المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شارون والبقرة



Anonymous
06-03-2003, 02:56 PM
فشل شارون حتي في نيل درجة او رتبة عريف او رئيس دورية اثناء تدريبه في معسكر روحاما وتم الاكتفاء بمنحه درجة عريف تحت الاختبار اثناء سفره الي الولايات المتحدة في إجازة نقاهة بعد اصابته بمرض الملاريا لم يفلح شارون في نيل رخصة قيادة سيارة بفضل عدم كفاءته ولولا تدخل عمته سلنا التي شرحت للفاحص ظروفه لما حصل علي الرخصة تردد شارون في دراسة الزراعة او الحقوق ويصف ذاته لافتقادي الحكمة التي تتحكم باللياقة التي اثرت في تلك الحقبة غيرة وعداوات دام بعضها عشرات السنين

كان شارون في مرحلته الدراسية الاولي يحاول لفت نظر الاخرين والهروب من مشاكله عبر مغازلة البنات الواقفات علي شبابيك البناية المجاورة لمدرسته وكانت هذه البناية فندقا خاص ببنات الهوي يعترف شارون مرارا بانه بعد كل معركة خاضها يجد نفسه فريسة عواطف طاغية من الاحباط والخيبة وبانه فون فرصا عديدة وكيف كان عرضة للاستهزاء والازدراء ساردا قصة حفل تكريم له لدى انهاءه خدماته في احدي الوحدات فما ان دخل ساحة الثكنة العسكرية حتي قابله المظليون بالسخرية والصفير انه ضحية مخيلته الجامح وهو يعي تماما كره الاخرين له حتي موشي ديان الذي قال مرة يتملكني الفضول لمعرفة رد فعل ارييل عندما سيعلم انه معزول من قيادته ولعل احد اسباب الكره هذه تعود الي عناده فهو الذي يصف نفسه بانه عنيد مثل بغل ورأس يابس شارون يعشق مبدا قتل الاخرين والتلذذ به نستنتج ذلك من خلال وصفه لطيور النعام الوردية التي تقتات من الرخويات في بحيرة ناكورة لدي زيارته الي اوغندا وكينيا فهذه الطيور الانيقة بسيقانها واعناقها الطويلة تعطي انطباعات بانها غنيمة وردية تتحرك بلا انقطاع هو يريد ضمنيا تشبيه ذاته بها فهي تقتل . وهو يقتل ليشكل قيمة .

استغلال المواقف لا يمانع من توظيف منصبه العسكري ومناصب الاخرين لتأمين احتياجاته فيذكر لنا كيف استغل علاقته مع ميشولام الراسمالي اليهودي الكبيرلاستدانه قرض بقيمة 200 الف دولار بدون فوائد لشراء مزرعته رغم انه يذكر حقا ان ثمن المزرعة الكلي كان 500 الف دولار ولم يكشف كيف استطاع تأمين المبالغ المتبقية رغم مخيلته الجامحة ومحاولاته المتواصلة للمظر الي ذاته كصانع العجائب الا انه يدرك سخر الجمهور الاسرائيلي منه هو يعتقد ان كل ما ينجزه هو بفضل عبقريته ورؤيته وكل ما فشل في تحقيقه هو بفعل مؤامرة ضد الولد السياسي شارون كما كان يصفه الساسة الاسرائيليون

نشأ شارون في بيئة عائلية تؤمن بأن ليس للعرب الحق في الاراضي الفلسطينية وان اليهود وحدهم لهم كل الحقوق علي فلسطين لكن هو يريد ان تكون علاقة العرب باليهود مثل علاقة ابو رشيد خادمه الشخصي اي ان يكون العرب اتباعا خدما وهو بهذا يروج مفهوم ان كل الشعوب غير اليهودية قد خلقت لخدمة الشعب اليهودي عملت عائلة شارون ومنذ صغره علي تربيته لاعتناق مبدا العنف فقد كانت العائلة بشكل خاص والقرية بشكل عام تطلب منه ومن كل الصغار وضع مبدأ عمل التوارة والاخري علي مسدس ثم القسم بين الولاء كخطوة اولي نحو التدريب العسكري السري منه والعلن انطلاقا من قناعة بان اليهود يخوضون صراعا لا شفقة فيه ويقرر مصير وجودهم علي هذه الارض وفي منتصف يوليو 1953 اخذ شارون يبلور سياسة الاغتيالات الارهابية وان افضل رد هو الهجوم الفوري ايمانا منه بان الوسيلة الوحيدة لمكافحة القتلة هي شدهم وتصفيتهم وان الطرق الدبلوماسية غيرمجدية ولابد من اتباع طرق قليلة لتحقيق الهدف ولو وصلت الي درجة الوقاحة

