المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـيـاة البـاديـة بين الفطرة والقساوة والبساطة..؟؟



ماجد سليمان البلوي
04-05-2013, 11:21 AM
حـيـاة البـاديـة بين الفطرة والقساوة والبساطة..؟؟


السلام عليكم
تعتبر حياة البادية بسيطة في حياتها وبعض الأحيان قاسية
فمنها يتعلم الإنسان الخير والشجاعة,
إلى جانب الكرم والجود، ففضائل البادية عديدة.
ولذلك كان الخلفاء والأمراء في عصور الحضارة الإسلامية
يدفعون بأبنائهم إلى البادية لاكتساب صفات الشجاعة والفروسية.
حتى تشتد سواعدهم وتقوى عزائمهم وتأهلهم لتحمل المشاق والمسئوليات الجسام،
كما كان الآباء الذين يريدون لأبنائهم أن يكونوا من الشعراء يرسلون أبنائهم إلى البادية ليتعلموا اللغة,
ولتستقيم ألسنتهم وتصح مترادفاتهم وتصفوا قرائحهم ،
فالبادية منشأ الأنبياء والحكماء وملجأ للصالحين والزهاد .


النظام القبلي
إن أساس الانتماء الاجتماعي للبدو هي القبيلة ،
القبيلة هي جماعة متماسكة تتصف بالتضامن والشعور بروح الجماعة
ولكل فرد فيها دور يقوم به وتتميز القبيلة بدرجة من القرابة العالية
التي تمتد إلى الجد العاشر أو الحادي عشر أو أكثر
وقد يكون للقبيلة انتشار في عده مناطق متباعدة,
وعلى مسافات شاسعة والقبيلة الواحدة تنقسم إلى عدة عائلات كبيرة ,
وتنقسم العائلة الكبيرة إلى عدة بيوت والبيت هو أعلى مستوى قرابة قبل القبيلة.
ويتكون من عدة عائلات فرعية تنتسب إلى جد واحد هو الجد الخامس أو الجد السادس.
وتتفاوت القبائل في أعداد أفرادها فتوجد قبائل كبيرة وقبائل صغيرة.


ومن هنا نجد نظام الأخوة الذي ينظم بعض العلاقات الاجتماعية بين القبائل.
ففي نظام الأخوة تنضم القبائل الصغيرة إلى القبائل الكبيرة.
وذلك من اجل الحصول على مساندتهم في أي خصومة مع الغرباء,
وكذلك الحصول على أراضى لزراعتها وعلى مراعى لأغنامهم,
ويعيش البدو في مناطق للرعي متناثرة في الصحراء.
ومناطق الرعي او السكن غالبا يضم أفراد عائلة واحدة من نفس القبيلة.
ويسمى باسمها أي اسم العائلة وأصبح البدو في السنوات الأخيرة,
ويتوسعون في سكنهم للبيوت المبنية بالحجارة في ظل سياسات الدول
لتوطين البدو لدمجهم في التعليم والتنمية الشاملة,
ويراعى البدو فى بناء بيوتهم أن تكون متباعدة عن بعضها البعض
حتى ولو كان أصحاب البيوت من قبيلة واحدة أو من عائلة واحدة
وذلك حفاظا على المشاعر والجيرة .


حياة المرأة البدوية
والمرأة في المجتمع البدوي عاملة وشريكة للرجل في أكثر أعماله ،
فحياتها في معظمه كحياة الرجل خشنا مصراعا لطبيعة الصحراء تصفو حينا وتكدر حينا.
فهي إلى جانب تربية الأطفال والعناية بأمور أسرتها من إعداد الطعام,
وترتيب بيت الشعر من الداخل تجمع الحطب من مسافات بعيدة أو قريبة,
بعد قلعه بالفأس من الأرض لذا فيداها قويتان وكفاها قاسيتان.
وبعد جمعها له تحمله على ظهرها مربوطاً بحبل أو معبأ بعباءة
لتعود به إلى البيت ويستغرق هذا العمل ساعات طويلة,
كما إنها تصحب طفلها إذا لم يوجد في البيت من يعتني به,
فتحمل الحطب على ظهرها والولد في حجرها.
كما أن على المرأة جلب الماء من مسافات بعيدة أو قريبة,
حسب المنهل مستخدمة الإبل أو الحمير لحمل القرب والروايا .
ويسمى هذا الفرع من ورد الماء،


ويوكل رب البيت إلى زوجته أمر بناء الخيمة او بيت الشعر أحياناً.
فالرجل يعيّن أو يحدد الموضع وهي تباشر العمل وتنفذه مستقلة هي وبناتها فتدق الأوتاد.
وتربط إليه الحبال ثم تنشر بيت الشعر او الخيمة وترفعها بالعمد.
وهي التي تقوضها حين الرحيل وهي التي تخيط الشقاق معاً لتصبح بيت الشعر .
وتعد المرأة البدوية خبزها بيديها وتقوم بهذا العمل يومياً,
وتنسج كثيراً من تجهيزات البيت من الصوف والوبر والشعر.
فتصنع منه العدول والبسط والسدو وأجزاء من بيت الشعر.
وتستغرق عملية الغزل والنسج شهور الصيف كلها .
ويساعد نساء الحي بعضهن في هذا العمل فتنسج كل واحدة منهن يوماً عند صاحبتها.
وتحلب المرأة الغنم موسم الحليب وتشبك رؤوس الماشية إلى بعضها بحبل يسمى (الربق)..
وتغلي الحليب على النار وتخثره وتخضه بالصميل (السعن) الذي تصنعه من جلد الغنم أو الماعز..
ويستخرج الزبدة بعد عملية الخض التي تستغرق نحو الساعتين وتستخرج السمن أيضاً.


