المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يرث الارض



سحاب
12-28-2005, 10:26 AM
في القرآن الكريم آية تقول: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء: من الآية 105)، وقد سمعت أحدهم يفسر قوله تعالي: أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ بأن أضاف إليها كلمة واحدة هي (للبقاء) فقال: إن الأرض لله يرثها عباد الله الصالحون للبقاء .
والصلاحية للبقاء تذكرنا بنظرية داروين (البقاء للأصلح) حيث تطور الكائنات الحيّة يعتمد علي الصراع من أجل البقاء. والأقوي ينتصر في الصّراع. والأضعف يُحْكَم عليه بالهزيمة والاندثار. وكلنا يعرف المثل القائل إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ، أو كما قال الشاعر: إستذأب الناسُ، فمن لم يكنْ.... في الناسِ ذئباً أكلتهُ الذئابْ
طبعاً فإن ما نراه اليوم من سيطرة للأقوي يمكن أن يعمي أبصارنا، ويجعلنا نتصور أن صحة نظرية داروين هي في نفس السياق وحقبقة الامر غير ذلك ، أو يجعلنا نخطئ فهم الآية فنتصور أن الأرض سيرثها الأقوي. صحيح أن القوة وسيلة من وسائل الغلبه والبقاء، ولكنها إذا لم ترتبط بما يهذبها فإنها ستنقلب إلي عامل مثير للكراهيه وسبب لعداء الضعيف وبالتالي تدفعه للانتقام البشع وبالتالي تصبح عامل فناء.
المشكلة التي يعيشها اغلب المسلمون اليوم هي أنهم يعتقدون في قرارة أنفسهم أنهم هم ورثة الأرض، واصحاب تلك القناعه يدعمونها بالاستناد لكتب للتفاسير وكتب الفقه التي تبين أن الصالحين هم المسلمون، فقد جاء في تفسير ابن كثير قول أبي الدرداء نحن الصالحون ، أو كما جاء في تفسير البيضاوي أو أمة محمد صلي الله عليه وسلم .
هذه القناعة التي ترّسخت في عقول كثير من المسلمين جعلتهم يقعون في مشاكل كثيرة نتيجة فهمهم هذا، لعل أخطرها تراجعهم عن إصلاح أنفسهم، ولماذا يُصلحون أنفسهم وهم الصالحون أصلاً بانتسابهم إلي دين محمد صلي الله عليه وسلم؟!
فصرنا نري في مجتمعاتنا الإسلاميّة مجرد انتساب اسمي للإسلام، مع غياب كامل أو شبه كامل لتفعيل فضائله. ومجرد نظرة سريعة لأوضاعنا الاجتماعية نلمس هذا التقهقر الفظيع في الأخلاق الاسلامية، فالكذب منتشر بصورة كبيرة والغش وعدم احترام الآخرين، وسوء التعامل، مع اللامبالاة بما يحدث، وعدم اتقان العمل والفوضي والاهمال الشديد......إلخ، حتي صارت صورة المسلمين مشوهة بشكل كبير.
والأخطر من ذلك أن ينتشر بين الناس أن المتدين هو أبعد ما يكون عن حسن التعامل ومبدأ قبول الآخر ، وعن الالتزام بالأخلاق الحسنة، فمن شكله أولاً نري التكشير والعبوس الكبير، وأحياناً الغرور المقرف، وكأنه يعتقد ان الابتسام ضد الدين، ثم نراه يتعامل بتعال مع غيره اعتقاداً أن ذلك امتثالا لتوجيه الله لنا بعدم موالاة من حاد الله ورسوله وفوق ذلك فهو ضامن للجنة طالما أنه يصلي ويصوم ويؤدي عباداته. وبالتالي فليس عليه احترام الفاسدين الضالين، بل إن بعض هؤلاء ممن التزموا بما يسمي مبدأ الولاء والبراء، يرون أن هذا التعامل السيء واجب ديني، يحتّمه عليهم اعتقادهم وايمانهم، فهم لا يتبرأون من ممن يعتنقون الدينات الاخرى و من يخالفوهم في الدين فقط، بل إنهم يتبرأون ممن لا يتفق مع أفكارهم واعتقاداتهم حتي ولو حملوا اسم الاسلام.
فالصلاح الذي يورث الله من خلاله الأرض لعبـــاده يجب أن يكــــون عاماً وشاملاً. وأنا أري أن رسالتنا كمـــسلمين منا أن نبدأ اولا باصلاح أنفســـنا ومن ثم نفكر بإصلاح الآخرين .


الأزمة ليست أزمتنا فقط، هي أزمة عالمية، والخطر أن هذه الأزمة قد تؤدي إلي الهلاك كما حصل مع الأمم السابقة، أو كما قال تعالي: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ .

نسأل الله العافيه وحسن العاقبه

تحياتي وامنياتي

ناصر عياد الوابصي
12-28-2005, 01:52 PM
سحاب

طرح موفقــ
واختيار قيمــ

وبانتظار جديد تميزك

تحياتي
ناصر ابن طليحه

نواف النجيدي
12-28-2005, 02:07 PM
بارك الله فيك ياسحاب ووفقك الله لتميز والأبداع دائمااا ولك خالص الود




الزاد

ابو باسل العرادي
12-28-2005, 04:53 PM
بارك الله فيك

اخي الغالي

وموضوع ممتاز ومتميز

محمد راشد العرادي
01-03-2006, 05:44 PM
:hot: :hot: :hot:

محمود الجذلي
01-04-2006, 03:54 AM
سحـــــــــاب..

سلمت يمينك ..وجزاك الله خيراً

محمود الجذلي