المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمين الأمم المتحدة بان كي مون يغادر مخلفا إرثا من "القلق" حسب عادته..؟؟



ماجد سليمان البلوي
12-14-2016, 12:44 AM
أمين الأمم المتحدة بان كي مون يغادر مخلفا إرثا من "القلق" حسب عادته..؟؟

أبى الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، أن يغادر موقعه، من دون أن يعرب عن "قلقه البالغ"، كان آخره إزاء أنباء حول ارتكاب فظائع ضد مدنيين، بينهم نساء وأطفال في مدينة حلب السورية.

يوم أمس الاثنين، كان آخر يوم عمل لبان كي مون، على رأس المنظمة الأممية الكبيرة، بعد أن أدى الأمين العام الجديد، أنطونيو غوتيريس، اليمين القانونية أمام الجمعية العامة، كأمين عام الأمم المتحدة المقبل، والذي سيتولى مهام منصبه في الأول من كانون الثاني (يناير) 2017.

عُرف بان كي مون، وهو سياسي كوري جنوبي ووزير الخارجية والتجارة الأسبق في بلاده، خلال سنواته العشر على رأس الأمم المتحدة، بـ"الدبلوماسي الهادئ"، بيد أنه اشتهر، شرق أوسطيا على وجه الخصوص، بـ"الأمين القلق"، حتى أصبح مصدرا للتندر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

ورغم خبرته الدبلوماسية الطويلة الممتدة لأكثر من 40 عاما، إلا أنه اتهم بـ"الفشل" في الدفاع عن حقوق الإنسان في الدول ذات "الأنظمة القمعية"، وفق تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش، ما دفع مكتبه للدفاع عنه موضحاً أنه استخدم "الدبلوماسية الهادئة"، كما أنه مارس ضغوطا من أجل وقف هذه الانتهاكات.

هو الأمين العام الثامن للأمم المتحدة، منذ تشرين الأول (اكتوبر) من العام 1945 وهو تاريخ تأسيس المنظمة الأممية، التي ارتبطت بذهنية المواطن العربي بـ"الفشل" وعدم القدرة على حل الأزمات الدولية، وعلى رأسها الاحتلال الصهيوني لفلسطين منذ العام 1948، وحديثا الأزمة السورية.

عدة شخصيات دولية، ومنها عربية، تولت منصب الأمين العام للأمم المتحدة منذ تأسيسها، بيد أن كي مون ربما يكون الأكثر شهرة وجدلا بينها، نظرا لمواقفه التي وصفت بـ"السلبية" وغير المؤثرة في أزمات المنطقة، مقارنة بحجم منصبه، إذ اكتفى بـ"القلق" إزاء الأحداث الكبيرة التي تشغل العالم والمنطقة العربية، على وجه الخصوص.

ناشطو مواقع التواصل كان لهم نصيبا كبيرا من السخرية التي طالت كون مون، الذي "يتقاضى حوالي 35 ألف دولار شهريا للقيام بأسهل مهمة، وهي القلق".

ودائما ما كانت تتميز خطابات الأمين العام للأمم المتحدة السابق أو البيانات الصادرة باسمه بالتعبير عن "القلق"، فضلا عن جمل أصبحت ملازمة له في كل خطاباته كـ"الوضع في سوريا يثير القلق"، و"التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين يثير القلق أيضا"، وقِس على ذلك في العراق ومصر واليمن، وصولا إلى دول آسيا وأفريقيا، لينتشر "قلق" بان كي مون في جميع أنحاء العالم!

حالة التهكم لدى الناشطين وصلت إلى حد "إحصاء" عدد المرات التي كان يعبر فيها الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلقه"، والتي تجاوزت العام الماضي 180 مرة أي بمعدل "قلق" واحد كل يومين.

ذهب "أبو قلق الكوري"، وجاء غوتيريس البرتغالي، الذي يأمل مواطنو الدول العربية ألا يقتصر عمله، هو الآخر، على التعبير عن "القلق"، وأن يكون عنصرا فاعلا في حل أزمات المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية..
ولكم تحيات
ماجد البلوي