المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيمة الماليه للدول في السوق والتجارة العالمية..؟؟



ماجد سليمان البلوي
10-18-2013, 02:02 AM
القيمة الماليه للدول في السوق والتجارة العالمية..؟؟

المال هو شيء يتعامل به الناس كوسيط لبيع وشراء السلع. الأصل هو المقايضه سلعة بسلعة حتى بضع آلاف من السنين فاتت , ثم أخترعت العملات كوسيط بين السلع , تبيع سلعتك نظير عمله وتشتري سلعة أخرى بعمله حصلت عليها. وكانت العملات من أشياء مختلفة مثل الجلد أولا ثم أصبحت من الذهب والفضة والبرونز , وتساوت في قيمتها تقريبا من دوله لأخرى.

ثم قررت ألبنوك الأحتفاظ بالذهب وأصدار وصولات بقيم مختلفة , وكلها مغطاة برصيد الذهب , وهكذا بدأت البنوك المختلفة أصدار العملات الورقيه تسهيلا على الناس في التداول , وكان من حق أي فرد أستبدال العمله الورقيه بقيمتها عملات ذهبيه في أي وقت عند الطلب. ولما قامت البنوك المركزيه في بلدان العالم كان أصدار العملات والأحتفاظ بما سمي الغطاء الذهبي من حق البنوك المركزيه فقط , دون البنوك الأخرى.

ثم قررت الولايات المتحدة في عام 1973 أصدار عملات بدون غطاء , وتبعتها بقية دول العالم , فالولايات المتحده هي القائد الأقتصادي للعالم. أصبح قيمة العملات في العالم يتحدد على أساس العرض والطلب هذا يتحدد في سوق العملات العالمي المسمي بالفوركس , وأكثر ما يزيد قيمة العمله هو قوة الأقتصاد في الدوله صاحبة العمله.

كان هذا تحول كبير , فالآن أصبحت الدول تطبع العملات تبعا للحاجة مع المحافظه على قيمة العمله في الأسواق وعدم زيادة الأسعار في بلادها. ولكن الولايات المتحده تتمتع بميزة كبيره وهي أن الدولار هو العمله الأولى في العالم في التجاره الدوليه , فالبترول يباع ويشتري بالدولار وكذلك القمح والبن والسكر الخ الخ..؟

ومعظم التجارة بين دول العالم تتم بالدولار , مما زاد الطلب على الدولار أكثر بكثير مما عليه في السوق الأمريكيه.
كما أن طباعة الخزانة الأمريكية لكميات زائدة من الدولار سوف يكون تأثيرها على قيمة الدولار وعلى الأسعار في أمريكا محففا , نظرا لوجود كمات كبيره من الدولارات خارج أمريكا.

بالتدريج تناقصت كميات الفلوس المطبوعة خاصة في دول الغرب , نظرا لأن معظم المعاملات الماليه تتم الكترونيا , ولا يتداول الناس الكثير من الأوراق الماليه , حتى أن نسبه الأوراق الماليه المطبوعة والمتداوله أصبحت لا تزيد عن 3% من أجمالي الأموال في بعض الأسواق.
أي أن معظم الأموال الموجودة ليست سوى أرقام على أقراص صلبه في دوائر الكترونيه.

الحكومات تقترض لمشاريعها التنمويه والخدميه , والأقتراض الحكومي يكون عن طريق طرح سندات أو قبول ودائع وكل هذا من كميات النقود الزائدة المطروحة في الأقتصاد المحلى والعالمي.
كما أن الأموال المقترضه يعاد تدويرها في الأقتصاد في شكل مشروعات ومشتريات من الشركات , فتنشط الصناعة والأقتصاد بصفه عامة. يعنى الأقتصاد بيشغل الأقتصاد وبوظف فلوس الناس , بدل ما يصرفوا فلوسهم في حاجات وحشة.

لكنى أستغرب حيث أن متوسط مدخرات الأمريكي 6500$ ومتوسط مديونيته العامة والخاصة 190000$ , و الحال مماثل في معظم دول الغرب , ومدخرات دول البترول لا تغطي الفارق بأي حال , فمن أين يأتي كل هذا المال المقترض؟
كله أرقام وأوراق مطبوعة ومضاربات في الفوركس.

المال الذي نملكه ما هو إلا وهم كبير , ولكنه وهم لازم لحياتنا ,
ولكن لا يمكن أن يستمر الحال كما هو ,
فتقل قيمة المال وتزيد حسب الأهواء والأطماع..
لايمكن أن نستمر في الحياة داخل بالونه من الهواء الساخن..؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي