المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظام (البنك العقاري يضرب به المثل)



الطويلعي
07-27-2013, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نظام (البنك العقاري يضرب به المثل)
غرس الإسلام في نفوس إتباعه حب النظام والانتظام رباهم على ذلك في تشريعه ليسعد مجتمعهم ولتكن حياتهم مظهر حضارة فذه.جعل الإسلام للعبادات أوقاتا محدودة ينبغي أن تؤدى فيها ولا يصح أن تتعداها (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)وجعل من شروطها دخول وقتها فلا يصح إن تقدم صلاة على وقتها وفي تأخيرها عن وقتها إثم كبير .وشرع الإسلام للمسلمين الجماعة في صلاتهم فإذا اجتمعوا في مساجدهم اقتدوا بأمامِِ واحد ولو كانوا ألوفا مؤلفه. فما أجل الصلاة عبادة مربيه على النظام والانتظام. وفي الصيام (أياماًً معدودات) فلا يتقدم موعد صيام المسلمين عن شهر رمضان ولا يتأخر إلا إذا كان نافلة. وفرض الإسلام الزكاة في الأموال إذا بلغت النصاب وحال عليها الحول.
وفرض الإسلام الحج يؤديه المستطيعون في العمر مره في وقت معين من كل سنه وجعل للحج شروط وواجبات زمنية ومكانية.جميع هذه العبادات وغيرها يرسخ في المسلم مبدأ النظام والانتظام لتشمل حياته كلها ولتجعل منه شخصية معتدلة في شؤونه الخاصة والعامة .وجعل الله سبحانه وتعالى السنة أربعة فصول لينعم الإنسان في فصولها ويتقلب في جوها مابين شتاء ثم ربيع ثم خريف ثم صيف حتى يتكيف الإنسان مع هذه الفصول ولم يجعل الله سبحانه وتعالى الشتاء ثم الصيف حتى لا يختل توازن البشر بل جعل بينهما ربيع ثم خريف ثم جعل الله سبحانه وتعالى الليل ثم النهار جعل الليل مظلما وجعل النهار مبصرا وجعل الليل لباسا وجعل النهار معاشا جعل الليل مظلما حتى يهنو البشر بالهدوء والطمأنينة لا صخب ولا ضوضاء وجعل النهار مبصرا ومعاشا إذ يمارسون البشر البحث عن الرزق الحلال وطرق أسبابه جعله مبصرا حتى يميزو الطيب من الخبيث والمشروع من الممنوع .ثم ننظر إلى بداية خلق الإنسان يقول الله سبحانه وتعالى(يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقه ثم من مضغه مخلقه وغير مخلقه لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا...الآية)فسبحان من هذه حكمته نظام رباني عظيم سلاسة وترتيب رهيب ثم حفظه في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ثم أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم ليبلغه إلى الناس وهو أول ما نزل من القران العظيم وهو يأمر الإنسان في العلم (أقرأ بسم ربك الذي خلق ، خلق الإنسان من علق،اقرأ وربك الأكرم ،الذي علم بالقلم ،علم الإنسان مالم يعلم..) . فالله سبحانه وتعالى لما خلق الإنسان خلقه في أحسن تقويم ميزه في العقل والفهم والإدراك خلقه ليعبد الله ثم أنزل عليه التكاليف وربطها بالعقل والرشد وجعلها نظاما يؤديه الإنسان في انتظام في جميع مراحل حياته .وهذه أول ثوره للإنسانية على الجهل (أقرأ بسم ربك الذي خلق)ومن كرم الخالق رفع هذا العلق إلى درجة الإنسان الذي يعلم فيتعلم ثم عني الإسلام بالعلم ابلغ عناية وأتم دعوة إليه وترغيب فيه وتعظيما لقدره وتنويها بأهله وحثا على طلبه وتعليمه وبيانا لآدابه وتوضيحا لأثاره والاستزادة منه وترهيبا من التهاون به .خلق الله تعالى الإنسان ودعاه إلى تعلم البيان والأخذ من المعارف لأن العلم يوسع المدارك وينير العقل بالدليل القاطع والبرهان الساطع والحجة والدامغة .والمسلم في عصرنا الحاضر مع تراكم الأشغال وتزاحم الأعمال واختلاف الأحوال يتذرع بضيق الوقت فيسقط بعض الحقوق وقد ينسى في غمرة أعماله اليومية وقضاء حاجاته المعيشية وأداء شئونه الشخصية قد ينس تربية أسرته والسؤال عن رحمه وأقاربه إلى غير ذلك من الواجبات .نظم الإسلام حياة المسلم كلها بهدي نبوي عظيم شمل آداب النوم آداب الاستئذان وآداب الزيارة واداب السفر إلى غير ذلك .ونظم الإسلام الحياة الأسرية وجعل الرجل قيما عليها مسئولا عن التربية والإصلاح والرعاية. إذا انصرف الولي عن الواجبات بسهرات ليليه وأعمال دنيويه اختل نظام الأسرة فظهرت معالم الفشل والفوضى والضياع ونبتت بذرة العقوق والانحراف ولكن لما تمردوا البشر على الفطرة والنظام الرباني اختلت الموازين انعكس الليل نهار والنهار ليل ثم وقعنا في فوضى عارمة تهدر أعمارنا فكم من الساعات والأيام والسنين تضيع من حياة شبابنا وناشئتنا في ضروب اللقا الفارغ واللهو والنوم والكسل .
