المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (لاتنسوا الموت ايها الغافلون)



الطويلعي
07-27-2013, 04:46 PM
(لاتنسوا الموت ايها الغافلون)
حقيقة رهيبة.وفاجعة مخيفه.ونهاية محتومة.غفل عنها كثير من الناس.وتغافل عنها اخرون.وغرهم في زحمة الحياة نظارة الشباب.ورغد العيش.وصحة الابدان.وتتابع النعم.
والأمن في الاوطان.وشغلهم التسويف.والأمل عن التفكير.في هذه النهاية الاليمة. فصاروا في غمرة ساهون.وفي سكرتهم يعمهون.انها حقيقة الموت.مفرق الجماعات.وهادم
اللذات.ذلكم المصير المحتوم.والموعد المضروب.والأجل المحدود.الذي لايستشيركبيرالكبرة.ولايستأذن مسئولا لمنزلته.ولا يرجم حقيرا لصغره.فيا غافل عن الموت.استعد
للموت وما بعد الموت.الموت الذي سيذوقه كل واحد منا.فقيرا كان أوغنيا.صحيحا كان اوسقيما.رئيسا او مرؤوسا.ولن ينجومن الموت احدا.تذكر ايها الغافل.
ليلتان اثنتان يجعلهما كل مسلم في ذاكرته.ليلة في بيته.مع اهله وأطفاله.منعما سعيدا.في عيش رغيد.وفي صحة وعافية.يضاحك اولاده ويضاحكونه.يلاعبهم
ويلاعبونه.والليلة التي تليها.وبينهما الانسان يجر في ثياب صحته منتفعا بنعمة العافية.فرحا بقوته وشبابه.لايخطر له الضعف على قلب.ولا الموت على بال.اذ هجم
عليه المرض.وجاءه الضعف بعد القوة.وحل الهم من نفسه محل الفرح.والكدر مكان الصفاء.ولم يعديؤنسه جليس.ولا يريحه حديث.قدسئم ماكان يرغبه في ايام صحته
على نهاية في لبه.وصحة في عقله.يفكر في عمرافناه وشباب اضاعه.ويتذكر اموالا جمعها.ودورا بناها.وقصورا شيدها.وضياعا جدوكد في حيازتها.ويتألم لدنيا يفارقها.
ويترك ذرية ضعافا يخشى عليهم الضياع من بعده.مع انشغال نفسه بمرضه وآلامه.وتعلق قلبه بما يعجل شفاءه.ولكن ماالحيلة اذا استفحل الداء ولم يجدي الدواء.
وحار الطبيب ويئس الحبيب(وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ماكنت منه تحيد)عند ذلك تغير لونه.وغارت عيناه ومال عنقه وانفه.وذهب حسنه وجماله.وخرس
لسانه.وصاريين اهله وأصدقائه ينظر ولا يفعل.ويسمع ولا ينطق.يقلب بصره فيمن حوله.ومن اهله وأولاده.وأحبابه وجيرانه.ينظرون مايقاسيه من كرب وشدة.
ولكنهم عن انقاذه عاجزون.وعلى منعه لا يقدرون.(فلولا اذابلغت الحلقوم.وانتم حينئذ تنظرون.ونحن اقرب اليه منكم ولكن لاتبصرون)ثم لايزال يعالج سكرات الموت
ويشتدبه النزع وقد تتابع نفسه واختل نبضه وتعطل سمعه وبصره.حتى اذا جاء الاجل وفاضت روحه الى السماء.وصار جثة هامدة وجيفة بين اهله وعشيرته.
قداستوحشوا من جانبه.وتباعدوا من قربه.ومات اسمه الذي كانوا يعرفون.كم مات شخصه الذي كانوا به يأنسون.فلأحول ولاقوة الابالله.فهذا هو الموت.الذي قدره
الله على خلقه.وكتبه على عباده.وانفرد جل شانه بالبقاء والدوام.فما من مخلوق مهما امتد اجله وطال عمره.إلا وهو نازل به.وخاضع لسلطانه(كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون)ولوجعل الله الخلود لاحد من خلقه لكان ذلك لأنبيائه المطهرين.فالموت حتم لامحيص عنه.ولامفر منه.يصل الينا في بطون الاوديه.وعلى رؤوس الجبال.
