المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا يستحضرون الحجاج فى أعمالهم كل يوم فى الحج



محمد الضوى
09-24-2014, 07:46 PM
نحن هنا والحمد لله بأجسامنا بينكم وأرواحنا في هذا الوقت وهذا الحين في بلد الله الحرام مع حجاج بيت الله نتابع خروجهم اليوم من مساكنهم في مكة إلى منى ليصلوا هناك اليوم الظهر والعصر والمغرب والعشاء وبعد صلاتهم الصبح في يوم الغد يتوجهون جميعاً إلى عرفات الله عز وجل ماذا يستحضرون في أعمالهم؟
إن الشريعة المطهرة أمرت المؤمن والمؤمنة أن يستحضر في كل عمل يعمله بأعضائه وحركات جسمه مشهداً قلبياً يشهد فيه سراً من أسرار حكمة ربه عز وجل ، وسنسوق على حسب المقام بعض ما يشهده حجاج بيت الله الحرام في أداء مناسكهم رغبة في رضا الرحمن عز وجل
في صباح هذا اليوم يغتسلون ويتذكرون بهذا الغسل آخر غسل لهم بعد وفاتهم للقاء ربهم عز وجل ثم يخلعون ملابسهم ويلبسون ملابس الإحرام ويتذكرون بها الأكفان التي يلبسونها يوم يدعوهم الديان عز وجل
فإذا خرجوا من ديارهم تذكروا صيحة الله عز وجل عندما ينادي {يا أيتها العظام النخرة ويا أيتها الأعضاء المتقطعة ويا أيتها الشعور المتهالكة اجتمعوا واخرجوا ليوم الجمع} فيتذكروا هذا النداء فيقولون ملبين لله {لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك} ، وكلمة لبيك يعني جئت إليك مسرعاً طائعاً يا ربَّ العالمين فهي تعني سرعة الإجابة وسرعة التلبية لله عز وجل
فإذا وصلوا إلى عرفات تذكروا يوم الميقات {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ} آل عمران25
وقد تسارع الجميع لا شهرة لغني ولا ظهور لفقير ولا مكان مخصص لأمير أو وزير بل الكل سواسية أمام العلي الكبير عز وجل ، ملابس واحدة وفي مكان واحد وألسنة مختلفة وأصوات متنوعة ووجوه متباينة كأنه يوم الحشر
فيضرع الإنسان إلى الله إذا تذكر يوم العرض على الله وعلم أن هذا هو اليوم الذي سيحاسبه فيه مولاه على ما قدمت يداه فيسارع إلى التوبة ويبكي بدموع الندم على الذنوب ويضرع إلى الله عز وجل أن يتغمده بغفرانه وأن يشمله بعفوه ورضوانه ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: {أعظم الناس ذنبا من وقف بعرفة فظن إن الله لم يغفر له}{1}
ثم يدعوهم الله عز وجل بعد خروجهم واعترافهم على عرفات بذنوبهم للقاء حضرته ، فيتذكر الحاج بالذي يقطعه على الله والذي يباعد بينه وبين طريق الله وهو إبليس اللعين فيرجم الجمرات كأنه يعلن البراءة من وسوسة إبليس ومن تلبيس إبليس
ويتذكر أن النفس تعوقه في مهمته فيسارع إلى إراقة الدماء وكأنه يقول يا ربَّ إن لم يكن يرضيك إلا قتل نفسي في سبيل مرضاتك فها أنا ساعي في مرضاتك بكل ما أستطيع
ثم يذهبون إلى بيت الله الحرام والله عز وجل لايحده بيت ولا يحيط به مكان ولكنه مثال جعله الله لنتذكر به يوم العرض على الله عز وجل ، فيتذكر وقوفه بين يدي مولاه عندما يطوف ببيت الله عز وجل وكيف يكون موقفه وكيف يكون شأنه في يوم يقول فيه سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم: {إن الوجوه لتتهدل حتى لا يكون عليها مزعة لحم من شدة الخجل والحياء من الله عز وجل} هذا للمسرفين والعصاة والمذنبين أما المؤمنون الصالحون ففيهم يقول رب العالمين جل وعلا فى محكم التنزيل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {23} القيامة
ثم يطوف ويمشي بين الصفا والمروة ويتذكر مشيه بين كفتي الميزان فالصفا إشارة إلى كفة الحسنات والمروة إشارة إلى كفة السيئات وهو يمشي بينهم يتهادى تارة ويسرع أخرى ويتعشم أن تثقل كفة حسناته ولو بحسنة واحدة حتى يكون فيمن قال فيهم الله {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} آل عمران185
هذه باختصار شديد بعض المعاني التي يستحضرها الحجيج لكي يغفر الله لهم ويقول لهم انصرفوا لقد غفرت لكم
{1} الراوي: - المحدث: السبكي (الابن) - المصدر: طبقات الشافعية الكبرى - الصفحة أو الرقم: 6/300 ، قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: رواه الخطيب في المتفق والمفترق والديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عمر بسند ضعيف، كشف الخفاء

الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى (http://www.fawzyabuzeid.com/table_books.php?name=%C7%E1%CE%D8%C8%20%C7%E1%C5%E 1%E5%C7%E3%ED%C9_%CC6_%C7%E1%CD%CC%20%E6%DA%ED%CF% 20%C7%E1%C3%D6%CD%EC&id=75&cat=3)
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية_ج6_الحج وعيد الأضحى}
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً (http://www.fawzyabuzeid.com/images/alnoor/pdf.png)
https://www.youtube.com/watch?v=sN8w2AjULZc
http://www.fawzyabuzeid.com/data/pic/haj.jpg

مسند دعيس القريد الوابصي
09-26-2014, 03:41 AM
جزاك الله خير
والف شكر لك