المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لو اعتقل الفساد يادكتوره



الطويلعي
07-26-2013, 05:35 PM
حتى لو اعتقل الفساد يادكتوره
اعجبني طرح الدكتوره عزيزه المانع وهي تجيب على ماطرحه الدكتور عبدالله الطويرقي عضو مجلس الشورى سابقا والذي كان ضيفا على برنامج (حراك) الذي يقدمه
الاعلامي اللامع عبدالعزيز قاسم عبر قناة (فور شباب) حيث كان موضوع الحوار والحديث عن سيول تبوك ومااحدثته فيها من اضرار عانى منها السكان وكان جزء من
الحديث الذي قيل موجها للوم الامانه التي بدتمنهم مقصره في الاعتناء بتاسيس بنية تحتية متينة يمكن لها الصمود امام مثل تلك السيول والامطار والجزء الاخر كان موجها
للوم الفساد الذي يرونه استشرى حتى ابتلع اغلب ماتخصصه الدوله من اموال لبناء المشاريع المهمه والضروريه لحماية الارواح والاموال وحول مااقترحه الدكتور الطويرقي
بان تعطى جميع مشاريع البنية التحتية الى شركات اجنبية , لاشك ان الفساد يمثل المعوق الاساسي للتنمية وان لدينا(مافيا) فساد تنهب البلد وامواله, ان الفساد في شتى
انواعه العقائدى والفكري والمالي والاداري واللغوي والاجتماعي والخلفي وغيره هو من الافات المخيفة التي تعصف بالمجتمعات والشعوب, تواجد الفساد المالي والاداري
في سلوك وممارسات مؤسساتها الحكومية واجهزتها التنفيذية وفي ثقافة افرادها بحيث تكون الرشوة والسرقة واللصوصية والممارسات الهابطة في التعاطي مع المال العام
ومشروعات التنمية هي في افكار الفاسدين شطارة وذكاء ورجولة ومن لم ياخذ من غنائم الوطن الغدر الاكبر والحصه الاغلى والاثمن ويعرف من اين تؤكل الكتف فهو مسكين
وبسيط ولايعرف كيف تستغل وتستثمر الفرص وان كانت فرحا مخجلة بشعة تمثل الانحدار الاخلاقي على حساب الامانة الوطنية وقيم الانتماء والولاء والوفاء للوطن والمواطن
ان الفساد كثقافة في شتى انواعة لاتواجد وتنمو وتكبر وتتوسع وتضرب بجذورها في الاعماق الا في المجتمعات السفلية الرخيصة والجاهلة التي تنعدم فيها القيم التربوية
ومفاهيم الوطنية التي يفترض ان تكون حالة نماه مع المنجز الحضاري والتنموي والمعرفي وتشيع ثقافة الفساد المالي والاداري في الفضاءات الاجتماعية التي تتعامل مع
منطلقات ضيقة تتمحور في مفاهيم ومصالح فردية وتنموا مع المفاهيم الخاطئيه ومصالح القبيلة او العشيرة او العائلة او المنطقة او الطائفة او النسب وكل مايؤطر التقوقع
والانعزال ويحصر المصالح في حدود ضيقة بليدة تدور في فلك الشان الخاص والخاص جدا بحيث لايكون للوطن ومسيرتة الانمائية والتنموية وتطلعاتة نحو مستقبلات
اجيالة وصياغة مكانتة الحضارية بين الشعوب والامم ,لايكون لها في توجة هؤلاء مكان او في فكرهم اهتمام وحين تطالعنا وسائل الاعلام المكتوب والمواقع الالكترونية
الموثوقة ووسائل التواصل الاجتماعي بنشاط ملحوظ ومكثف وجاد من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ووضع يدها على مواطن وبؤر الفساد وتعرية مسؤولين تنفيذيين اعماهم