ناهيك عن فضائيات تستنزف زهرة الشباب ونظارته على حين يكدح أعدائنا بنظام الدوام والتقدم والحفاظ على النظام الإلهي في الكون رغم كفرهم .إن الأمم الكافرة بلغت ما بلغت حين أخذت بالأسباب فنظمت أوقاتها وخططت لمتطلبات حياتها فحافظة على أوقاتها وهي ثروتها الحقيقية .إما حياة الفوضى التي جعلناها منطلق حياتنا الحاضرة فإنها تورث فراغ اليد وتعطل الجوارح وإهمال العمل .
العاطفة والحماسة من الصفات المحمودة والمعاني النبيلة وعليهما مدار البذل والتضحية.فنظم الإسلام مسارهما وضبطهما بميزان الشرع والعقل حذرا من انزلاق مع ثورة محرمه أو انفصال مع أحداث تولد هيجانا يفضي إلى إضراراًً بليغة . إن التحلي بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق والهدي الحسن والسمت الصالح سمت أهل الإسلام وان العلم والإيمان هما أثمن دره في تاج الشرع وخير العلوم ما ضبط أصله واستذكر فرعه ومدار الأعمال على النيات. والغش والخداع كبيرة من كبائر الذنوب الدالة على ضعف الإيمان بالله تعالى وقلة الرقابة له والخوف منه وهو إلى ذلك عمل من أعمال المنافقين التي يظلمون بها الناس ويغبنونهم بها ويأكلون أموالهم . يقوض دعائم المجتمع المسلم المتكافل ويؤدي إلى فقدان الثقة بين أفراده وما من أمة وجد فيها تاج الغش أو مربي خائن للأمانة أو موظف مخادع إلا ونخر ذلك في كيانها كما تنخر السوس في الخشب وزعزع استقرارها وقوض أساسها حتى تنحط وتزول ويردد عليها السلام في أعز ما تملك من مقومات العدل والأمن والسلوك والمعاملات وقبل ذلك كله الدين الذي به تسود وبه تنتصر . لقد حرم الله تعالى الغش بجميع صوره وأنواعه وألوانه ومسمياته لما يعلمه سبحانه وتعالى وهو العليم الخبير بمصالح عباده. أن التعامل مع الناس بيعا وشراء ورقابه وحفاظا على حقوقهم بدون محسوبية أو مجاملات أو مداهنه أ, نحو ذلك أمر خطير وعظيم وقد جاء الوعيد الشديد على من غش فيها أ, خدع ولئن كانت الأمانة عظيمة القدر حميدة الذكر فإنها واسعة الدلالة ترمز إلى معان شتى مناطها جميعا شعور المرء بتبعته في كل أمر يوكل إليه وإدراكه الجازم بأنه مسئول عنه أمام الله .
ومن عظم البلية وخطر المصيبة أن فئاما من الناس لا يلقون لجانب المعاملة مع الآخرين بالا ،فربما ترى الرجل كثير الصلاة والصوم والزهد والعبادة لكنه كثير الغش والخداع والظلم والحسد والنفاق والغيبة والنميمة وسوء الظن والطمع والجشع وأكل أموال الناس بالباطل. بل لربما احتال بأنواع الحيل . ومما عمت به البلوى في هذا الزمن كثر الغش والخداع والحيل وبخس الناس حقوقهم وربطها بمصالح دنيويه خبيثة من مطامع الدنيا أو محسوبيات رخيصة فهذا إنسان يرفع عشرون درجه أو أكثر وهذا إنسان ينزل عشرون درجه أو أكثر وهذا إنسان يعطى حق هذا وهذا إنسان يقابل في لين الكلام وعذبه وبشاشة وجه وهذا إنسان يحرم حقه ويقابل في بذيء الكلام وحقارته ووجها عابسا . ومن أعظم مجالات الأمانة، أمانه الكلمة إذ بها تهدم أمم وتبني دول وتنهار شعوب وتحمى ممالك .
فكم من كلمة خائنه لا يلقي لها قائلها بالاًً يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب وتكون سببا في هدم كيان مستقيم وتخريب بناء منتظم .
وكم من كلمة موبوئه لم تلق للمسؤولية بالاًً فرمت أمماًً وحطمت ٌأسرا وصدعت مجتمعات عامره فرقت بين الابن وأبيه والأخ وأخيه والزوج وزوجه والجار وجاره حتى صار حبل المودة مقطوعا وصلة القرابة منبوذة . وكم من كلمة كاذبة تجردت من الأمانة أوكلت بها حقوق واقتطع بها ممالك وانتهبت بها أموال تحريفا وتزويرا وتدليسا وغشا .
وإذا اختلت أمانة الرجال سقط البناء وسلب الأمن وضاعت الحقوق وتفتحت أبواب الفقر والفاقة ،وعميت على الأمة سبل النجاح والفلاح فانقرضوا بفساد أو تسلط عليهم أهل جبروت أقوياء فساموهم سوء العذاب
إن الناظر في أحوال كثير من الناس إلا من عصم الله لا يكاد يرى للأمانة أثرا في تعاملهم مع البعض وخاصة ممن ولاهم الله حفظ الحقوق وأدائها لمستحقيها بالعدل والحق والمساواة ففشو ودلسوا وخدعوا وكذبوا وفرطوا أضاعوا الحقوق واكلو الأموال وهذه الأعمال المنكرة والأفعال الخبيثة والسلوك المشين ولم يعلموا إن الوظائف التي أؤتمن عليها الموظفون من قبل ولاة الأمر أمانة في أعناق الموظفين يجب عليهم أن يتقو الله فيها ويكونوا عند حسن الظن بهم .إن مقياس حضارة الأمم ومعيار رقيها وتقدمها إنما هو بنزاهة أفرادها وأمانة أبنائها فلا خير في أمة سادتها الخيانة واستشرى فيها الفساد والغدر والإضاعة والمكر .
وإذا اختل النظام عمة الفوضى وشاع الفساد وانتشرت الجريمة وساد قانون الغاب ، واضطرمت البلاد نارا . والمحافظة على النظام وقاية من التهلكة وحفاظا على الأرواح وحماية للممتلكات وقبل أن أختم هذه السطور فإنني معجب شديد الإعجاب في صندوق التنمية العقاري في نظامه وانتظامه لا مجاملات ولا محسوبيات بين الناس ومقامات الناس عندهم واحده لم نسمع فيه أحدا قدم على احد قد يسأل السائل البطء وهذا عائدا إلى البطء أو عدم الانتظام ممن استفادوا من منحه وكنت أتمنى ولازلت أتمنى أن تساير جميع الإدارات الخدمية صندوق التنمية العقاري وأن تقتبس من نظامه وانتظامه وأمانته ولو قليلا وأخيرا فإنني اهمس في آذان القراء الكرام إنني عاداًً جائزة قيمه لمن يثبت أن البنك العقاري تجاوز على نظامه وانتظامه أو وجد فيه مجاملات أو محسوبيات لأحد ولكن أرجو أن لا تغشو مثل ما تغش مدارسنا وجامعاتنا أو مشافينا الصحية هذا ينقص درجات وهذا يضاف له درجات وهذا يقدم بحثا معطى له مناوله أ, حصل عليه من مكتبات وضع على أبوابها (لدينا بحوث علميه للبيع) إما مشافينا الصحية هذا يعطى موعد بعد ساعات ولو ما هو محتاج ذلك وهذا يعطى موعد بعد ستة أشهر ولو أن وضعه الصحي أحوج إلى السرعة وهذا قد يعطى علاجا منتهي الصلاحية أو يعطى محلولا فاسدا .
ثم الجائزة قد يظن متسرعي الظن أن تزكيتي للبنك العقاري ولا نزكي على الله أحد أقصد فيها قد يراها الظان ويضمرها ويحكم عليها في نفسه فلقد استفدت من منح البنك وقد سددت كاملا ولا يحق لأي مستفيد مرة أخرى وسريان الجائزة مدة أسبوعين ولكن إياكم والغش فكما هو الغش موجود وكثير لا كثره الله فإن كشفه موجود وكثير وان شاء الله الغلبة له .

تحيات أبو فيصل