المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرابه



سلوى سلوتي
09-12-2015, 06:25 PM
القرابة

سلوى سلمان البلوي
الحمد لله الذي أكرمنا بنعمة الإسلام، فجعل للإنسان قيمة عالية وظاهرة فوق سائر مخلوقات الأرض فكان له أن يحيى في ظل التشريعات الإسلامية، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" [70: سورة الإسراء]، وإني بصدد ذكر فضل أحد هذه العلاقات الإنسانية وهي ذوو القربى فهم أصحاب الحق المعلوم قال تعالى: "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى" [83: سورة البقرة]، فمن بعد الوالدان وهم أقرب الناس للإنسان يأتي أقاربه، الأقرب فالأقرب.

وقد ذُكر فضلهم في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)، وصلة الرحم تعني الإحسان إلى الأقربين وإيصال ما أمكن من الخير إليهم ودفع ما أمكن من الشر عنهم، فتشمل الكثير من العادات التي توارثناها وإلى زمن ليس ببعيد مثل (الزيارة، والسؤال عنهم، والإهداء إليهم، والتصدق على فقراهم، وعيادة مرضاهم، وإجابة دعوتهم، ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم، ....الخ) وكل الأفعال التي تقوي روابط العلاقات بينهم، ولا يمنع كون القريب المحتاج قاطعاً معادياً أن يحسن إليه، بل إن الإحسان إليه من أفضل الصدقات لأنها تصفي القلوب، لما جاء عن حكيم بن حزام رضي الله عنه (أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصدقات أيها أفضل ؟ قال: على ذي الرحم الكاشح)، -ذو الرحم الكاشح: هو القريب الذي تجد منه السوء والضر وأنت تبذل له الخير والنفع-، ولا شك أن ذلك أعظم أجراً لأنه يريد وجه الله وحده، قال: صلى الله عليه وسلم (إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة)، وليحذر قاطع الرحم أن يداوم على قطعه لرحمه فيحرم من دخول الجنة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة قاطع رحم).

وها نحن نشهد في عصرنا الحالي ضعف روابط القربى فكثر العقوق وكثرت القطيعة بين الناس فأصبح دستورهم (الأقارب عقارب)، وجحدوا حق ذوي القربى، وأنكروا فضلهم وابتعدوا عن نهج الحق، فأنتشر أذى الأقارب لبعضهم حتى أنهم لا يأتمنون أنفسهم وأموالهم وأهليهم على بعض، إلا من رحم ربي.
ولعلنا بتبيان ما أسلفنا نظهر الحق وفضل ذوي القربى وأن نستنهض ضمائر الغافلين فيتقوا ويدركوا ما فاتهم فيعودوا عن القطيعة، وتكون منهم التوبة ويرجعوا الحق إلى أهله، ويندمون على ما قصروا في حق أقاربهم، والله غفور رحيم، فالإحسان هو إيصال الخير ومنع الأذى والشر، فمن أوصل الخير ولم يمنع الأذى والشر، فليس بمحسن، ومن منع الأذى والشر ولم يوصل الخير، فليس بمحسن، وللقرابة حقان: حق الصلة، وحق المواساة، وقد جمعهما جنس الحق في قوله تعالى: "وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ" [26: سورة الإسراء].

رشيد البلوي
09-14-2015, 09:35 PM
الكاتبه القديره سلوى سلوتي

شكراً لك على هذا الطرح المدعوم بالادله الثابته من القران والحديث
وتسليط الضو على ظاهره للاسف بدت تطفو على السطح

جزاك الله خير ونفع الله بما خطه قلمك

م. أحمد بن حسن البلوي
09-15-2015, 01:27 AM
ماشاء الله تبارك الله
موضوع متكامل الأركان

فكرة نافعة تكسى بكلمات اللغة الجميلة وبيانها الرائع لتحقيق هدف محدد وتكون الفكرة مدعمومة بحجج ومنطق وبيانات ولها قبول

الله يعطيكي العافية ونطمع بالمزيد من الإبداعات

مضالي وقت
09-15-2015, 02:41 AM
جزاك. الله خير :|for you|:

مشعل بن مشحن السرحاني
09-16-2015, 02:55 AM
مشكورة على هالموضوع الإجتماعي المميز ...........................