الطمع فمارسوا اللهاث لنهب ثروات الوطن وخيانة الامانه في تنفيذ المشروعات التنموية بحيث لاتعمد هذه المشروعات امام عوامل الاستخدام وظروف المناخ فتتهالك وتتحول
الى مايشبة الكارثة على المستفيدين منها وان كانت بني تحتية او مشروعات اقتصادية او زراعية او غير ذلك وهذا شيء مخيف ومؤثر, ان الفساد طال الكثير من مؤسساتنا
وتحوّل الى سوس ينخر ويدمر اساسات الحلم, ان ماتكشفه الهيثة الوطنية لمكافحة الفساد من تجاوزات واهمال وخلل في تنفيذ المشروعات وتدّن في مستوى الخدمات بسبب
التلاعب في التجهيزات اللوجستية لمشروعات الخدمات العامة انه ليعطي الدليل على ان الوضع اصبح مخيفا وان الفساد انتشر بشكل يحتاج الى مكاشفة ومصارحة ووقفة
حازمة نفضح فيها الامور والاشخاص ونسمي الاشياء بمسمياتها ونضع الاصبع على الجرح في مواجهة شجاعة مع الفسادين والمفسدين ولعل التشهير بعد المحاكمات جزء من
المواجهة, اننا في معركة حقيقية مع الفساد الذي اصبحت روائحة تفوح في اكثر من مكان وعلينا امتلاك الجراة في خوض الحرب معه فقد اعطى خادم الحرمين الشريفين
الضوء الاخضر للمواجهة , وانني اهيب في جميع اطياف المجتمع ابتداء من البيت والعائلة والاسرة والقبيلة بالوعي والادراك لمخاطر الفساد والفاسدين وان نضع المصلحة
العامة فوق كل اعتبار , اما ماقترحة سعادة الدكتور عبدالله الطويرقي عضو مجلس الشورى سابقا بان تعطى جميع المشاريع البنية التحتية الى شركات اجنبية فانني اميل
مع راي الدكتورة عزيزه المانع وانني استبعد ان تحل مشكلة الفساد بمجرد اسناد المشاريع الى الشركات الاجنبية وانما يكون في احكام تضييق الخناق على المفسدين
بتكثيف الرقابة والمحاسبة وعدم التغاضي عن اي طرف يجر في ذيلة بكتريا الفساد , اما ان كنا عاجزين عن فعل ذلك فان المشكلة ستظل قائمة حتى وان استعنا بكل شركات
العالم , فالعيب فينا والداء كامن في اوصالنا وان لم نعرف كيف نقضي على هذا الداء ونتخلص منه فان الشركات الاجنبية لن تفلح في معالجتة وربما اصابتها بالعدوى,
فانه لابد من توعية المجتمع ابتداء من النشئ لتصدي لهذا المرض الخبيث لاسيما ان اكثر تغلغلة هو في الطبقة(الارستوقراطية) وهذا لم يكن متوارثا في مجتمعاتنا السابقة
حتى في وقت العوز والفاقة عندما كان تتقاتل البادية عند مبرك الناقة ومربط الشاة فقد كانت الانفس عذية ولو بلغت الفاقة مابلغت ثم اننا ولله الحمد مجتمع نستمر ثقافاتنا من
ديننا الحنيف وهو مايحرم علينا التعاطي مع هذه الامور الدينية ثم هل هذا السباق المحموم من هؤلاء الفاسدون هم كانوا في حاجتة وهل غاب عنهم الوازع الديني والوطنية
اما ماوسمة الدكتورة عزيزة المانع مقالها في اعتقال الفساد فهو لايجدي مع استحالتة فقد فرط في قلوب البشر وبذر بؤرتة الفاسدة نسال الله العلي القدير ان لايمكن
للفاسدين والحاقدين والمروجين والمتعاونين والمتسترين وان يحفظ بلدنا ويديم علينا نعمة الامن والامان والاستقرار وان يحفظ قيادتة الرشيدة انتظروا الجديد..
عبدالهادي الطويلعي