ليس للاوراق والوثائق اهمية في نظره يبرزشارون لنفسه هذا المبدأ من خلال التوراة حاربوا بالحيلة وفي كل مرة يجب ان تكون الحيلة او الخدعة مختلفة مناورة تفاجئ العدو وايجاد نفسية انهزامية عند العرب بضربهم بلا هوادة ليصل بهم الامر الي التخلي عن ارادتهم في قهر اليهود والاقتناع بأن الحرب لا تجلب لهم سوي الدمار والخراب والمذلة

المستوطنات تضمن اسرائيل لتحقيق ذلك اعتمد شارون مبدأ ارساء نقاط ارتكاز يهودية متينة في المناطق المحتلة عام 1976 لاسيما المناطق الجبلية المشرفة علي الساحل بهدف ضمان سلامة المنطقة الساحلية والدفاع عن منطقة غور الاردن وتأمين حماية القدس، كما يخيل الي شارون وهو الذي يري ان بقاء اسرائيل يجب الا يرتهن بالثقة بحسن ارادة الغير، بل يتوجب ارساء هذه الثقة علي وقائع انشاء البلاد والدفاع عنها اذا جاءت سياسته المكتظة ببناء المستوطنات وتسليحها وشق الطرق عارض شارون سياسة اسرائيل في تأمين الحماية للاردن خلال احداث سبتمبر 1970 وكان يفضل ان يقوم السوريون بهزيمة الجيش الاردني وحينها تصبح الاردن الدولة الفلسطينية ولاستكمال روايته المرفوضة واللا منطقية يري شارون ضرورة التخلص من مخيمات اللاجئين مهما كانت الوسيلة تدمير قتل ابعاد

لا يؤمن شارون بضرورة تطبيق الديمقراطية فهو يري ان فهم الديمقراطية شيء وقبولها شيء واحترام القوانين علي الصعيد السياسي شيء اخر
لم يتجاهل شارون في سياسته قضية القدس اذ دعا الي ضرورة بناء سلسلة من المستوطنات تحيط بها بدءا من مستوطنة غوش عتصيون في الجنوب حتي مستوطنة معالبة ادوميم في الشرق ومرتفعات زئيف في الشمال حتي تستوعب مليون يهودي كل ذلك لضمان بقائها عاصمة للشعب اليهودي كذلك الحال بالنسبة لمنطقة يهودا والسامرا الضفة الغربية برمتها اذ يرى انها مهد الشعب اليهودي وجوهر امته اذا اليهود حق في ان يقيموا في هاتين المنطقتين وهما غير قابلتين للتفريط ابدا ان مشروع الحكم الذاتي المقترح علي الفلسطينيين لا يتضمن اطلاقا منحهم السيادة علي الارض اذ أن ضمان ديمومة اسرائيل لا يسمح باقامة دولة فلسطين في الضفة الغربية

اما بخصوص السكان العرب في اسرائيل فشارون لا يخشي الافصاح عن رؤيته حين يقول ان اليهود لن يحصلوا علي دولة مستقلة الا اذا كانت يهودية وان ليس من حق العرب في اسرائيل ان يقرروا ما ستكون عليه الحكومة الاسرائيلية بامكانهم بيع املاكهم والرحيل ، واستخلص الباحث بالقول إن نظرة سريعة تكشف ان شارون فعلا شخص أغمض عينيه عن الحقيقة وبات ليس فقط لا يثق ولا يأتمن كل من يخالفه الرأي ، بل وايضا يعمل علي سحقه من طريقه . إن شخصا مريضا كهذا لا يمكن التنبؤ له سوي بمزيد من العزلة واضطراب النفس الامر الذي قد يدفعه الي ارتكاب المزيد من الاعمال الوحشية ان لم يجد من يوقفه عند حده والا ماذا نفسر سادية القتل التي يمارسها شارون ضد الاطفال والنساء والشيوخ والشباب الفلسطيني.

