المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قسوة القلوب وطرق علاجها



ابو انس
11-24-2005, 09:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد نحمده حمدا يليق بعظمته وجلال سلطانه والصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا وحبيبنا وقرة عيوننا وإمامنا محمد عبد الله ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين


أخوتي وأخواتي الأحبة

لاشك أن من أعظم المصائب والإبتلاء والأمراض التي منية به هذه الأمة الخالدة أمة الإسلام هو قسوة القلوب وغفلتها



ولقد قال رب العزة والجلال في ذكر القلوب (( وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 126 ) ) سورة ال عمران وقال جل جلاله (( رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ( 8 ) ) سورة ال عمران

نسأل الله الكريم إلا نكون كمن قال فيهم العزيز الحكيم في محكم التنزيل (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ( 6 ) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ ( 7 ) ) سورة البقرة أو فيما قال فيهم سبحانه (( فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) ) سولاة البقرة

وقد كان صلى الله عليه وسلم يدعوا بهذا الدعاء يامقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك كما رواه الترمذي في سننه (( ‏حدثنا ‏ ‏أبو موسى الأنصاري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معاذ بن معاذ ‏ ‏عن ‏ ‏أبي كعب صاحب الحرير ‏ ‏حدثني ‏ ‏شهر بن حوشب ‏ ‏قال قلت ‏ ‏لأم سلمة ‏
‏يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه ‏ ‏يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت فقلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال يا ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء ‏ ‏أزاغ ‏ ‏فتلا ‏ ‏معاذ ‏ (( ‏ربنا لا ‏ ‏تزغ ‏‏ قلوبنا بعد إذ هديتنا ‏ )) وقد بين لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم أن القلوب اربعة أنواع كما ورد في مسند الإمام أحمد (( ‏عن ‏ ‏أبي سعيد ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ القلوب أربعة قلب ‏ ‏أجرد ‏ ‏فيه مثل ‏ ‏السراج ‏ ‏يزهر وقلب ‏ ‏أغلف ‏ ‏مربوط على غلافه وقلب ‏ ‏منكوس ‏‏ وقلب ‏ ‏مصفح ‏ ‏فأما القلب ‏ ‏الأجرد ‏‏ فقلب المؤمن ‏ ‏سراجه ‏ ‏فيه نوره وأما القلب ‏ ‏الأغلف ‏‏ فقلب الكافر وأما القلب ‏ ‏المنكوس ‏‏ فقلب المنافق عرف ثم أنكر وأما القلب ‏ ‏المصفح ‏‏ فقلب فيه إيمان ونفاق فمثل الإيمان فيه كمثل ‏ ‏البقلة ‏ ‏يمدها الماء الطيب ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والدم فأي المدتين غلبت على الأخرى غلبت عليه ‏ ))


أخوتي وأخواتي
وحيث أن لكل داء دواء فأن لقسوة القلوب دواء ولقد قرأت هذه الرسالة في موقع إذاع القرآن الكريم عن أسباب قسوة القلوب وطرق علاجها لعل الله أن ينفعنا وإياكم به

يقول في رسالته

قســـوة القلـــوب
ففي هذه الرسالة نصيحة أرجو من الله الجواد الكريم أن ينفعنا بها جميعا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.

وفي البداية هذه الرسالة نتعرف جميعا على أسباب قسوة القلوب وكيفية علاجها.

الأسباب
الغفلة، وطول الأمل، وعدم مراقبة الله، واستشعار عظمته، وقوته، وجبروته، وانتقامه، ورحمته، ولطفه وفضله، وجوده، وكرمه.

