعفِ قوتِه ) فَاللَّهُ خَيْرٌ
حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ( يوسف 64) .
علمتني الحياة في ظل العقيدة الإسلامية أن الظلمَ مرتَعهُ وخيمٌ . وأن الظلمَ يفضي
إلى الندم ، وأنهُ ظلماتٌ يومَ القيامة. وأن الله لا يغفلُ عما يعملُ الظالمون ، لكن
يؤخرُهم ليومٍ تشخصُ فيه الإبصار . في الحديثِ القدسي يقول النبي صلى الله
عليه وسلم : يقول الله : ( يا عبادي إنيِ حرمتُ الظلمَ على نفسي وجعلتُه بينكم
محرما فلا تظالموا ) .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن البناء جد صعب ، والهدم سهل جد سهل .
فما يبنى في مئات الأعوام من المدن والقرى والقصور والدور يمكن هدمه في
لحظات ، وما يبنى من الأخلاق والقيم والمثل في قرون يمكن هدمه أيام وليالي .
ما رأيكم أيها الأحبة إن كان هناك ألف باني وورائهم هادم واحد هل يقوم البناء ؟
كلا لا يمكن أن يقوم ، فما رأيكم إن كان الباني واحدا والهادم ألفا : أرى ألف بان لا يقوموا لهادم ......... فكيف بباني خلفه ألف هادم .
وسائل في غالبها تهدم ومجتمع في بعض أفراده يهدم ، ومدارس في بعض أفرادها
تهدم ، وشوارع تهدم ، وأندية تهدم ، وبناة قلة إذا قيسوا بهؤلاء الهادمين ، لكن
الحق يعلو والباطل يسفل .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا أيئس وأن لا أقنط . وأن أعمل وأدعو إلى الله
ولا أستعجل النتائج وأن أبذر الحب قطفت جنيه أم لم أقطف جنيه ، فلا ييئس من
روح الله إلا القوم الكافرون . قَالَ تعالى : ( وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ )
(الحجر: 56 ) لو تأملت أخي الحبيب قصة نوح عليه السلام الذي طالما دعا بالليل
والنهار، بالسر والإعلان ، ولم يزدهم دعائه إلا فرارا ، جعلوا أصابعهم في آذانهم
واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا، والدعوة لمدة تسع مائة وخمسين
عاما ، ومع ذلك ما آمن معه إلا قليل : قيل اثنا عشر وغاية ما قيل أنهم ثمانون .
يقول ( صلى الله عليه وسلم ) كما في الصحيح : ( يأتي النبي ومعه الرجل ، ويأتي
النبي ومعه الرجلان ، ويأتي النبي ومعه الرهط ، ويأتي النبي وليس معه أحد ) . ولم ييئسوا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ........... يكون ورائه فرج قريب

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن أنظر في أمور دنياي إلى من هو تحتي فذلك جدير
أن لا أزدري نعمة الله علي . وأن أنظر في أمور آخرتي لمن هو فوقي فأجتهد
اجتهاده لعلي الحق به وبالصالحين ، فلا أحقد على أحد ما استطعت ، ولا أحسد
أحدا ما استطعت . يقول أحدهم عن أبن تيمية عليه رحمة الله: ( وددت والله أني
لأصحابي مثله – يعني أبن تيمية - لأعدائه وخصومه ، يقول: والله ما رأيته يدعو
على أحد من خصومه بل كان يدعو لهم ، جئته يوما مبشرا بموت أكبر أعدائه ،
قال : فنهرني وذهب إلى بيت الميت فعزاهم ، وقال لهم إني مكان أبيكم فاسألوا ما
شئتم ، فسروا به كثيرا ودعوا له كثيرا وعظموا حاله ولسان حالهم والله ما رأينا
مثلك ) . أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهمو ....... لطالما ملك الإنسان إحسان لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب......... ولا ينال العلا من طبعه الغضب
ماذا استفاد الحاقدون ؟ ماذا استفاد الحاسدون ؟
ما استفادوا إلا النصب وما استفادوا إلا التعب ، وما استفادوا إلا السيئات .

علمتني الحياة في ظل العقيدة أن من عرف الحق هانت عندَه الحياة .
في الأثر أن الله جل وعلا يقول : ( وعزتي وجلاليِ ما من عبدٍ آثرَ هوايَ على هواه
( أي قدم مرُاد الله على لذائذ نفسه) إلا أقللتُ همومَه ، وجمعت له ضيعتَه ونزعتُ
الفقرَ من قلبِه، وجعلتُ الغناء بين عينيه، واتجرتُ له من وراءِ كلِ تاجر) .
علمتني الحياة في ظل العقيدة أن لا أحقر شيء مهما قل:
بل أتعلم وأعمل وأدأب وأداوم ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، وأحب العمل إلى الله
أدومه وإن قل ، والقليل إلى القليل كثير وإنما السيل اجتماع النقط : اليوم شيء
وغدا مثله....... من نقب العلم التي تلتقط يحصل المرء به حكمة........ وإنما الشي
اجتماع النقط .

سعود عقيل بن مظهر السحيمي
10-13-2012, 11:32 AM
الله يجزاك خير ابو شامه

علي فالح الرقيقيص
10-13-2012, 03:31 PM
بارك الله فيك يابو شامه