إن شارون الحالم بالبقاء علي رأس الشجرة وما يحيطه من طموحات خيالية لمجموعة من الجنرالات العسكرية لم يفهم بعد حقيقة ان مظاهر القوة الغاشمة واوجه الانتصارات الباهتة وفقدان الاتزان المطلوب لم ولن يدمر فقط المصالح الفلسطينية بل وايضا المصالح الإسرائيلية التي يدعي شارون الدفاع عنها

واولي هذه السمات حب التباهي والكذب فمثلا وصفه لقوة جده لامه الهرقلية وكيف يتضارب مع الجنود البولوليين وهو ابن الرابعة عشرة بعد اهانة مضادة للسامية حقيقية او خيالية وكيف عندما ذهب الي قرية بربر العبرية في قطاع غزة ورغم خطورة المكان الا انه شعر بالقوة ورباطة الجأش ليس بفضل بلوته ولكن بفضل شعوره بأنه يهودي يصف شارون ثقة رجاله به بالثقة العمياء لقدراته علي قيادتهم في المعارك مرددا لهم كلماته لقد اخرجتكم من اوضاع اشد صعوبة من هذا الوضع وسأخرجكم هذه المرة كذب وخداع لا يتورع شارون من استخدام الكذب والحيل لانجاز اهدافه فقد أقنع الضابط الاردني في موقعة الجسر بالقرب من بيسان حيث قال له بأنهما يبحثان عن بقرة سرقت من كيبوتز كعرز حاييم حتي أوقع بالضابط وجنوده .

ويواصل شارون هذا النمط من السلوك الذي يقول انه اكتشفه لدي قائده موشي ديان الذي قرر يوما قيادة وحدة مميزة ويستطرد شارون بوصف تبجحه في معركة قلقيلية حين رفض الاوامر الصادرة من القيادة العليا ، طالبا منهم عدم التدخل لانه ليس لديهم المعرفة العميقة بالاهداف وارض المعركة مثل تلك التي لديه ، وتقرر الموقف ذاته في معركة سيناء حين اعتذرت القيادة عن تأمين مساندة الطيران له ، فكان رده سنتدبر الأمر من دونكم، علي الصعيد السياسي يتبجح شارون بأنه صانع حزب الليكود بعد ان تمكن من اقامة جبهة اسرائيلية موحدة ( 403 ) ، ثاني المسميات الملازمة لشخصية شارون جشعه الشديد وعدوانيته المفرطة ومواقفه الارتجالية العديدة وعن الاخيرة يقول شارون إن جميع من كتب عن حروب اسرائيل قد صوره بأحد دعاة الارتجالية لدرجة أنه لقب بملك الارتجال .
كعادته يجد شارون دوما كبش الفداء لعدوانيته ، فلقد ذكر انه كلما كان يشتكي منه احد عند موشي ديان لشدة عدوانيته كان يجيب ديان : " افضل جياد جامحة علي ثيران بطيئة " تتجلي ميوله الدفينة نحو العنف والارهاب حين ابتاع هدايا من الخناجر واقواس سهم والات فتك اخري وذلك لدي عودته من زيارة الي اوغندا وكينيا عام 1964 بدلا من الاستمتاع بمناظر البلاد وجمالها . الات القتل هذه لم تتردد في قتل ولده غور وهو يلهو ببندقية قديمة تسلمها شارون هدية من احد معارفه وتزداد الدهشة من هذه الشخصية عند معرفتنا بالمعايير التي وظفها واستخدامها ليختار مزرعته فلم يختارها لخصبها وجمالها بل لوحشتها ورهبتها انه قد سيطر اسلوب الصراخ على تعامله مع زملائه في كل موقع لدرجة اقدامه علي صفع زميل له

شارون مصاب بمرض ان لم تكن جملة من الأمراض النفسية التي تتطلب البدء الفوري بايجاد الحلول والعلاج :shock: :