المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال رااائع::: لا تنفروا اخوانكم في رمضان



م. أحمد بن حسن البلوي
06-23-2015, 06:43 PM
لا تُنَفروا ....... إخوانَكم من رمضان🔴

التفتَ إمامُ المسجد فوجد أعداداً كبيرة قد صلّت معه،
فانتهز هذه الفرصة ليكرر موعظته السنوية المعروفة،
التي لا تخلو من جملة :
"بئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان!".

هذا المشهد قد لا يتكرر كثيراً بنفس التفاصيل،
لكنه قد يتكرر في ذات المضمون، حين يمارس بعضُ الإخوة الغيورين أسلوبَ التقريع والتوبيخ المباشر وغير المباشر للذين وجدوا في رمضان فرصةً للقرب من الله،
والتخففِ من بعض الذنوب، والرغبة في تغيير الحال، خصوصاً ورمضان شهرٌ تفتّح فيه أبواب الجنّة، وتغلّق فيه أبواب النار،
وتصفّد الشياطين،
ويجدُ المسلمُ مع الصوم من الصفاء والقرب ما لا يجده في غيره من الأحوال،
خاصةً وهو يعيش هذه العبادة مع أكثر من مليار مسلم.
كم تعجبني تلك الكلمة العميقة من الإمام الرباني أبي العباس ابن تيمية رحمه الله،
التي يقول فيها:
"ليس كل الخلق مأمورين بالكمال، ولا يمكن ذلك فيهم"([1])،
وهذا معنى يجب أن نستحضره عند تأملنا في أحوال الناس، ووعظهم وتذكيرهم،
فالكمال مرتبة فاضلة،
ينبغي السعي إليها،
والتشجيع عليها،
لكن ليس من السائغ شرعاً ولا عقلاً حمْلُ الناس عليها،
ويوضح ذلك أن الله تعالى قال:
﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ﴾[فاطر: 23]،
فكل هؤلاء الأصناف الثلاثة : الظالم ـ وهو المفرط ببعض الواجبات، الفاعل لبعض المحرمات
ـ والمقتصد ـ وهو الفاعل للواجبات، التارك للمحرمات ـ والسابق بالخيرات؛
كل هؤلاء ممن أورثهم الكتابَ بل واصطفاهم،
وتأمل كيف بدأ بذكر الظالم، حتى لا يغتر السابقُ،
ولا يقنط عاصٍ!

إن مما ينبغي أن لا يغيب عن بال الواعظ هو النظر إلى الموعوظين بعينِ الرحمة،
وإلى نفسه بعين الإزراء والمقت،

فلربما كان فيمن يستمع له ـ ممن قد لا يبدو هذا على مظهره ـ من هو أكثر صلاحاً وتقىً،
وقد تكون له أعمالٌ صالحة، وخبايا من الحسنات بينه وبين الله.
ومَنْ عرف نفسه حقّاً،
وحاسبها وعرف مقدار تقصيرها؛ مَقَتَها في ذات الله،
وأنه لولا سترُ الله الجميل لما وقف واعظاً لعباد الله، فليحرص على الرفق،
وليجتهد في النصح المقرون بالرحمة والشفقة.
وكل ما سبق لا يعني ـ بلا ريب ـ السكوتَ عن النصح،
ولا غضَّ الطرف عن تصحيح الأخطاء،
لكنّ الموفّق يلتمس الوقت والحال الأنسب،
بعد التأكد من كون الأمر الذي ينبّه عليه من المنهي عنه بالدليل الشرعي،
وأنه ليس للشخص المنصوح عذرٌ ومأخذٌ معتبر فيما فعل،
والله الموفق.
د. عمر المقبل

محمدسليمان البلوي
06-24-2015, 03:25 AM
جميل جدا بارك الله فيك

م. أحمد بن حسن البلوي
07-07-2015, 02:18 PM
مشكور على المرور وعلى الكلمات الطيبة