المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونصر بن حجاج..؟؟



ماجد سليمان البلوي
02-05-2013, 01:12 AM
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ونصر بن حجاج..؟؟


بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يطوف ذات ليلة في سكك المدينة إذ سمع امرأة تقول :


هل من سبيل إلى خمر فأشربها *** أم من سبيل إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأعراق مقتبــــل *** سهل المحيّا كريم غير ملجــــاج
تنميه أعراق صدق حين تنسبه *** أخي وفاء عن المكروب فــــرّاج
فقال عمر رضي الله عنه :
لا أرى معي بالمدينة رجلا تهتف به الجواري في خدورهن ،
عليّ بنصر بن حجاج فلما أصبح أتي بنصر بن حجاج.
فإذا هو من أحسن الناس وجهاً ذا طلعة بهية وجمال فتان،
وأحسنهم شعراً، فقا ل عمر :
عزيمة من أمير المؤمنين لتأخذن من شعرك
( أي لنقص لك شعرك )، فأخذ من شعره فخرج من عنده ،
وله وجنتان كأنهما شقفتا قمر فقال له :
أعتم ( أي ضع غطاء على وجهك ) فأعتم فافتتن الناس بجمال عينيه .
فقال له عمر : والله لا تساكنني في بلدة أنا فيها ،
فقال :
يا أمير المؤمنين ما ذنبي ؟
قال هو ما أقول لك ثم سيّره إلى البصرة ،
وخشيت المرأة التي سمع منها عمر ما سمع
أن يبدر من عمر إليها شيء ،
فدست إليه المرأة أبياتا وهي :


قل للإمام الذي تخشى بــــوادره *** ما لي وللخمر أو نصر بن حجاج
لا تجعل الظن حقا أن تبينــــــــه *** إن السبيل سبيل الخائف الراجــي
إن الهوى زم بالتقوى فتحسبه *** حتـــى يقرّ بإلجـــــــام وإســــــراج
فبكى عمر رضي الله عنه عندما سمع الأبيات وقال :
الحمد لله الذي زم( أي شد ) الهوى بالتقوى ، قال :
وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة ،
فخرجت أمه يوما بين الأذان والإقامة متعرّضة لعمر ،
فإذا هو قد خرج في إزار ورداء وبيده الدرّة .
فقالت له :
يا أمير المؤمنين والله لأقفن أنا وأنت بين يدي الله تعالى يوم القيامة ،
وليحاسبنك الله ، أيبيتنّ عبدالله وعاصم إلى جنبك ،
وبيني وبين ابني الفيافي والأودية ؟
فقال لها : ابنيّ لم تهتف لهما العواتق في خدورهن .
ثم أرسل عمر إلى البصرة بريدا إلى عتبة بن غزوان
فأقام أياما ثم نادى عتبه ،
من أراد أن يكتب إلى أمير المؤمنين فليكتب فإن البريد خارج ،
فكتب نصر بن حجاج :
بسم الله الرحمن الرحيم :
سلام عليك يا أمير المؤمنين ،
أما بعد فاسمع مني هذه الأبيات :


لعمري لئن سيرتني أو حرمتني *** وما نلت من عرضي عليك حرام
فأصبحت منفيا على غير ريبــة *** وقد كان لي بالمكتين مقــــــــــام
لئن غنت الذلفاء يوما بمنيـــــة *** وبعد أماني النساء غــــــــــــــرام
ظننت بي الظن الذي ليس بعده *** بقاء ومالي جرمة فـــــــــــــــألام
فيمنعني مما تقول تكرّمــــــــي *** وآباء صدق سالفون كـــــــــــرام
ويمنعها مما تقول صلاتهـــــــا *** وحال لها في قومها وصيــــــــام
فهاتان حالان فهل أنت راجعي *** فقد جبّ مني كاهل وسنــــــــــــام
قال : فلما قرأ عمر رضي الله عنه الأبيات ، قال :
أما ولي السلطان فلا ، وأعطاه دارا بالبصرة
فلما مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
رجع نصر بن حجاج إلى المدينة.
تحيات
ماجد البلوي