المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نعم الولد البار بوالده



الطويلعي
07-26-2013, 05:36 PM
نعم الولد البار بوالده نائف بن ناصر النزاوي
نشرت جريدة عكاظ بالعدد 16948 يوم الأحد ربيع أول 1434 هـ في عنوان نائف يتبرع ب 65% من كبده لوالده .
ضرب نائف بن ناصر النزاوي أروع صور الوفاء وذلك عندما تبرع لوالده بـ 65% من كبده لصالح والده ناصر النزاوي تحمل نائف معاناة الألم والزمن الطويل الذي استغرقته عملية نقل أجزاء من كبده لوالده .
رافق نائف والده في رحلة علاجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أملا في أن يعود ووالده سويا إلى ارض الوطن . ولم يكتف بمرافقة والده طيلة الأشهر الخمسة الماضية إلا انه وبعد أن انتهت جميع الفحوصات الطبية المبدئية أصر على زرع أجزاء من كبده لوالده . رفض تبرع أي شخص آخر وأصر على أن يحمل جسد والده أجزاء من كبده وبعد انتهاء العملية التي استغرقت وقت طويل . زف الأطباء بشرى نجاح العملية لنائف وشكر الله على أن وفقه الله في تقديم أغلى ما يملك لوالده إلا أن قضاء الله وقدره لم يمهل نائف الكثير من وقت الفرح حيث توفى والده إلى رحمة الله ان شاء الله بعد 48 ساعة من العملية بعد إصابته بجلطة ولما علم نائف بتردي حالة والده قرر مغادرة سريره الأبيض رغم حاجته للراحة بعد العملية فتوجه لغرفة والده ونظر إليه ولم يكن يعلم أنها النظرة الأخيرة وكان يدعو الله أن يكتب له الشفاء والعودة إلى المدينة المنورة ولكن قضاء الله وقدره حال دون أن تكتمل فرحة نائف بالعودة هو ووالده سويا حيث لقي والد نائف وجه ربه بعد دقائق قليلة من النظرة الأخيرة انتهى خبر الجريدة .
أيها الولد البار بوالده نائف النائف إن ما قمت به تجاه والدك يرحمه الله عملا طيب بل هو البر كما أمر الله بذلك وإنني على يقين لو احتاج والدك كل ما تملك من أعضاء جسدك لم ولن تبخل فيه .
أيها الولد البار بوالده . لقد وجهت رسالة من نور لأولئك الذين فتتوا أكباد والديهما لقد وجهت رسالة من نور للذين دأبوا على إبكاء والديهما وأحزنهما واسهر ليلهما وحملهما أعباء الهموم وجرعهما غصص الفراق وألم الحسرة وحسرة الألم . لقد وجهت رسالة من نور لأولئك الذين تركوا والديهما أو احدهما في دور الرعاية الاجتماعية تمر الأيام والشهور وهو لا يعلم عنهما شيئا , لقد وجهت رسالة من نور لأولئك الذين وكلوا شئون آباؤهم إلى الخدم والسائقين يأتون بهم إلى المساجد أو عندما يريد الأب زيارة صديق أو تقديم واجب العزاء أو حضور مناسبة في منظر تقشعر منه الجلود . أيها الولد البار بوالده نائف النائف ما قمت به تجاه والدك يرحمه الله هو قمة الوفاء في وقت قست فيه القلوب تجاه الوالدين وانقلبت الموازين واختلت المعايير وذبح البر والوفاء . وتمرد الأولاد على الوالدين وصار حال بعض الأولاد مع والديهم تأففا وتضجرا واظهارا للسخط وعدم الرضا هم احدهم أن يخدم ولا يخدم . يصانع الناس بلين الكلام ويغرق والديه بسيئ الألفاظ . لا يعطي قيمة لبر الوالدين ولا يحفظ شيخوختهما . ولا يصونهما من الضيعة والامتهان حين يردان إلى أرذل العمر . بل غاية ما يتمناه الأبوان من البر أن يامنا شره ويصرف عنهما بذاءته وفحشه وسوءه تراه إذا ما فكر في المسكن المريح والطعام الطيب والرحلة الممتعة . التفت قلبه لزوجه وأولاده ويجعل نافلة الوقت وفضلة المال وحديث المتأفف العجلان لأبيه وأمه . فيا من أبكى أبويه ارجع إلى والديك وجاهد فيهما وأحسن صحبتهما والزم خدمتهما وأطع أمرهما وادخل السرور على قلبيهما ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما . فيا أيها الأبناء الذين في قلوبهم غلظة على والديهما اسمعوا ما يقول الله سبحانه وتعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما . واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) . تعبير تتجاوب معه المشاعر وتنجذب إليه القلوب . فهي الرحمة ترق وتلطف حتى لكأنها الذل الذي لا يرفع عينا ولا يرفض أمرا . كم آثراك بالشهوات على النفس ولو غبت ساعة صارا في حبس . لقد راعياك طويلا فارعهما قصيرا . كم ليلة سهرا معك إلى الفجر يداريانك ويجريان عليك دمع محبة ورحمة كم جرعاك حلوا وجرعتهما مريرا . الأم من اجل وليدها تعاني مشقة الحمل وهنا على وهن . وتعاني آلام الولادة وما يكتنفها من مخاطر وتتصابر مع الإرضاع مع ما فيه من مشقة وإجهاد تتحسس الأم وليدها وتتألم لبكائه تغيب بسمتها إن غابت ضحكته . وترى دمعتها إن اشتد توعكه . تتحمل الذل والشقاء كي يحيى ويسعد . وتموت راضية إن اشتد عوده . ولو فقدت صحتها وقوتها وسعادتها . ولو خيرت بين حياته وموتها لطلبت حياته بأعلى صوتها . هذا وكم عاملها بسوء الخلق مرارا فدعت له بالتوفيق سرا وجهارا . كانت تجوع لتشبع أنت . وتسهر لتنام أنت . وتتعب لتستريح أنت . فطعامك درها . وبيتك جوفها ومركب ظهرها . تحن إليك وتهواك وتحيطك وترعاك . وإذا مت أو غبت عنها كرهت كل شيء سواك . قد شغلت بك قلبها وجعلت عليك حافظا ربها . فكيف تعقها . الله اكبر ما أعظم الحق حق الوالدين . كم هي شديدة تلك المعاناة وكم هي عظيمة صور التضحيات التي يقدمها الأبوان في سبيل إسعاد أبنائهم وخروجهم إلى معترك الحياة وكم يتعب الوالدان وكم يبذلان ويقدمان لا سيما الأم الحنون . أما الأب الغالي والوالد الحاني . فذلك الموجه القيم والمربي الفاضل . يسعى ويجد ويكدح ويكد وينشئ ويتفقد ويربي ويشفق يغذوك مولودا ويعولك يافعا . إذا لقيك هش . وإذا جئته بش وإذا حضر أقعدك على حجره وصدره . وإذا خرج تعلقت به . وإذا غبت عنه سال عنك وانتظر مجيئك إذا رآك ابتسم محياه وبرقت ثناياه . ثم كم يبذل لتعليمك وتنشئتك وتغذيتك وتربيتك .
