المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أم أبراهيم تخطب لا بنها ..؟



أحمد بن حمودالعرادي
01-07-2006, 11:03 AM
بسم لله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلوات ربي على الحبيب المصطفى عدد ما ذكره الذاكرون ونسيه الغافلين وبعد

أيها الأحبة:
فإليكم هذه القصة: في البصرة كان هناك نساء عابدات، وكان من بينهن أم إبراهيم الهاشمية توفي زوجها الصالح وترك لها إبراهيم فربّته أفضل تربية، حتى نشأ نشأة صالحة حتى أنَّ ولاة البصرة يتمنونه زوجاً لبناتهم، وفي يوم من الأيام أغار العدو على ثغر من ثغور الاسلام، فقام عبد الواحد بن زيد البصري خطيباً بالناس يحثهم على الدفاع عن الإسلام، وكانت أم إبراهيم تستمع إلى كلامه، وأخذ عبد الواحد يصف الحور الحسان فقال:


قادة ذات دلالٍ ومرح *** يجد التائه فيها ما اقترح
زانها الله بوجهٍ جمعت *** فيه أوصاف غريبات الملح

بدأ يصف اكثر واكثر، فماج الناس، وأقبلت أم إبراهيم فقالت له: يا أبي عبيد، أتعرف ولدي إبراهيم؟ رؤساء أهل البصرة يخطبونه لبناتهم، فأنا والله أعجبتني تلك الجارية، وأن أرضاها زوجاً لولدي فكرّرْ عليّ ما قلت من زصفها وجمالها، فقال عبد الواحد وزاد:


تولّد نورُ النُّور من نورِ وجهها *** فمازج طيب الطيب من خالصِ العطرِ

فاشتاق الناس إلى الشهادة في سبيل الله، فقالت أم إبراهيم: يا أبا عبيد، هل لك أن تزوج إبراهيم تلك الجارية، فاتَّخذ مهرها عشرة آلاف دينار، ويخرج معك في هذه الغزوة، فلعل الله أن يرزقه الشهادة، فيكون شفيعاً لي ولأبيه يوم القيامة، فقال لها عبد الواحد: لأن فعلت لتفوزن أنت وزوجك فنادت ولدها إبراهيم من وسط الناس فقال لها لبيك يا أماه، فقالت: أي بني، أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله؟ فقال إبراهيم: أي والله يا أمي رضيت وأي رضا، فقالت: اللهم إني أشهدك أني قد زوجتُ ولدي هذا من هذه الحورية ببذل مهجته في سبيلك فتقبله مني يا أرحم الراحمين، ثم انصرفت فاشترت لولدها فرساً جيداً وسلاحاً، ثم خرج الجيش للقتال، وهم يرددون قول الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } [التوبة:111].

فلما أرادت أم إبراهيم فراق ولدها أعطته كفناً وحنوطاً، وقالت له: أي بني إن أردت لقاء العدو فتكفّن بهذا الكفن وتحنّط بهذا الحنوط، وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله، ثم ضمّته إلى صدرها وقبّلته وقالت له: لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة، وارتحل الجيش، وودعت أم إبراهيم ولدها، قال عبد الواحد: فلما واجهنا العدو برز إبراهيم في المقدمة، فقتل من العدو خلقاً كثيراً، ثم تجمعوا عليه فقتلوه، وكتب الله النصر للمسلمين، فلما رجع الجيش إلى البصرة غانماً منتصراً، خرج أهل البصرة يستقبلونهم، ومن بينهم أم إبراهيم ترقب ولدها فلما رأت عبد الواحد قالت له: يا أبا عبيد، هل قبل الله هديتي فأهنَّأ فقال: قد قبلت هديتك فخرّت ساجدة لله تعالى وقالت الحمد لله الذي لم يخيِّب ظنِّي وتقبَّل نسكي مني، فلمّا كان من الغد جاءت أم إبراهيم إلى عبد الواحد بن زيد فقالت: يا أبا عبيد رأيت البارحة إبراهيم في منامي في روضة حسناء، وعليه قبة خضراء، وهو على سرير من اللؤلؤ، وعلى رأسه تاجاً وإكليلاً، وهو يقول لي: يا أماه أبشري فقد قُبِل المهر، وزُفَّت العروس.

