المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية عندما صاح الديك الابكم..؟؟



ماجد سليمان البلوي
08-14-2013, 01:44 AM
حكاية عندما صاح الديك الابكم..؟؟

السلام عليكم
اسمعوا معي وركز عن حكاية صديق قديم
يعول سبعة أبناء ووالد عجوز وبقرة حلوب..؟
وخمس دجاجات وديك أبكم,ومسكنه كوخ ,
ومأكله بيض وحليب وخبز..؟
وملبسه ثوبا به تسعة وتسعون رقعه..؟
بعدد ثوران البقرة حين يوقظها كل فجر لحرث الأرض..
حتى انكسر المحراث ذات يوم, فبحث عن وظيفة غير
حرث الأرض ببقرته فعجز , فكر بشراء آلة حرث حديثه
فقيل له: ادفع أو توكل, فظل بين الهموم ينتظر..؟

فلأجل القوت باع كل الدجاج ولم يبقى سوى الديك الأبكم..؟
الذي لم يجد من يشترية..؟

وظل الديك ألأبكم يستيقظ ويقوم
كل يوم على أمل أن يسمع صياحه فيحزن على حاله..
الذي غدا كالهيكل المنحوت وعلى عرفه قد خيمت العنكبوت..؟
فهم الديك بالانتحار هم أن يموت
فصعد أعلى الكوخ ورمى بنفسه
ولكن الأقدار ساقت إليه جناحان بهما طار حتى
وصل إلى الأرض فمنعته من الانتحار..؟

فمسكه صديقي صاحب الكوخ
فقال يا مجنون !
كيف تتركني والبنون؟
قال الديك بلغة الاشارة:

إن الموت حنون في بلاد الفقر هو المضمون
وأنا أعجز حتى عن الصياح لأوقظك لصلاة الفجر والصباح..؟
فقال له:نار حارقه تحرق كل قاتل..؟
أتقتل نفسك وأنت تملك جناحان أصبحت بهما تطير
فلا تفارق الدنيا وأنت غارق بالذنوب
والسوابق فليست الحل في الانتحار..؟
بدل التحسر والكربة لماذا لا تفكر بالغربة..؟
فخذ نصيحة محب لك وهاجر فالحل في الأسفار.
وهكذا شاءت الأقدار , فعرف الديك الأبكم
أن كل باب في الوطن في وجهه مسدود..؟

فأحس الديك الأبكم أنه لن يعود وقد أصبح وحيد
بعد أن باع الصديق صاحب الكوخ كل الدجاجات
فسار حتى وصل للحدود واستطلع الطريق وتلمسه
حتى إذا الليل عسعس مشى على رجليه وتعثر
ومع الوحشة والريح عبر الفضاء الفسيح
في الليل دون أن يستريح, ومشى حتى أضناه التعب
واجتاز حدودا وحفر, ومشى في البرية..
وكل ما دنى منه شبح نفش ريشه وصاح فيتذكر أنه أبكم..؟
وحتى لو صاح لن يسمعه أحد..؟

وحتى وصل إلى واد ممدود فيه حيات وعقارب وقرود,
تمشي على طول وليل أسود وشبح الخوف يسود,
ومشى مثقلا كأن على قدميه القيود وبعد وقت محدود
قرر قطع الحدود من تحت أرجل الحيات والعقارب والقرود..؟
فدهسته حيه بإطارها الأسود فصار صاحبنا يمشي
في كنف المعبود وقبل أن يموت:..؟
صاح كالديك لأول مره وبعدها صار جثه مدهوسة
تحت إطار حية سمها يقتل دون دية..؟

((هذه حكاية كل صامت متجاهل عاش فقير
ومات في الغربة عاطلا مدهوسا تحت أرجل البشريه. ))
ولكم تحيات
ماجد البلوي