المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ... )



سجى الليل
08-25-2014, 05:56 AM
{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ

مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ

إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } النساء32



ينهى تعالى المؤمنين عن أن يتمنى بعضهم ما فضل الله به غيره من

الأمور الممكنة وغير الممكنة . فــلا تتمنى النساء خصائص الرجال

التي بها فضلهم على النساء، ولا صاحب الفقر والنقص حالة الغنى

والكمال تمنيا مجردا لأن هذا هو الحسد بعينه ، تمني نعمة الله على

غيرك أن تكون لك ويسلب إياها. ولأنه يقتضي السخط على قدر الله

والإخلاد إلى الكسل والأماني الباطلة التي لا يقترن بها عمل

ولا كسب .


وإنمــا المحمود أمران : أن يسعى العبد على حسب قدرته بمــا ينفعه

من مصالحه الدينية والدنيوية، ويسأل الله تعالى من فضله، فلا يتكل

على نفسه ولا على غير ربه. ولهذا قال تعالى : { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ

مِّمَّا اكْتَسَبُواْ } أي : من أعمالهم المنتجة للمطلوب .


{ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ } فكل منهم لا يناله غير

ما كسبه وتعب فيه .



{ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ } أي : من جميع مصالحكم في الدين

والدنيا. فهذا كمال العبد وعنوان سعادته لا من يترك العمل،

أو يتكل على نفسه غير مفتقر لربه، أو يجمع بين الأمرين

فإن هذا مخذول خاسر .


وقوله : { إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } فيعطي من يعلمه

أهلا لذلك ، ويمنع من يعلمه غير مستحق .



الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان


( ص 176 ) للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي

سعود عقيل بن مظهر السحيمي
08-25-2014, 06:35 AM
أسأل الله لنا ولك جنة عرضها السموات والأرض..

مسند دعيس القريد الوابصي
08-25-2014, 04:59 PM
الله يجزاك خير