ومن أسباب قسوة القلوب :


- عدم المحافظة على الصلاة مع الجماعة وعدم الإتيان إليها مبكرا.
- هجر القرآن وعدم قراءته بحضور قلب وخشوع وتدبر.
- الكسب الحرام من الربا والغش في البيع والشراء والرشوة ونحوذلك.
- الكبر والانتقام للنفس واحتقار الناس والاستهزاء بهم.
- الظلم.
- الركون للدنيا والإغترار بها ونسيان الموت والقبر والدار الآخرة.
- النظر المحرم إلى النساء أوالمردان.
- عدم محاسبة النفس وطول الأمل.
- كثرة الكلام بغير ذكر الله عز وجل، كثرة الضحك والمزاح، كثرة الأكل، كثرة النوم.
ومن أسباب قسوة القلوب :

- الغضب بلا سبب شرعي.
- السفر إلى بلاد الكفر للسياحة.
- الكذب والغيبة والنميمة.
- الجليس السوء.
- الحقد والحسد والبغضاء
.

ومن أسباب قسوة القلوب :

- إضاعة الوقت بغير فائدة وعدم استغلاله في المفيد.
- الإعراض عن تعلم العلم الشرعي.
- إتيان الكهان والسحرة والمشعوذين.
- استعمال المخدرات والمسكرات والدخان والشيشة (النارجيلة) والمعسل.
- عدم قراءة أذكار الصباح وأذكار المساء.
- سماع الأغاني ومشاهدة الأفلام الخليعة والمجلات الهابطة.
- عدم الاهتمام بأمر الدعاء
.

أخي المسلم.. أختي المسلمة..

تعرفنا آنفا على أسباب قسوة القلوب أعاذنا الله منها، إذا لنبحث عن العلاج الذي نعالج به جميعا قلوبنا؛ لأن معرفة الداء أول طرق معرفة الدواء.. فلنتابع السير :



علاج قسوة القلوب




- تعلم العلم الشرعي من القرآن والسنة.
- المواظبة على قراءة القرآن الكريم بتدبر وخشوع وحضور قلب مع قراءة تفسير القرآن.
- قراءة سيرة الرسول وأصحابه.
- الصدقة (الحرص على صدقة السر).
- العطف على الفقراء والمساكين والأرامل والمسح على رأس اليتيم.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- بر الوالدين والإحسان إليهما.
- صلة الأرحام.
- زيارة المرضى وتخفيف آلامهم ومواساتهم.
- زيارة مغاسل الموتى (حضور تغسيل الأموات إذا تيسر ذلك).
- زيارة المقابر (للرجال فقط).
- الإكثار من ذكر الله نعالى.
- قيام الليل والحرص على ذلك.
- التواضع وحسن الخلق.
- التبكير للصلاة في المسجد.
- إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف.
- محاسبة النفس.
- صفاء النفوس.
- أداء النوافل.
- الجليس الصالح (مجالس الصالحين).
- الحرص على التزود من الدنيا بالعمل الصالح.
- الزهد بالدنيا، والإعراض عنها، وأخذ الكفاية من متاعها.
- تذكر يوم القدوم والعرض على الله يوم القيامة للحساب.
- حب الغير للغير.
- عدم الانتقام للنفس، والعفوعن من ظلمك.
- دعوة غير المسلمين إلى الإسلام (مكاتب الجاليات).
- حفظ الجوارح مما يغضب الله.
- الكسب الحلال.
- سقي الماء.
- الإسهام قدر المستطاع في بناء المساجد.
- زيتارة البيت الحرام لأداء العمرة مع الاستطاعة.
- الهدية (تهادوا تحابوا).
- الدعاء لإخوانك المسلمين بظهر الغيب.
- الرفق بالحيوان والإحسان إليه.
- المكث بالمسجد بعد الصلوات (وخصوصا بعد صلاة الفجر حتى طلوع الشمس قدر رمح ثم صلاة ركعتين).
- زيارة المؤسسات الخيرية والاطلاع على أحوال المسلمينفي العالم.
- تجهيز غاز في سبيل الله.
- إنظار المعسر أوالتجاوز عن شيء من دينه.
- صيام التطوع.
- إصلاح ذات البين.
- تذكر الجنة ونعيمها وقصورها وأنهارها وزوجاتها وغلمانها والحياة الأبدية التي لا موت فيها ولا تعب ولا نصب وأعظم من ذلك رؤية الله رب العالمين.
- تذكر النار وجحيمها وسعيرها وأغلالها وزقومها وأوديتها وعقاربها وحياتها وطول المكث فيها، ونعوذ بالله ونستجير بالله من عذاب جهنم. إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً [الفرقان:65-66].
- التحدث بنعم الله سبحانه وتعالى.
- مراقبة الله في السر والعلن.
- تذكر الموت وسكراته.
- تذكر القبر ووحشته وظلمته وسؤال الملكين.
- الدعاء والإلحاح على الله سبحانه وتعالى. وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60].