وفوق الهوا.وتحت الماء فلا ينجو منه ملائكة السماء.ولاملوك الارض.ولا احد من انس او جن اوحيوان.ولو كانوا في بطون البروج.وغياهب الحصون.(اينما تكونوا يدرككم
الموت ولو كنتم في بروج مشيدة).ولونجا احد من الموت لبسطة في جسمه.وقوة في بدنه.او وفرة في ماله.وسعة في سلطانه وملكه.لنجا من الموت كثير من الناس.والافاين عاد وثمود وفرعون ذالاوتاد.اين الاكاسرة.واين القياصرة.اين الجبابرة والصناديد الابطال.فالموت لايخش احدا.ولا يبقي على احد.ينزع الطفل من حضن أمه.ويهجم على الشاب
الغني . والفارس القوي. الموت على وضوح شأنه .وظهور أثارة . سر من الأسرار .التي حيرت الألباب .وأذهلت العقول .وتركت الفلاسفة مبهوتين . والأطباء مدهوشين .
الموت كلمة ترتج لها القلوب . وتقشعر منها الجلود .ماذكر في قوم إلا ملكتهم الخشية .وأخذتهم العبرة .وأحسوا بالتفريط وشعروا بالتقصير .فند موا على مامضى .
وأنابوا إلى ربهم .فنسيان الموت ضلال مبين .وبلاء عظيم .مانسيه أحدآ إلا طغى . وماغفل عنه أمرؤ إلا غوى . ولايمكن علاج ذلك ولا التخلص منه إلا إن يتذكر الإنسان
قول الله (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ) الموت هذه ثلاثة الأحرف التي إذا ذكرت أو نطق بها لسان . ترهب منها الملوك .
وترهب منها الأقويا .والضعفاء يرهب منها الشجاع .والغرير ويرهب منها الغني والفقير . جدير بمن الموت صارعة .والتراب مضجعه .والقبر مقره .وبطن الأرض مستقرة والقيامة
موعده . والجنة أو النار مورده . أن يتذكر الموت ويستعد له ويتدبر فيه . حقيق بأن يعد نفسه من الموتى . فياتائهآ بوادي الهوى . انزل ساعة بوادي الفكر . يخبرك
بأن اللذة قصيرة . والعقاب طويل . واعجبآ إن يشتري شهوة ساعة . بالغم والنكد . فيامن أدمن على المخدرات وعصيت ربك وطعت الشيطان . عد إلى صوابك
وحكم العقل عد إلى ربك بتوبة نصوحآ .إن ربك يفرح في توبتك وهو غفور رحيم . يامن عق والديه . بر الوالدين أمر جبلت عليه النفوس البشريه . وحق دعت إليه
الفطرة الإنسانية . واكدت عليه الشريعة الأسلامية . حيث قرن الله تبارك وتعالى حقهما بحقه وجعل شكرهما من شكره . وعقوقهما من كبار الذنوب .برالوالدين جاء
في الأسلام مطلقآ بدون قيد أو شرط حتى ولو كانا مشركين . وبر الوالدين فريضة لازمه وحق واجب .وهو سبب لسعة الرزق وطول العمر وحسن الخاتمه .فيائها
المتقاطعون . والمتحاربون والمتهاجرون والمتشاحنون والمتباغضون . يا أئها المتحاسدون . يامن تربطكم ببعض أجل و أفضل الروابط . فأن دينكم يأمركم بالصفح
والتسامح . دينكم يأمركم بالبر و العفو و التقوى . بالقول والعمل . دينكم يامركم بالتواضع والعطف و الرحمه. دينكم يأمركم بالأمانه والصدق والعدل والمعاملة الحسنة .