يا عباد الله:
هذه الحور الحسان، وهذه الجنان، وهذا سبيلها، فهل رأيتم أشد غبناً ممن يبيع الجنان العالية بحياة أشبه بأضغاث أحلام يبيع الحور بلذة قصيرة وأحوال زهيدة؟ أي سفه ممن يبيع مساكن طيبة في جنان عدن بأعطان ضيقة، وخراب بوار.

فيا حسرة هذا المتخلف حين يرى ركب المؤمنين سائرين الى الجنان، ويمنع من دخولها، عندها سوف يعلم أي بضاعة أضاع.

العروس الأجمل:
تلكم المرأة الصالحة التي عاشت في هذه الدنيا نقية عفيفة صالحة مصلحة، تلكم المرأة التي باعت الدنيا بالآخرة، تقبل على ربها يوم القيامة، فتدخل الجنان، فتكون هي الأجمل، بل وأن الحور يكونون خدما لها، فهنيئا لها ولأمثالها.

يقول ابن عمر رضي الله عنهما: ( والله لا ينال أحداً من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عنده كريم ). ويقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: ( بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة )، وقبل ذلك يقول ربنا عز وجل: { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } [الإسراء:19،18].
http://saaid.net/twage3/129.GIF

النبع الخالد
01-07-2006, 02:15 PM
بسم لله الرحمن الرحيم فلما أرادت أم إبراهيم فراق ولدها أعطته كفناً وحنوطاً، وقالت له: أي بني إن أردت لقاء العدو فتكفّن بهذا الكفن وتحنّط بهذا الحنوط، وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله، ثم ضمّته إلى صدرها وقبّلته وقالت له: لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة، وارتحل الجيش، وودعت أم إبراهيم ولدها، قال عبد الواحد: فلما واجهنا العدو برز إبراهيم في المقدمة، فقتل من العدو خلقاً كثيراً، ثم تجمعوا عليه فقتلوه، وكتب الله النصر للمسلمين، فلما رجع الجيش إلى البصرة غانماً منتصراً، خرج أهل البصرة يستقبلونهم، ومن بينهم أم إبراهيم ترقب ولدها فلما رأت عبد الواحد قالت له: يا أبا عبيد، هل قبل الله هديتي فأهنَّأ فقال: قد قبلت هديتك فخرّت ساجدة لله تعالى وقالت الحمد لله الذي لم يخيِّب ظنِّي وتقبَّل نسكي مني، فلمّا كان من الغد جاءت أم إبراهيم إلى عبد الواحد بن زيد فقالت: يا أبا عبيد رأيت البارحة إبراهيم في منامي في روضة حسناء، وعليه قبة خضراء، وهو على سرير من اللؤلؤ، وعلى رأسه تاجاً وإكليلاً، وهو يقول لي: يا أماه أبشري فقد قُبِل المهر، وزُفَّت العروس.

http://saaid.net/twage3/129.GIF


احمد حمود العرادي

جزاك الله خير الجزاء في هذه الايام المباركه..ومن العايدن وكل عام وانت بخير

انها لقصة رائعه ..تظهر زهد اسلافنا الصالحين في هذه الدنيا والتضحيه في سبيل الآخره

وماعند الله سبحانه وتعالى..( خير وابقى)..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عادل مساعد العبيلي
01-07-2006, 02:41 PM
أحمد العرادي

مشكور على القصه الرائعه

أحمد بن حمودالعرادي
01-07-2006, 04:27 PM
احمد حمود العرادي

جزاك الله خير الجزاء في هذه الايام المباركه..ومن العايدن وكل عام وانت بخير

انها لقصة رائعه ..تظهر زهد اسلافنا الصالحين في هذه الدنيا والتضحيه في سبيل الآخره

وماعند الله سبحانه وتعالى..( خير وابقى)..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك
اللهم اجعلنا من اهل الجنة
ومن يتمتعون بالحور العين

أحمد بن حمودالعرادي
01-07-2006, 04:28 PM
أحمد العرادي

مشكور على القصه الرائعه

الشكر الوفير لكم انتم يا اعضاء هذا الصرح الشامخ
وجعلكم من ازواج الحور العين

احمد عبدالله البلوي
01-07-2006, 06:46 PM
شكرا على القصه الرئعه
وبارك الله فيك

سلمان العرادي
01-07-2006, 10:30 PM
بارك الله فيك ابو حمــود لاتحافنا بهذهـ القصه الرائعه ..