بر الوالدين فريضة لازمة وفضيلة جازمة وجوبها حتم وأداؤها عزم . لا عذر لأحد في التساهل بها والتهاون بشأنها الدين والشرع والنقل والعقل والمروءة والرحمة ورد الجميل والانسانية روافد ودلائل على القيام بها وأدائها على الوجه المطلوب .
بر الوالدين منهج الأنبياء والمرسلين وعمل الكرام والصالحين . بر الوالدين هو الطريق إلى الجنة . بر الوالدين ليس درسا يلقن ولا كتابا يؤخذ . إنما هو سلوك وتربية وتوطين نفس . البر اعتراف بالفضل ونكران للذات . وشعور يتدفق بالوفاء ويجري مع الدم فينبسط له الوجه . البر قلب ينبض بالحب ويد مبسوطة بالبذل . وكلمة طيبة . وعقوق الوالدين جحود للفضل ونكران للجميل . ودليل على الحمق والجهل وحقارة الشأن . عقوق الوالدين من كبائر الذنوب وانك لتأسف اشد الأسف من صور تراها . أو حقائق تسمعها من تساهل كثير من الأبناء في بر والديهم . فلا تقدير ولا احترام ولا سمع ولا طاعة ولا بر ولا أدب . بل غلظة وفظاظة ونهر وعقوق من الناس من بلغ خسة ووقاحة ونذالة وصفاقة أن يأمره أبوه أو أمه فيهز كتفيه ويثني عطفيه ويدير ظهره . وكان الأمر لا يعنيه . بل قد يعبث وجهه ويقطب جبينه ويرفع صوته ويسيئا دبه ضد أمه أو أبيه . ان عمل هذا سبب لشقائه فالويل له ثم الويل له يوم عرضه على مولاه . إن من الناس من وصل به الحال ألا يتورع عن رفع دعوى قضائية ضد أبيه في المحاكم الشرعية أو بلاغ وشكوى ضده في مراكز الشرطة أو دور الحقوق ونحوها . لماذا كل هذا أمن أجل حفنة من المال أو شبر من الأرض . حتى انتشرت القطيعة بين كثير من الناس من أجل حطام الدنيا أو شيء في كوامن النفوس حتى أن بعضهم قد مرت أشهر أو بل سنوات . ولم يكلم احد أبويه أو يزوره أو يتصل به . ومن الناس من إذا تزوج نسي أبويه . وأهمل شانهما منشغلا بما لديه من جديد . وكم هي صور المعاناة التي تعانيها الأمهات من جراء تفضيل الزوجة على الوالدة . بل إن بعضهم قد يتطاول على أمه في مرأى ومسمع من زوجته وأولاده . ألا بئس ما صنعوا وتبا لما فعلوا . أما أنت أيها الولد البار لوالده نائف النائف اسأل الله العلي القدير أن يغفر لوالدك وان يجزيك خير الجزاء بما قدمته لوالدك من تضحية وشفقة ورحمة وإحسان حتى انك فاديه في نفسك من اجل والدك بل منحت والدك خير ما تملك وأعطيته ثلثي كبدك ولو احتاج والدك كل كبدك بالتأكيد سيفرحك ذلك وسوف تلبي ذلك إنها الرحمة الحقة وانه قمة الوفاء والإحسان فجزاك الله خيرا ورزقك بالذرية لتبرك مثل ما كنت بارا في والدك . واسأل الله العلي القدير أن يشفيك وييسر لك عودا حميدا إلى بلدك أيها الولد البار بوالده نائف النائف لقد أشادت بك الصحافة الأمريكية وعلمتهم أن هذا هو الإسلام وهذه حقوق الإنسان الذي يقرها ديننا ويأمرنا فيها وعلمتهم أن هذه الرحمة وهذا هو البر وهذا هو الإحسان وان هذا هو حق الوالدين وان هذه حقوق الإنسان والرحمة بالإنسان والحفاظ على حقوقه والعمل على حياة الإنسان والعطف على الإنسان وإكرام الإنسان ليس المدافعة عن المجرمين الذين يدمرون الإنسان ويعملون على تصفية الإنسان أقرها رب الإنسان وحفظها دين الإسلام وستبقى محفوظة في إذن الله ولو كره الحاقدون
عبد الهادي الطويلعي