المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة عن الموت ..؟؟



ماجد سليمان البلوي
06-08-2016, 12:44 PM
قصة عن الموت ..؟؟

السلام عليكم
قال تعالى : ( وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ...)
آل عمران الآية 145

وقال تعالى ( .... وما تدري نفس ما ذا تكسب غدا
وما تدري نفس بأي أرض تموت
إن الله عليم خبير ) لقمان الآية 34

انفض المعزون ، وانتهت أيام العزاء في وفاة خاله ،
وأسدل ظهره على الأريكة متكئ على الوساد ..

أخذ بطرف غترته يمسح بقية دمع في مآق عينيه ملتفت إلي قائلا :
يا بني لما العجلة ، أبق معنا بقية الوقت ،
لا أريد منك الذهاب هذه الأيام ألا بعد حين ..
فقلت له يا عماه إنني في عجلة
من أمري ، محكوم في وقتي ، وليس لدي متسع ،
فقد قمنا بما يمليه علينا الواجب

فقال : جزاك الله خيرا على ما قمت به في حقنا ،
وبلغ سلامي على الأقارب هناك ، فقلت :
سمعا وطاعة..

فقال لي :
إبق معي قليلا أحدثك حديثا لا تمله الأسماع ، وتحتاجه العقول
قبل القلوب في كافة
الأصقاع وحدث به من تشاء لعل القلوب ترعوي وتهتدي ،


فقلت على الرحب والسعة فالوقت لك وأنا معه ،
فقال : بعد أن أخذ نفسا عميقا مطرقا بنظره إلى
الأرض متأملا متفكرا معتعظا متمثلا بقول لبيد بن ربيعة:

فلا جزع إن فرق الدهر بيننا *** فكل امرىء يوما به الدهر فاجع
وما المرء إلا كالهلال وضوئه *** يحور رمادا بعد إذ هو ساطع

مضيف إليــه قوله أيضــا:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم *** وبقيت في خلق كجلد الأجرب


يابني إن هذا الميت الذي دفناه وصلينا عليه وتقبلنا العزاء فيه ،
لهو رابع أربعة دفنتهم بيدي هذه ،
مات عمي ، ثم لحق به أخوه ، ثم توفي أخي ، ثم خالي هذا لحق بهم جميعا ..

وكل أولئك الأربعة
كانوا قبل سنين مضت يتألمون ويحترقون ، ويهرعون ، ويستغيثون ،
لنجدتي من مرض يصرعني
وأشرف معه على الموت في كل حين ، وفي كل وقت يقولون قبض الله روحه..

كان هذا المرض
يداهمني ، في المسجد ، في المنزل ، في السيارة ، في الشارع ،
ولكل عرف بقصته معي ، لا
زمني هذا المرض يابني طيلة خمسين سنة ،
إلى أن تم شفاىء منه كما تعلم قبل أربع سنوات


والله يابني سبحان الدائم ها أنا ذا بقيت بعدهم وحيدا فريدا حي أرزق ،
وسبحان الله العظيم الذي
كتب لي الحياة بعدهم وهم في قلق علي من الموت ..
وهم الآن في عداد الأموات لم يستطيعوا دفع الموت عن انفسهم ..

جمعني الله وأياهم في الفردوس الأعلى ، وأدعو الله أن يحسن خاتمتي..
ثم أنهمر باكيا وشاركته في بكائه ، وبعد أن هدأ قبلت رأسه وعينيه
مودعا له داعيا الله له بطول
العمر على طاعته في صحة وعافية كما سرور..
ولكم تحيات
ماجد البلوي