وتشارك المرأة في تحميل الأثاث على ظهور الإبل عند الرحيل كما تشارك في إنزاله،
وتقوم المرأة بتغيير وجه البيت في ليالي الشتاء الباردة المتقلبة الرياح,
وربما تقوم بهذا العمل أكثر من مرة في الليلة الواحدة فتدير الرواق من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية،
وترعى البدوية الإبل إذا لم يكن لها رجل يكفيها هذا العمل الذي هو من مهمة الرجل أساساً.
وفي زواج المرأة البدوية ففي الغالب أن لابن العم الحق بالاقتران بابنة عمه.
حتى لو كان متزوجاً وربما يلجأ إلى (الجيرة او الحجز) وهي أنه لا حق لها بالاقتران بأي شخص آخر غيره.؟
وليس للمرأة البدوية حق في الاعتراض على خاطبها إلا ما ندر.
والمرأة البدوية مرهفة الإحساس والحياء عندها فطري اكتسبته من بيئة الصحراء الصافية النقية،
وغالباً ما تكون نحيلة الجسم ممشوقة القامة ناعمة الصوت ..
فإذا تحدثت مع أختها أو صديقتها حدثتها بصوت منخفض،
وتنقع البدوية القرنفل والمحلب وتتعطر بمائهما.
وعندها من أدوات الزينة المرآة والمكحلة،
وقديمآ تزين المرأة وجهها ومعصمها بالوشم وتضع الأقراط أو الحلق في أذنيها.
وتزين جيدها بالقلائد والعقود من الخرز وتخرم أنفها وتضع فيه «الزميم»
وتزين ساقيها بالحجول هذا عند بعض البدو قديمآ وقد لا يملك بعضهن شيئاً منه.


الزي البدوي
الرجل في البادية يلبس «الدشداشة» وهي عبارة عن ثوب طويل ذات عنق مستدير
يحيط بها شريط رفيع ، والغترة والعقال على رأسه
«فالغترة « هي قطعة من القماش وفي العادة تكون بيضاء أما «العقال» قديمآ
فهو رباط من الصوف او القماش لتثبيت الغترة وكان يلبس العباءة والتي تسمى «بالبشت»
وهو يتكون من قطعتين رئيستين أفقيتين واحدة تبدأ من الكتف إلى نصف الرجل
والثانية تبدأ من النصف إلى أسفل الرجلين،
والمنطقة التي تخاط فيها هاتين القطعتين يعبر عنها «بالخبنة».
أما المرأة بالبادية كانت تلبس «العباءة» وترتدي معها «شيلة» وهما من الحرير الأسود ،
وتصاحبها «البرقع « عند بعض البدو وهي قطعة صغيرة تغطي الأنف والفم والجبهة
وتترك العين ظاهرة و ملابس البدوية تتميز باللون الأسود
والبساطة الشديدة التي تناسب الصحراء ويتكون اللباس عادة من «الـدراعة»
هي الفستان الطويل التي تلبس تحت الرداء الخارجي المعروف بالثوب
ويلبس بمفرده أو مع الثياب. وايضا «السروال أبوتكـة».؟
يعتبر أهم قطع الملابس الداخلية التقليدية إطـلاقاً .
حيث جرت العادة أنه يخيط من القماش الذي يصنع منه الثوب كي يناسبه،
ويعمل عادة من نوعين من القماش يكون القطن للقسم العلوي منه,
والحرير للقسم الأسفل منه الذي يصل إلى الكاحل،والسراويل عريضة من الأعلى
وتجمع عند الخصر وتشد بواسطة حبل من الحرير المجدول يسمى «تكه»،
ومن أهم أنواع القماش الذي كـانت تستعمل في صناعة الملابس هي سلطاني،
ميزع، وبوطيرة، بوكاحل، حريرمته، حرير بوطيرة، الميزة, والحبر.. وغيرها.


لهجة البدو
إن لهجة البدو في الجزيرة العربية تكاد تكون واحدة لا تختلف في إيقاعها الصوتي أو في معانيها،
ولهجة بدو السعودية أقرب في النطق والمعنى إلى اللهجة الكويتية والقطرية..
وفي شمال السعودية اللهجة البدوية قريبة من لهجة الأردن وسوريا وسيناء وبدو مصر ,
وهي في معظمها متقاربة ومن صميم وفصيح العربية، وكثيراً ما يحار المرء وهو يطالع ألفاظ عاميتهم
حين يجد معظمها في قواميس الفصحى.
لقد حمتهم الصحراء من الغزو الفكري الذي تعرض له الحضر في سائر المناطق،
فعاشوا في حصن الصحراء المنيع فحافظوا على سلامة نطقهم،
وقديماً قيل «أفصح العرب أبّرهم» أي أكثرهم إغراقاً في البداوة والبر ..؟
والحديث يطول ولنا لقاءات أخرى
ان شاء الله
ودمتم في حفظ الله
تحيات
ماجد البلوي