المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشفاعة الغير محمودة



الطويلعي
07-25-2013, 02:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الشفاعة الغير محمودة
بعد إبرام إتفاق وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية مع وزارة الدفاع البريطانية ( اليمامة الثانية ) كان أحد الضباط السعوديين يواصل دراساته العليا في كلية ( سانت هيرست ) الشهيرة في بريطانيا .صدرت لعائلته تأشيرة زيارة وعائلته تتكون من زوجة وثلاثة أبناء فيهم طفلاً مولوداً حديثاً لم يتجاوز الشهرين . منحت العائلة تأشيرة نظامية من سفارة المملكة المتحدة في الرياض إلاَ إنه سقط سهواً على السفارة البريطانية الإشارة إلى هذا المولود رغم نظامية الأجراء فعند وصول العائلة إلى مطار هيثرو دخلت إلى الطائرة كي نساعدهم في إجراءات الجوازات . فما كان من موظفة الجوازات بالمطار إلا إن احتجزت العائلة بحجة أن المولود لم يشار إليه إنه مرافقاً لوالدته رغم إن الأبناء مشار إلى عددهم . حاولنا بكل الوسائل إقناع هذه الموظفة الصغيرة رغم إننا كنا على خطا بحكم معرفتنا في صرامة القانون الإنجليزي . وهم الذي لا تجدي بهم مثل هذه الأمور فقالت هذه الموظفة الصغيرة أمامك أمرين إما تعود كامل العائلة إلى السعودية من المطار ويصححوا تأشيرة المولود . أو يعاد جواز والدة المولود ويصحح وضعه من السفارة وتبقى العائلة في المطار وقبلنا في هذا الحل . بعثنا الجواز وصحح وبقيت العائلة في المطار 36 ساعة . لعل القارئ يقول ما هي علاقتنا في هذه القضية وعلاقتنا في القانون الإنجليزي وهم لهم دينهم ونحن لنا ديننا . فان المتابع لأوضاع الشباب وما ينقلون ما يقابلهم من صعاب في الجامعات والكليات من محسوبيات ومجاملات هذا ملف يقدم مناوله وهذا يرفع درجات وهذا يحذف وهذا يهمل وهذا وهذا وأصبحت الواسطة هي همزة الوصل بل أصبحت هي المهيمنة على كل شئ مع علمنا أن دولتنا رعاها الله أحدثت وزارة معنيه في هذا الشأن وسوف تقضي على هذه المحسوبيات إن شاء الله ولكن تبقى ثقافة المجتمعات لها دور. ان أي أمة تكون أنظمتها هشة أو سهلة الاختراق قل عليها السلام ولا تستطيع أي دولة مهما كان لديها من مقومات القدرة أن تقضي على هذه الآفة الخبيثة . ما لم تكون شفافية مجتمعاتها في مستوى أنظمتها وتعليماتها إذا لابد من الاعتراف أن شهية مجتمعاتنا لازالت مفتوحة إلى هذه الأمور. ولابد للمجتمع أن يعمل جنبا إلى جنب مع إدارته ( إن الله لايغير مافي قوم حتى يغيروا مافي أنفسهم ) ثم لماذا لا تكون مجتمعاتنا لديها قدرة وشجاعة في الأعتماد على الله ثم على إنفسنا بمعنى اننا دائماً ننظر إلى مساعدة الغير . فهل هذا إعترافاً مني بالفشل في عدم أعتمادنا على أنفسنا . أو هو مجرد وهماً علق في عقول المجتمعات . أنني أدعو الجميع أن نتخلص من هذا الوهم ونعتمد على الله ثم على أنفسنا بتدبير أمورنا على هذا المنهج . أن الدول التي سبقتنا في هذا المضمار بنوا حضارتهم على هذا الشأن . وطالما اننا دائماً ننظر للغير فنصيحتي لكم معشر الشباب عودوا أنفسكم على الإعتماد على الله ثم على الذات . كان كثيرمن سبقكم كانوا يعانون الفاقة والغربة ولم تقلل من عزيمتهم فنالوا في النهاية الفوز والنجاح .
إن النظرة الدائمة للغير هي المقدمة الأولى للفشل ويقال في الشعر العامي ( مما شرب من كد يمينه . كان شربه من أيدي الرجال هماج )


تحيات عبد الهادي الطويلعي 6 - رمضان --1434 هـ