دينكم يأمركم بالأخلاق الفاضله الحسنه . فيأمن ظلمت نفسك . وظلمت قريب أو بعيد . يأمن ظننت السوء . يأمن أحتقرت جاهلآ أو مسكينآ . يأمن تكبرت على مخلوقآ
مثلك . يأمن غرك جسمك اأو جاهك أومالك. يأمن مديت يدك على محرمآ أو نظرت محرمآ. يأمن بخل على الفقير والمحتاج . يأمن شح على قريبآ ينظرك . يأمن خطأت قد ماك لمنكرآ وقصرتهما عن المساجد.
يأمن عود لسانه على الكذب والفحش وقول الزور . يأمن يتجاهل عن محقرات الذنوب وصغارها . يأمن أطلق سمعه لمزامير الشيطان وصمها عن ندى الحق.
هذه وغيرها فأنك محاسب عليها . تذكرها عندما تتذكر الموت .وينجيك منها ومن غيرها توبة نصوحآ . ماذا ران على القلوب وماذا أصاب العقول . ماهذا الإعراض
والغفلة عن المصير المحتوم إلى القبور . و الزوال من هذه الحياة .ألا نفكر في قصر هذه الحياه . ونعتبر بحوادث الموت من حولنا . ألا نتعظ و قد ملئت القبور با لمأمور
والأمر ودخلها الرفيع والحقير . والصغير والكبير . عجبآ لمن قسا قلبه عن الموت وتذكر الأخرة وهو يرى الموت حوله وقد أنتزع أقرانه . وأخوانه . وفرق أقاربه وأحبابه
وأردى جيرانه وأصحابه من حوله . تركوا منازلهم وأموالهم . ودفنوا بالتراب . خلت منهم مساجدهم ومجالسهم وأنقطعت أثارهم وأخبارهم . كأنهم ماكانوا ولا درجوا
ولا عاشوا مع من عاش .ونحمدالله سبحانه وتعالى أنه اعطى عبادة فرص وأزمنه وأمكنه للمراجعة وهذا شهر رمضان المبارك على الأبواب إن يغتنمه المسلم
لمن وفق في إدراكة إن يحاسب نفسه ويعود إلى ربه. فمن تاب تاب الله عليه . أعاذنا الله جميعآ من الغفلة وسوء الخاتمة . وهون علينا سكرات الموت . وأعاذنا من سوء
المنقلب في المال والأهل . والولد . فيأمن أخطأتم بحق وطنكم وقيادته .يأمن خنتم دينكم ووطنكم وصرتم أجندة في أيدي من يريد الإضرار بوطنكم ومواطنيكم .
وأصبحتم بعيدين كل البعد عن المواطنه الحقه . أعلموا إن هذه البلاد قامت على أسس راسخة ومباديء ثابته ومنهج إسلامي. ومن يروم تقويضه أو زعزعته بمسالك
العنف والتفجير أو التجسس . فلن يبلغ مراده . فبلاد الحرمين كيان راسخ في بنيانه .متماسك في وحدته . متراص في صفوفه . تنكسر دونه مسارب الإنحراف والتصرفات اللامسؤولة . إن هذه البلاد تمثل مركز الثغل وإشعاع الخير في العالم وستبقى كذلك بأذن الله .إن هذه الأرض التي ولدنا فيها و نشانا فيها وإنشاء الله نحيا ونموت فيها .
إن حب هذا الوطن غريزة فطرية في قلوب كل من ينتمي إليه ومدلوله عميق .كونه الأرض التي تأوينا .والسقف الذي يحمينا . ترعرعنا على ترابه .
ونشأنا على خيراته .نشرب من مائه .ونتنفس هوائه .فالحب لهذا الوطن واجب حتمي والدفاع عنه فريضة . والموت من أجله أو دونه أمنية .والحنين إليه
والغيرة عليه والتضحية في سبيله واجب وشرف من أشرف الواجبات الدينية والأخلاقية والوطنية فوطن لا نضحي دونه ولا نحميه لا نستحق إن نعيش
على ترابه .

عبدالهادي الطويلعي .