المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سالفة من فلسطين الصقر والضبع..؟؟



ماجد سليمان البلوي
10-14-2015, 01:19 PM
سالفة من فلسطين الصقر والضبع..؟؟

السلام عليكم
كان هنالك ضبع عجول في كل أمر ، في أكله
وشربه ، وفي جميع أمور حياته .

2
وفي أحد الأيام ر أى ظبي اً وكعادته هجم على
الفور دون أن يلاحظ أن الظبي لا يستطيع الحراك ، ف إذا
بالضبع وسط كمين تنغ رس فيه أبر المخدر ، استيقظ
الضبع وهو في قفص لم ير ه في حياته و بجانبه قفص آخر
داخله صقر ، نظر الضبع حوله مستغرباً ثم حد ق بالصقر ،
سأله الصقر : من أي بلد أنت ؟
لم يلتفت الضبع واستمر في النظر حوله مندهشاً .
الصقر : أنت من بيسان ؟
التفت الضبع إلى الصقر

3
الصقر : أنت أقوى ضبع في فلسطين ، كيف
تمكنوا منك ؟ هذا غريب !!
الضبع: كيف عرفتني ؟
الصقر : أنا من جبال نابلس ، كنت أر اك كثيراً
وأنا أحلق في السماء .
الضبع : أين نحن ؟ .....منذ متى وأنت هنا ؟
الصقر : نحن في حديقة تل أبيب ... وأنا هنا
منذ سنتين .
الضبع : سنتان .....! سوف أخرج من هنا قبل
أن يمر أسبوعان.
وجاء الليل و أصبح المكان خالياً إلا من الضبع
و الصقر ، أخرج الصقر من تحت جناحه قطع صغيرة من
الحديد المسنن وأخذ يسن أسفل القضيب الخلفي للقفص .
الضبع : منذ متى وأنت تفعل هذا ؟

4
الصقر : من بعد وصولي إلى هنا بشهر ، فبعد
شهر من وصولي وجدت هذه الحديدة بجانب القفص
فأخذا و أخفيتها في جناحي و بدأت مشوار خروجي من
هذا القفص .
الضبع : و لكن ما تفعله أشبه بالجنون ، هذه
الحديدة الصغيرة لن تفعل شيئاً .
الصقر : ولكنها تجعلني أعيش على أمل الخروج
واستعادة حريتي .... وأن تعيش بأ مل خير من أن تعيش بلا
أمل .
سخر الضبع من كلام الصقر وقال بثقة عالية :
*-: و لكني سأريك كيف س أخرج من هنا
بأيام و ليس بعشرات السنوات.
وأى الصقر عمله المعتاد بأربع ساعات يومياً ثم
أخفى أثر السن في القضيب و هو أثر لا يكاد ي رى ثم بعثر
بجناحه ما تساقط من برادة الحديد التي لا تكاد ترى أيضاً،

5
و في اليوم التالي ، جاء أربعة من عمال الحديقة ليقوموا
بغسل الضبع بالماء والصابون ، اقتربوا منه شيئاً فشيئاً ،
وفي ذلك الح ين كان هناك عاملان مستعدان ك ل منهما
ببندقية الحقن المخدرة ، وفتحوا باب القفص فهجم الضبع
عليهم و جرح أحدهم ، ولكن ما لبث ان أطلق العاملان
حقن المخدر عليه فوقع على الأ رض دون حراك ، نظف
العمال الضبع وأعادوه إلى قفصه بعد أن قلموا مخ البه ،
استيقظ الضبع في الليل و التفت إلى الصقر فوجده منهمكاً
في محاولة قص قضيب القفص ، فقال له ساخراً :
*-: أما زلت تعبث ذه الحديدة ...؟
الصقر : ( مبتسماً ) لقد كنت شجاعاً كعادتك
و لكنك كنت متسرعاً أيضاً ...... التسرع أضر بك ،
انظر إلى مخالبك .
نظر الضبع إلى مخالبه فوجدها قد نزعت ،
أغمض عينيه و مدد جسمه ك أنه يريد النوم ، و أخذت
الدموع تسيل من عينيه .

6
سارت الأيام ومضى على الضب ع في قفصه ثلاثة
شهور .
وفي الصباح جاء وقت تنظيفه ، و كالعادة ، قيدوه
وأخرجوه ، وكان الضبع مطيعاً جداً هذه المرة ، وعند
إدخاله إلى القفص هجم على من يحمل البندقية و عض
يده فوقعت البندقية فهرب الضبع على الفور و لكنه وجد
سوراً عالياً لم يستطع أن يتخطاه ، وبدأ ي بحث عن ثغرة
أو منطقة في السور يستطيع الخروج منها ولكن دون
جدوى ، حتى أحس بطلقات المخدر تنغرس في جسمه .
استيقظ الضبع ليلاً وفتح عين ي ه على الصقر
المنغمس كعادته في محاولة قص القضيب ، أخذ يراقب
الصقر دون أن يتلفظ بأي كلمة ، التفت الصقر إليه
فوجده مستيقظاً فقال له :
*-: هذه المرة كنت شجاعاً وقوياً ، و هذا
معروف عنك ولم تكن متسرعاً وهذا جديد عليك ،
ولكنك لم تكن متأنياً بالقدر الكافي ، التأني إذا لم يكن
كافياً يضر صاحبه ، تفحص أنيابك .

