المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث تاريخي عن جيش الزوافا وكيفية إحتلال الجزائر..؟؟



ماجد سليمان البلوي
09-08-2016, 01:07 PM
بحث تاريخي عن جيش الزوافا وكيفية إحتلال الجزائر..؟؟

السلام عليكم
-1- هل إحتلت بجيش من الفرنسيين – أم – بجيش الزوافا الجزائريين؟

لعل من أهم القضايا التاريخية التي عادت لتطرح من جديد على الساحة الجزائرية هو جيش الزوافا الذي كونته فرنسا مباشرة بعد نزولها على الشواطئ الجزائرية وإستعملته لاحقا لاحتلال مدن ومناطق الجزائر الكثيرة التي قاومتها كالعاصمة ودالي براهيم والمدية ووهران وتيارت وقسنطينة ، وقمعت به عدة ثورات داخلية كثورة الحاج أحمد باي في قسنطينة ومقاومة الأمير عبد القادر وأولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري وثورة الزعاطشة في الجنوب وثورة الشرفاء الرحمانيين بجبال جرجرة وغيرها من المقاومات الشعبية .

الأغلبية الساحقة من الجزائريين يعتقدون أن الجيش الفرنسي هو الذي قام بمفرده باحتلال الجزائر في سنة 1830..

إلا أن الحقيقة أبعد من ذللك، تشير جميع المصادر الفرنسية المؤرخة للفترة الأولى لإستعمار الجزائر بالدور الكبير والجبار الذي قام به جيش آخر يدعى جيش الزواف المتحالف مع الجيش الفرنسي في إخضاع مختلف مدن ومناطق الجزائر تباعا لفرنسا وفي ارتكاب فضائع الإبادة الجماعية والتصفية العرقية وفي بناء الجزائر الفرنسية، وعلى عكس الرأي السائد فإن فرنسا لم تستطع إحتلال الجزائر إلا بإنضمام جزء من التشكيلة الاجتماعية الجزائرية في صفوف جيشها المحتل ، في عملية تشبه ما قام به الأمريكان من تجنيد للشيعة العراقيين في إحتلالهم للعراق سنة 2003 ، فكان أول من انضم للجيش الاستعماري من الجزائريين هم ما يعرف تاريخيها بجيش الزوافا ، وهي سياسية صرح بها الكثير من الساسة الفرنسيين..

***

-2- من هم الزوافا ؟
-----------
ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ ﻫﻮ ﺟﻴﺶ ﺗﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1830 , ﻳﺸﺘﻖ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ " ﺯﻭﺍﻭﺓ " ﻭ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﻭ ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺯﻭ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﻳﺮﺓ .

ﺳﺎﻫﻢ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ " ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ , ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺮﺍﻧﻲ ﻭ ﺑﻮﻋﻤﺎﻣﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻛﺎﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ .
ﺗﻢ ﺣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1962م..

ﻭحسب الأرشيف الفرنسي فإن جيش الزوافا قد تشكل رسميا بتاريخ 15 أوت 1830 أي بعد شهر واحد فقط من سقوط العاصمة بيد الفرنسيين فهو يعتبر بذلك أول جيش من المرتزقة –الخونة– الذين باعوا ذمتهم للمحتل – فرنسا وخانوا الجزائر ، وكان مكونا في بدايته من 15 ألف جندي ينحدرون جُلهم من قبيلة الزواوا المنتشرة في تيزي وزو ومعظم مناطق القبائل الصغري ومن إسم هذه القبيلة أشتقت تسمية هذا الجيش المحلي ( زوافا = زواوا )

وفي عام 1860م، نظم نابليون الثالث مجموعة أطلق عليها اسم الزواويين البابويين (الزواف البابوية هي قوات ايطالية حاربت تحت إمرة فرنسية ضد إيطاليا) من أجل حماية الولايات الخاضعة للكنيسة الكاثوليكية، إلا أنها سُرِّحت عام 1871م.

***
-3- كيف استطاعت فرنسا تجنيد الزوافا ؟

-----------
إستغرب كثير من المؤرخين ، كيف إستطاع الفرنسيون تجنيد هؤلاء الزوافا ( الذين هم في الأخير جزء من الجزائريين ) في صفوهم وجعلوهم يقاتلون باقي إخوانهم الجزائريين بل والتنكيل بهم وإرتكاب إبادات جماعية ومساعدة فرنسا في إحتلال باقي مناطق الجزائر ؟

حاول البعض الإجابة عن هذا السؤال بالقول أن فرنسا إستغلت حالة العداء التي كانت بين إمارة كوكو في منطقة قبايل وهي إمارة شبه مستقلة ، مع الكراغلة ( مصطلح يطلق على الجزائريين ذو الأصول العثمانية ) و السلطة التركية العثمانية التي كانت تحكم الجزائر ، وهو عداء تاريخي كان قائما على النفوذ والسلطة في منطقة زواوا ( القبائل اليوم ) ، ولكن الحقيقة هي أن السلطة العثمانية هي أول من شكل النواة الأولى لما عرف في عهد الاستعمار الفرنسي بالزوافا ، فكتائب الزوافا كانت موجودة قبل قدوم الفرنسيين بشكل آخر والفرنسييون هم من قاموا بتحويلها إلى نخبة عسكرية لاحتلال مناطق الجزائر

كانت النواة الأولى من الزوافا قد تشكلت بأمر من الحكام العثمانيين للجزائر وأوكلت لهم السلطات العثمانية مهمة جمع الضرائب وجباية المكوس في داخل اقليمهم داخل القبيلة (زواوا – زواغا) أي حكم شبه ذاتي داخل مناطقهم وهي سياسية كانت تتبعها الدولة العثمانية في تسيير شؤون مختلف القبائل الجزائرية (عربية أو امازيغية ) ..

لاحظ الفرنسيون وجود هذا التشكيل فحاولوا استغلاله وإعطائه بُعد عسكري لاستعماله لاحقا في بسط نفوذهم على باقي المناطق الجزائرية (أي استعماله خارج منطقة زواوا) ، وهو الأمر الذي نُفذ حرفيا ، ففي 31 مار س 1831 قامت السلطات الفرنسية بإعادة هيكلة الزوافا الزواويين في فيلقين كبيرين بعد تأهيلهم حربيا ونفسيا من طرف الضباط الفرنسيين على عقيدة عسكرية لإستعمار باقي مناطق الجزائر وتخليصها من الحكم العثماني بإسم السلطة الجديدة ( السلطة الفرنسية )..
والحديث يطول حول الجزائر ويوجد الكثير منهم شرفاء ودافعوا عن الجزائر بدمائهم..
ولكم تحيات
ماجد البلوي