المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلاَّ الوَطَن



الطويلعي
07-26-2013, 05:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إلاَّ الوَطَن

الوطن هو الأرض التي ولدنا فيها ونشأنا فيها وإن شاء الله نحيا ونموت فيها ، وحب الوطن غريزة فطرية في قلب كل من ينتمي إليه ومدلوله عميق كونه الأرض التي تأوينا والسقف الذي يحمينا ، ترعرعنا على ترابه ونشأنا على خيراته ، نشرب من ماءه ونتنفس هواءه ، وعشنا بين أهله على تربته بدأت خطوتنا الأولى وفي بيئته تتشكل معارفنا وهوياتنا ، تربطنا به منذ النشأة الأولى علاقة مصيرية ، وحب تبادلي نما مع نموّه وتحوّل إلى غريزة مستوطنة في الوجدان ، الحب لهذا الوطن واجب حتمي ، والدفاع عنه فريضة ، والموت من أجله أو دونه هي أمنية ، وخيانته عار وجريمة نكراء ، والحنين إليه والغيرة عليه والتضحية في سبيله واجب وأشرف الواجبات الدينية والأخلاقية والوطنية . فحقك علينا أيها الوطن هو الحب لك والفداء والتضحية دونك ، القلوب لك محبة والأنفس دونك رخيصة ، لا يهمنا من خانك وغدرك وتجسس عليك ، عش رافع الهامة فأنت أعزّ الأوطان وأشرف الأوطان ، شرَّفك رب العالمين وهيّأ لك ولاة أمر مخلصين ، وشعبًا لهم مطيعين ، عاهدناهم على حبك وحمايتك من جدودنا الأولين ، وستبقى رايتك مرفوعة إلى يوم الدين ، حماك علينا واجب وشرف والموت دون ترابك أمنيةٌ لنا ، وكرامة ولاة الأمر أمرك أيها الوطن عاهدوا الله لهم الأجداد ونحن لمن يغدرك بالمرصاد وننمي حبك للأبناء والأحفاد . أما أنتم أيها الخائنون في فعلكم هذا لخسيس اعلموا أنكم اخترتم لأنفسكم الحقارة وسوف تنالونها من جميع أطياف الشعب السعودي ، ولا تحركون فيهم مقدار أنملة لأن تجارتكم خاسرة وجريمتكم نكراء وعملكم هذا مرفوض من جميع فئات الشعب السعودي ، فرسالتي لكم اليوم أيها الخونة والجواسيس ألم تشربوا من ماء هذا الوطن ، ألم تأكلوا من خيراته . ألم تلتحقوا بمدارسه وجامعاته ، ألم تحصلوا على وظائف مثلكم مثل غيركم من المواطنين ألم تعيشوا في أمنه واستقراره حقبًا من الزمن حتى اصبح السعودي له احترام ومكانة وقيمة في جميع شعوب العالم وفي المحافل الدولية . إن من العار التنكر لهذا الوطن وأن يقدم الفرد على خيانة وطنه الذي ترعرع فيه ونال من خيراته واستفاد من إمكاناته فيفشي سر حاضره ومستقبله ، ألم تعلموا أيها الخائنين أنكم في فعلكم وغدركم بهذه الأرض التي شرفها الله وجعلها أفضل بقعة في البسيطة فيها بيت الله وحرم رسوله صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين ومنبع الرسالة ومهبط الوحي ومأزر الإسلام في آخر الزمان . إن الذي حرسها وحفظها وحماها في أول الزمن منذ أذن الله لنبيه إبراهيم عليه السلام أن يبني الكعبة ويؤذن في للناس في الحج حتى أسمع الله نداءه من كل حيٍّ حتى لبوا نداءه من كل فج عميق ، إن الذي طهر هذه البلاد من الكفر والمشركين ومن الأوثان وعبدة الأصنام ، وإن الذي ألّف بين الأوس والخزرج وجمع شتات البدو بعد أن كانوا يتقاتلون على مبرك الجمل ومربط الشاة ، إن الذي ألّف بين هذه القبائل المتناحرة ويؤلف بين قلوبهم حتى أصبحوا إخوانًا قادرٌا على أن يحميها منكم أيها الفاسدون ومن شايعكم ومن تخدمونهم في عملكم الخسيس هذا .
ألم تعلموا أنكم أداة في أيدي من عادى الله ورسوله وطعن في بيت النبوة وشرفه الطاهر وشكك في خلافة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ألم تقرؤا تاريخ من تخدمون الآن ، ألم تعوا ما عملوا ودبروا من مؤامرات خبيثة ضد هذه البلاد المباركة منذ ثورتهم البغيضة عام 1979م حتى تاريخه ، اقرؤا إن شئتم إن كان باقٍ لكم قلوبًا حية تنبض بالإيمان والحب والغيرة لهذا الوطن عند قيام ثورتهم عام 1979م أعلنوا أن هدفهم إنقاذ الحرمين الشريفين المحتلة ( منا نحن ) ووصفونا بأننا أشرّ حتى من اليهود ، عام 1980م حرضوا بعض العوام في مناطق من المملكة وحدثت حوادث شغب وإحراق ممتلكات ، عام 1985م تمّ إسقاط ثلاث طائرات إيرانية حربية قبل أن تصل أهدافها في منشآت الجبيل، عام 1986م غرر الحرس الثوري بجهلة فأتوا إلى بيت الله وهم يحملون حقائب متفجرة ، عام 1987م قام عناصر من الحرس الثوري ومعهم رعاع من الفرس للقيام في مظاهرات عنيفة نجم عنه مئات القتلى والمصابين في أقدس بقاع الأرض ، في عام 1989م غرروا في بعض المندسين تحت لوائهم وقاموا بتفجير في مكة فنجى الله بيته وتم إلقاء القبض عليهم ، في عام 1990م صبيحة عيد الأضحى دبّر مجرمون حادثة تسميم نفق المعيصم فتسببوا في وفاة الآلاف من الحجاج الآمنين ، ماذا بقي ؟
أمّا أنتم أيها الخائنون في فعلكم هذا فقد خنتم وطنكم ودينكم وصرتم أجندة في أيدي من يريد الإضرار بوطنكم ومواطنيكم ، وأصبحتم بعيدين كل البعد عن المواطنة الحقة ، فأنتم لا تنتمون إلى هذا البلد الطاهر إلاّ ببطاقة مكتوب فيها أنكم سعوديون ، من يريد خلخلة أركانه والعبث في أمنه واستقراره ولكن اعلموا أن سفينة الوطن سائرة في حول الله لا تهزها ريحٌ عاتيةٌ ولا موجٌ عائمٌ ، ولن ترسى في حول الله إلاّ على قمّة المجد ، أمّا أنتم تبًّا لكم واخسؤوا وساء ما تعملون ، ربنا يطهر بلدنا من مثلكم وأمثالكم .
عبدالهادي الطويلعي