7
وجد الضبع أنيابه قد نزعت فصرخ صرخة قوية
ثم وقع على الأ رض مغشياً عليه ، مضت الأيام والشهو ر
والسنوات ، حتى مضى على الضبع أربع سنوات في قفصه
، وفي إحدى الليالي قال الصقر للضبع :
*-: اذا خرجت من قفصك يوماً ، اذهب إلى
بحيرة طبريا و انتظرني عندها في الليالي التي يكون فيها
القمر بدراً و إذا خرجت أنا قبلك سأنتظرك بالمثل .
استيقظ الضبع بعد تلك الليلة و فتح عينيه واتجه
نحو الصقر ليحدثه ولكنه لم يجد الصقر ووجد قضيب
القفص مقصوصاً مرمياً على الأ رض ، فرح الضبع ب انتصار
الصقر و خروجه من قفصه ، ولكنه أحس بالحزن لأ نه فقد
صديقاً طيباً وحكيماً .
مضت الأيام و الشهور و بعد ستة شهور من
هروب الصق ر ُأصيب الضبع بمرض أقعده و أصبح لا
يستطيع المشي إلا بصعوبة ، حاول أطباء الحديقة معالجته

8
ولكن دون جدوى ، و كان ر أي الأ طباء أن علاج الضبع
يكون ب رجوعه للطبيعة وإلا سوف يموت ، وأن على
القائمين على الحديقة إرجاعه إلى الطبيعة لأن بقاءه فيه
ضرر للحديقة أكثر من نف عه ، وفي حال تم شفاءه فإم
سيصطادونه مرة أخرى.
و بالفعل تم إرجاع الضبع إلى بيسان ووضعوه في
مكان يبعد كثيراً عن بحيرة طبريا ، ف أخذ الضبع يمشي
ليصل إليها بمع اناة و صعوبة فائقتين بسبب مرضه و سنوات
سجنه، و ظل الضبع يناضل حتى وصل إلى بحيرة طبريا
ولكن القمر كان هلالاً و يحتاج إلى أيام ليصبح بدراً ،
اخذ الضبع ينظر إلى كل طائر في السماء لعله يجد الصقر ،
وبعد عدة أيام استيقظ الضبع فوجد طعاماً شهياً طازجاً
أمامه ، ودون تفكير عرف أن الصقر هو من وضع له
الطعام فنظر إلى السماء فوجد الصقر يحلق حراً عزيزاً ،
فرح الضبع فرحاً شديداً وصرخ عالياً منادياً الصقر ،
وعلى الفور هبط الصقر إلى الضبع وتعانقا و سالت من
عيوما دموع حراء ، أخذ الصقر يرع ى الضبع ويساعده
ليرجع سيرته الأ ولى شجاعاً قوياً ، وكان يحضر له الطعام

9
والعلاج و يدافع عنه اذا تعرض لعدوان ، و مضت الأيام
حتى رجع الضبع مث ل السابق ذو بأس شديد يهابه الجميع
، وذات يوم بينما كان الص قر يحلق في الجو ، و الضبع
ينظر إليه بسعادة ، إذا بالصقر يصاب و يهوي على الأ رض
، هجم الصيادون اليهود على الصقر ونزعوا إبرة المخدر
وأخذوه ومشوا مغادرين والضبع ينظر إليهم .
أخذ الضبع ينتظر فرصة ليأخذ ال صقر دون أن يقع
هو أيضا في الأ سر ، بدا على الضبع التأني و التروي ،
وعندما وصل الصيادون اليهود إلى منطقة مليئة بالأ شجار
المتشابكة هجم الضبع عليهم و أخذ الصقر و هرب داخل
الأشجار ، و خلال لحظات لم يلاحظ له أثر ، استيقظ
الصقر من المخدر ، وقص عليه الضبع ما حدث ، فقال
الصقر :
*-: في هذه المرة كنت شجاعاً مقداماً
كعادتك، و كنت أيضا متأنياً بالقدر الكافي على غير
عادتك .

10
الضبع : أنت من علمني التأني وها أنت تقطف
ثمار ذلك .
الصقر : أن تكون متأنياً لا يكفي ، بل تحتاج أن
تعلم الآخرين التأني حتى تحصد محصول التأني كاملاً .

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم
( التأني من الله والعجلة من الشيطان )
فالتأني لا يأتي إلا بخير ، وكم
يكون الخير عظيماً عندما يأتي بالحرية..
ولكم تحيات
ماجد البلوي

سلوى سلوتي
10-14-2015, 09:45 PM
اشكر الاخ ماجد على اتحافنا بكل ما هو ثري
قصة طويلة ولكنها ممتعه

ولكن مازال في ذهني سؤال ؟ لماذا الكاتب نسبها الى فلسطين؟
ومن الصقر؟ ومن الضبع؟

ماجد سليمان البلوي
10-14-2015, 10:32 PM
اشكر الاخ ماجد على اتحافنا بكل ما هو ثري
قصة طويلة ولكنها ممتعه

ولكن مازال في ذهني سؤال ؟ لماذا الكاتب نسبها الى فلسطين؟
ومن الصقر؟ ومن الضبع؟


أشكر مروك الكريم يا سيدتي سلوى
يبدو انها قصة رمزية تجسد لما يحصل في فلسطين
من كوارث وقتل وسجن حتى للطيور والحيوانات
وأن الصبر والعزيمة واتعاون بين الجميع
هو من يصنع النصر..
الف شكر لكي