الحذر... الحذر من الاستمرار والتهاون بالذنوب


عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله : { إِيَّاكُمْ ‏ ‏وَمُحَقَّرَاتِ ‏‏ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ ‏‏ مُحَقَّرَاتِ ‏‏ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذْ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكْهُ} رواه أحمد، والطبراني، والبيهقي في شعب الإيمان، وغيرهم، والحديث صحيح.

إعلم أخي المسلم.. أختي المسلمة..

أن الاستمرار على الذنوب والتهاون بها سبب رئيس في قسوة القلوب، ولربما لا يوفق العبد بحسن الخاتمة، والعمر فرصة واحدة ولن يتكرر واستفد من وجودك في هذه الحياة بعمل الصالحات والتزود منها، والتخلص من الذنوب والمعاصي، ولا تطل الأمل فقد يفاجئك الموت هذه الليلة على فراشك، فعلينا بالتوبة والرجوع إلى الله قبل فوات الأوان وقبل حضور الأجل.

قال تعالى: وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ النساء:18].



لله أشد فرحا بتوبة عبده


عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله : {‏ ‏لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى ‏ ‏رَاحِلَتِهِ ‏ ‏بِأَرْضِ فَلَاةٍ ‏ ‏فَانْفَلَتَتْ ‏ ‏مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ ‏ ‏رَاحِلَتِهِ ‏ ‏فَبَيْنَا هُوكَذَلِكَ إِذَا هُوبِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ ‏ ‏بِخِطَامِهَا ‏ ‏ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ } [رواه مسلم]
قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوالْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].

أخي.. وأختي في الله...

ننصحكم باستماع إذاعة القرآن الكريم وخصوصا برنامج "نور على الدرب" و"سؤال على الهاتف".

وفقنا الله للصالحات والتوبة النصوح قبل الممات ورزقنا خشيته في السر والعلن، ونعوذ بالله من قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن عين لا تدمع، ومن دعوة لا ترفع، ونعوذ بالله من هؤلاء الأرع وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

فايز ابن رويحل
11-24-2005, 09:51 PM
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على الايمان
ابو انس انت صادق والله في ناس قلوبها اقسى من الحجر الصوان
الله المستعان
دمت بود

أحمد بن حمودالعرادي
11-25-2005, 02:40 PM
اخي الغاللي / أبو انس
طرح مميز في وقت جميل
وبه بدا الناس يفترون عن ذكر الله ولعل هذا العلاج يشرح قلوبنا

إن شر ما أصيبت به النفوس، وضربت به القلوب. وهلكت به الأبدان - الغفلة عن الهدى، والإعراض عن مسلك الرشد، اتباعاً للهوى وإيثاراً للحياة الدنيا، وكم ذم الله الغافلين ووصفهم بشر الصفات ووعدهم بشديد العقوبات، قال تعالى في محكم الآيات: " إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون "، وقال تعالى: " ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ".

خلف فالح العصباني
11-25-2005, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابوانس الله يجزاك وجعل ماخطته يدك في موازين
نعلم ان قسوة القلب وصلت عند بعض الأشخاص بحيث يتكلم بأمور الدنيا وهو داخل المقابر وهذاماسمعته عند دفن احد الجنائز
ونرى بعض الأشخاص اذا كنت في مجلس واردت الذهاب الى المسجد لأداءالصلاة تجده يقول ((يارجال خلنانصلي جماعة هنا ))
يقصد نصلي اما في البيت او في الأستراحة اذا كانو جالسين في الأستراحة