المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلنحذر أحفاد أبرهه



الطويلعي
07-26-2013, 01:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


(فلنحذر أحفاد أبرهه)

في عام 1399هـ 1979 م وقع حرب الفوكلند بين بريطانيا والأرجنتين وانتهت تلك الحرب في انتصار الانجليز وهزيمة الأرجنتينيون وسميت حرب البحار . جزر الفوكلند تقع في أقصاء المحيط الهادي وهي مجموعة جزر متناثرة في البحر الا ان اقرب دولة لها تقع في اليابسة هي جمهورية الأرجنتين في أمريكا اللاتينية وكانوا الانجليز يوم عنفوانهم هم سادة البحار كانوا يسيطرون على اغلب العالم بما فيها أمريكا كانت مستعمرة انجليزية ولما لاحظوا الانجليز تكاثر السفن الأرجنتينية على مقرب من الجزر وكان يتولى رئاسة الوزارة البريطانية المراة الحديدية (مارقرت تاتشر) وهي تنتمي إلى حزب المحافظين وأطلق عليها هذا اللقب (الحديدية)لقوة شخصيتها وحبها لبلدها وتريد الحفاظ على سمعة وتاريخ بريطانيا العظمى , وقبل إعلان المرأة الحديدية الحرب على الأرجنتين كان هناك أصوات في الداخل البريطاني تنادي بإقناع رئيسة الوزراء البريطانية (مارقرت تاتشر ) ان لا تعلن الحرب وكان من ضمن المنادين لهذا الرأي زوجها وهو يدعى دينيس تاتشر) فلما سرب لها هذا الاتجاه وكانوا يريدون طرح هذا الرأي على مجلس البرلمان أعلنت في خطاب متلفز للشعب البريطاني الحرب على الأرجنتين وتحرير جزر الفوكلاند وطلبت من زوجها (دينس تاتشر) أن يلتحق بالقوات البحرية التي اسند لها تحرير جزر الفوكلند وفي الصباح الباكر تظهر الصحافة الانجليزية في عناوين مثيرة لعل من ضمن هذه العناوين (مارقرت تاتشر) تضحي في زوجها دون سمعة وكرامة الوطن ولعلني تذكرت هذه القصة الصحيحة حيث عايشتها في نفسي عندما كان عملي آنذاك في بريطانيا وكنا يوم تتاح لنا الفرصة ونلتقي مع الشارع الانجليزي أو عندما نلتقي بهم إثناء دراستنا بالمدارس والكليات ليلا نسال عن مكاسب بريطانيا من هذه الحرب طالما هذه الجزيرة البعيدة لا تدر على الاقتصاد البريطاني أي فوائد فالكل يجمع ويؤيد تلك الحرب كل ذلك حفاظا على سمعة وكرامة وعنفوان بريطانيا العظمى في تعبيراتهم . لعلني تذكرت هذه القصة قبل أن أبين دافعي إلى روايتها أن ما دفعني إلى ذلك هو ما تنقله لنا وسائل الإعلام السعودية بالفترة الأخيرة وهو مقلق ويقض مضجع كل مواطن عنده إحساس وطني ألا وهو تكاثر المتسللين الأفارقة إلى بلدنا وهذا الخبر أكده مصدر مسئول في مركز القيادة والسيطرة والتحكم بوزارة الداخلية أي أن المعلومة صحيحة بل إن احد الصحف ذكرت أن عدد المتسللين في فترة وجيزة قد بلغ أكثر من 107الاف . تمعنوا في هذا الرقم وتمعنوا ما رواه احد المواطنين لوسائل الإعلام أن الأهالي يعانون من وجود الأثيوبيين في المناطق الجبلية الحدودية في جنوب المملكة ومحافظاتها وقراها والمشكلة آخذة في الزيادة في ظل وجود أعداد كثيفة للمجهولين الذين يلجئون إلى الأماكن الوعرة ذات التضاريس الصعبة من اجل الاختباء فيها بعيدا عن أنظار الأهالي نهارا ثم ينقظون على أهل القرى ليلا يعبثون ويأخذون ما تطوله أيديهم والأغرب من ذلك تكاثرهم في مناطق بعيدة عن حدودنا الجنوبية التي يفترض أنهم أتوا منها مثل المناطق الوسطى والغربية والشمالية والشرقية وقبل أسبوع خطفت فتاة من منطقة المدينة المنورة وساوموا ذويهم على دفع 500 ألف ريال كفدية بل ان بعض الصحف لمحت أن خاطفيها من ذات البشرة السوداء . إن ما تورده لنا وسائل الإعلام المقروءة يوميا بأنباء مزعجة عن حوادث مخلة بالآمن في بعض المناطق وخاصة المناطق الجنوبية من جماعات من المتسللين أو من العمالة الوافدة المتكاثرة في هذه البلاد والذين لا نعرف كيف وفدوا إلى هذه البلاد . إن ظاهرة تكاثر هذه العمالة الوافدة أو المهربة إلى بلدنا قد تتسبب في تخريب البلد اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وثقافيا وصحيا ينشرون بيننا عادات وثقافات وسلوكيات وأمراض خطيرة إذا تفشت لا سمح الله يصعب معالجتها والسيطرة عليها وكلنا يعلم أن القرن الإفريقي متفشية فيه أمراضا خطيرة بل إن اغلبها مستوطنة وهذا ما أكدته منظمة (اليونيسيف ) الدولية . فأنني أهيب بكل سعودي وسعودية أن نكون واعين وحذرين وان تكون مصلحة هذا الوطن ومواطنيه فوق كل اعتبار وأن نكون درع واقي وحماة وطن وحراس ثغور وان لا نسترخي وأن لا نجامل أحدا على حساب الوطن وأن نكون عونا لدولتنا فحماية الوطن منوطة بنا جميعا وأن نكون مساندين للمؤسسات الأمنية كما أنه يجب علينا أن نكون متفائلين جدا بقدرة المؤسسات الأمنية وبجهود حرس الحدود وبتوجيهات قيادتنا الحكيمة وتعليمات وزير الداخلية الذي عرف عنه العمل المؤسساتي الرزين والانجاز والمعالجة الحقيقية لقضايا الأمن دون تكلف وضوضاء إعلامية وعرف عن كوادره التفاني والإخلاص من اجل أمن واستقرار بلدنا فالمطلوب منا وقفة جماعية وطنية للمساهمة في حماية أمنا واستقرارنا فأمن الوطن والمواطن قضية ليست من صلب المؤسسات الأمنية فقط بل وكما قال الأمير نائف رحمه الله المواطن هو رجل الأمن الأول . كما يجب علينا ألا نشك في المؤسسات الأمنية التي لولا الله ثم لولاها لكنا نعيش في فوضى ولم تمكن البعض ان يعيش هذه المناخات الايجابية في بلد امن بعون الله . فتهريب العمالة مثل تهريب السلاح والمخدرات فهو في كل بقاع الدنيا لا يمكن ضبطه فهو مشكلة عالمية فأمريكا مثلا هناك تهريب للبشر مقابل مبالغ كبيرة وكثير منهم هلكوا في البحر ولكن الحيف كل الحيف على الذين يجلبون العمالة بكثرة ثم ينشرونها في بلدنا يعبثون فيه كيفما شاؤا ومن يعلم أن هناك تواصل بين العمالة الوافدة والمتسللين إلا إنه من الحكمة أن نكون يقظين فاوطنا وأمننا واستقرارنا وشبابنا مستهدف فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين
عبدالهادي الطويلعي