المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درس من المدارس المبتدأ والخبر..؟؟



ماجد سليمان البلوي
09-27-2016, 01:07 AM
درس من المدارس المبتدأ والخبر..؟؟

السلام عليكم
المبتدأ : كان طلاب مدرسته يطلقون عليه لقب " الواوي " لضآلة حجمه ، لذلك ما أن كبر وتزوج حتى سمى إبنه الأول " عنتر " حتى يطلق الناس عليه أبا عنتر وينسوا الواوي .

كان همه الأكبر إقناع زوجته بمهابته ، لأن عمله في البلدية كمراسل لم يجلب له الكثير من مهابة الناس ، لذلك كان يقضي جل وقته بعد الدوام بمعاينة وتنظيف بندقية ورثها عن أبيه ..

وكان يوبخ زوجته إن قطعت عليه تلك المتعة طالبة منه مساعدتها في شأن من شؤون البيت والأولاد ، فيصرخ بها : هل تريدين مني يا امرأة أن أهتم بهذه الأمور التافهة وأترك واجبي كرجل البيت في حمايتكم ؟ .

في إحدى الليالي أيقظته زوجته قائلة أنها سمعت صوتا مريبا عند قن الدجاج ، حمل بندقيته وخرج ، ومن العتمة خرج له لص شاهرا مسدسه وأمره برمي البندقية فرماها مرتجفا .

وقال للص هامسا : إسمع خذ الدجاجات جميعها لكن أرجوك لا تمس زوجتي وأولادي بسوء ..

أجابه اللص : حسنا إذن أدخل القن وامسك الدجاجات وضعها في هذا الكيس ، ولما ناوله الدجاج وأحس بمدى جبنه ، أغلق عليه باب القن بحجر كبير قائلا ابق في الداخل ولا تخرج قبل طلوع النهار .

مكث أبوعنتر في القن نصف ساعة منصتا حتى تأكد له ابتعاد اللص ، فخرج وعاد الى زوجته المرتعبة ..

فقال لها ان البندقية خذلته فقد تعطلت وإلا كان أردى اللص ، فسألته وما هذا الريش على رأسك ، فاضطر أن يحكي لها ان اللص حبسه في القن تحت تهديد السلاح .

نظرت مستغربة إليه قائلة : كيف رضخت له يا أبو عنتر وقبلت أن تبيت في قن الدجاج ، فصفعها صارخا فيها :

ومن قال أنني امتثلت له ، لقد أفشلت خطته التي كانت أن يحبسني حتى الصباح ، فتمردت وخرجت وما زالت الدنيا ليلا ! .

الخبر : منذ أن وعينا على هذه الدنيا ، ونحن نسمح الأهازيج الوطنية :
ويلك ياللي تعادينا ويلك يا ويل ..
شبه النار تلاقينا في ظلام الليل ..

لكن البنادق صدئت في المستودعات فلم يذق عدونا منها ويلاً ولا ثبوراً .

إن سألنا الدولة أن توفر لنا الخبز ، قالوا إنكم لا تعرفون الإنتماء لوطنكم فنحن مهددون مستهدفون .

إن طالبنا بتوفير العدالة والفرص للجميع .. قالوا إن جهودنا يجب أن تنصب على المجهود الحربي ، فنحن منهمكون في الإعداد لتحرير فلسطين .

إن طلبنا أن تبث لنا الإذاعات أغنية تعبر عن انتمائنا للوطن ولا تتغنى بعيون القائد الرمز أو تخلو من تعداد إنجازات الزعيم ، قالوا أن الوطن هو القائد والقائد هو الوطن .

إن طالب المحبوس في الأقبية بعد القبض عليه متلبسا بجرم الصلاة جماعة ، برؤية الشمس ساعة من نهار ..
قيل له : عميل خائن لا تستحق نور الشمس .

سكتنا خجلين من مطالبنا غير المشروعة وصبرنا مائة عام ، إلى أن رفع تلميذ من درعا إصبعا مرتعدا : هل بات الوقت مناسباً يا سادتنا وزعماءنا لكي نذكّركم بما وعدتمونا به ، أم أنه ما زال مبكرا ذلك .

انزعج الزعيم الملهم أيما انزعاج ، فقال وهو ينظف البندقية الصدئة التي ورثها عن أبيه : يا لوقاحتكم ، الا ترون أنني مشغول بحمايتكم من الأعداء !؟

ألا يحق لنا أن نتساءل : أي حماية هذه وقد ذهب اللصوص بالدجاجات ، وأية كبرياء بقيت لمن لا يجرؤ على الخروج من قن الدجاج ..؟
ولكم تحيات
ماجد البلوي

مضالي وقت
10-01-2016, 10:17 PM
الله عليك ياأبو سليمان:|for you|: راحت الدجاجات والله يرحمنا برحمته :cool: