المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (( لا تجعلوا شبابنا حطباً ))



الطويلعي
07-25-2013, 01:50 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

(( لا تجعلوا شبابنا حطباً ))
نشرة جريدة الرياض بقلم كاتبها تركي الدخيل بعنوان ( لا تلعبوا بالنار ) وهو ينقد بعض الشباب السعودي صغار السن الذين يذهبون إلى مناطق الصراعات الملتهبة بالعالم ويتسائل عن الجهة التي تقف وراء ذلك .
وما هي الجهات التي تدفع هؤلاء الشباب إلى المناطق المشتعلة بالفتن والصراعات . وما صاحب ذلك من ردود وتعليقات على موقع الجريدة . من رجال الفكر والسياسة والقانون ومن علماء الشريعة والفقه الذين لهم باع طويل في الشريعة وفقه النوازل ، والجميع يستنكر بل ويشجب بقوة . من الذي يدفع الشباب السعودي ويحولهم إلى حطب في المعارك التي تجري في بقاع الأرض . وما هي الجهة التي تقف وراء ذلك وما هم الممولون لهم . سواءاً من الداخل أو الخارج ، أنني أقول ، وبدون مبالغة إن بعض الشباب السعودي أصبح حطباً إستخدم في المعارك للأسف الشديد . وهذا ناتج عن جهل بعض الشباب بالفقه الشرعي . ثم إتباع كل ناعق في أسم الدين . واليوم نحزن كثيراً حين نرى أو نسمع من يغرر في هؤلاء الشباب . ويدفعهم إلى مناطق الإضطرابات . وهذا خطأ كبير من هؤلاء الشباب ويجب كشف أولئك الذين يوهمون شبابنا . ويزينون لهم سوء أعمالهم . بأسم الدين لتحقيق غايات دنوية . فمنذ الأمس إلى اليوم وربما إلى الغد سيبقى الدين مطية للمنتفعين . فمن يبحثون عن منافع سياسية أو اقتصادية . أو حتى مأرب إجتماعية وكل هذا وذاك يعمل بإسم الدين ، أو الجهاد ، أو أي إيدلوجيات ظاهرها حق وباطنها يراد فيه باطل . إنه يجب على المجتمع السعودي إن يكون واعي إلى هذه الأمور وغيرها . كما أنه يجب على رجال الفكر والمثقفين ورجال الأعلام ومعاقل التربية والتعليم ، توعية هؤلاء الشباب وخاصة النشء عن هذه المنزلقات الخطيرة وتسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية ، بدون أي إستحياء أو مجاملة . فلو رجعنا إلى التاريخ الغير بعيد وتتبعنا أحداثه ، فقد عانت المملكة ولازالت منذ تأسيسها إلى اليوم من الكثير من الهجمات المسعورة عبر وسائل الإعلام المختلفة وبخاصة في ظل وجودها داخل منطقة كانت تعاني ولم تزل من قلاقل سياسية ، وصعوبات اقتصادية وإضطرابات طائفية أو حزبية ، فالكثير منها يحاول تصدير أزماته إليها أو البعض يضمر لهذه البلاد المباركة الحسد والكراهية ، على هذا الأمن والأمان والاستقرار التي تعيشه هذه البلاد وينعم فيه المواطن السعودي وهو ما انخدع به بعض الشباب الذين سلكوا مسلك الفكر المنحرف ولقد تجلت تلك الفئات بصورة لم يعد يمكن برقعتها ولا تزييفها أو إبعاد تهمة الطائفية الباغية عنها وقد وجدت بعض العقول التي استقبلت بعض أفكارهم المبلبلة من بعض شرائح المجتمع . ونحمد الله إنها قلّه ولا تمثل أي دور أو مكانه داخل المجتمع السعودي ، فبالأمس القريب انكشف أمر العملاء الذين يتجسسون على هذا الوطن وحاضرته الحاضرة والمستقبلة ، فكأنهم لم ينالوا من خيرات هذا الوطن . وها هي تعاد الكرَّة مرة أخرى للتغرير في شباب الوطن وبأسم الدين ومسمى الجهاد ، والجهاد كما قالوا أهل العلم الربانيون وليس المتعيلمون إن للجهاد في الإسلام افقا واسعاً ونطاقاً شاسعاً .
وهو كما قال ابن القيَم رحمه الله أولاها جهاد النفس ثم جهاد الشيطان ، وهو لا يصح إلاّ تحت راية ويقرره ولي الأمر. ولقد مرت على بعض الشباب ممن انغمسوا في وهم الجهاد المضلل المؤدلج ، ماذا حصل لؤلئك الذين ذهبوا من قبل إلى أفغانستان الذين لم يقتلوا ذبوا في السجون. ثم عانوا من ويلات التعذيب. والبعض منهم ماتوا في سجونهم مما جعل قادة هذه البلاد المباركة أن ينأون عنهم في جميع المحافل الدولية ومنظمات حقوق الإنسان. ثم الذين ذهبوا إلى العراق. البعض منهم بيع على القوات الأمريكية ، كما تباع الأضاحي. والبعض أعدموا بدون محاكمات نزيهة. والبعض لازال في السجون العراقية وما يعلمون ما تخبيه لهم الأيام القادمة ، إنني أحذر الشباب من هذه المنزلقات الخطيرة أياكم إن تكونوا مطية للشيطان وأعدائكم .
إننا نسمع الكثير والكثير، عن فتيان يافعين بالعمر لم يتجاوزوا السابعة عشر عاماً . غرر بهم وذهبوا إلى مناطق الصراعات العالمية . لقد أختاروا هؤلاء الفتية طريقاً محفوفاً بالمخاطر والغالبية منهم . لهم والدين يعانون من بعض الأمراض المقعدة وهم في أشد الحاجة إلى وقفت أبناؤهم، للوقوف بجانبهم وفي تصرفات أبنائهم هذه زادتهم مرضاً إلى أمراضهم إن الوقوف مع والديكم معشر الشباب والله إنه هو الجهاد الحقيقي كما قال نبي هذه الأمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ربنا هب لنا من أزواجنا ذرية صالحة .
عبد الهادي الطويلعي
15 شعبان 1434 هـ