ناصر عياد الوابصي
01-09-2006, 02:11 AM
سبحان الله
سبحان الله

تقدم فذلت كبدها لله تعالى بالجهاد

وهل يوجد في هذا الزمان مثل ام ابراهيم

جزاك الله خيراً اخي احمد على القصة

محبكــ
ناصر ابن طليحه

أحمد بن حمودالعرادي
01-09-2006, 02:09 PM
الاخ الغالي / أحمد بن عبدالله
اشكر لك واقدردخولك وإضافة بصمة من بصماتك الرائعه
لك محبتي ( اقبلها )

أحمد بن حمودالعرادي
01-09-2006, 02:10 PM
اخي الغالي / سلمان العرادي
اسال الله لك التوفيق

أحمد بن حمودالعرادي
01-09-2006, 02:16 PM
سبحان الله
سبحان الله

تقدم فذلت كبدها لله تعالى بالجهاد

وهل يوجد في هذا الزمان مثل ام ابراهيم

جزاك الله خيراً اخي احمد على القصة

محبكــ
ناصر ابن طليحه


الاخ الغالي / ناصر ابن طليحه
اشكر لك تعقيبك على الموضوع
نعم نفس السوال الذي كنت اساله نفسي
هل يوجد مثل ام ابراهيم ...............؟؟؟؟؟
الامهات اليوم الا من رحم الله لا تيقض ابنائها لصلاة الفجر
ونريد نصره للدين وتريدها ان تقدم ابنها مهر للحوريه
البيت هو اساس التربيه الصالحه واساس النجاح
والكل يعلم من خلف العلماء ( الامام أحمد والامام الشافعي و الكثير في وقتنا الحالي ...الخ
فهناك امهات لا يهدى لها بال الا ان تقر عينها بابنها وهو يصلي جميع الصلوات ومتمسك بالدين
اطال الله باعمارهن ورزقهن الجنة من غير حساب
والامهات اللاتي لا يبالين بابنائهن اللهم اهدهن لطريق الحق .

أحمد بن حمودالعرادي
01-09-2006, 02:18 PM
سبحان الله
سبحان الله

تقدم فذلت كبدها لله تعالى بالجهاد

وهل يوجد في هذا الزمان مثل ام ابراهيم

جزاك الله خيراً اخي احمد على القصة

محبكــ
ناصر ابن طليحه


الاخ الغالي / ناصر ابن طليحه
اشكر لك تعقيبك على الموضوع
نعم نفس السوال الذي كنت اساله نفسي
هل يوجد مثل ام ابراهيم ...............؟؟؟؟؟
الامهات اليوم الا من رحم الله لا تيقض ابنائها لصلاة الفجر
ونريد نصره للدين وتريدها ان تقدم ابنها مهر للحوريه
البيت هو اساس التربيه الصالحه واساس النجاح
والكل يعلم من خلف العلماء ( الامام أحمد والامام الشافعي و الكثير في وقتنا الحالي ...الخ
فهناك امهات لا يهدى لها بال الا ان تقر عينها بابنها وهو يصلي جميع الصلوات ومتمسك بالدين
اطال الله باعمارهن ورزقهن الجنة من غير حساب
والامهات اللاتي لا يبالين بابنائهن اللهم اهدهن لطريق الحق .

محمود الجذلي
01-11-2006, 02:57 PM
أحمد بن حمودالعرادي..

جزاك الله خيراً على هذة القصة الرائعة ..وسلمت يمنيك..

أحمد بن حمودالعرادي
01-22-2006, 02:12 PM
اخي الغالي / محمود الجذلي
اسال الله ان يرزقني واياك من التي خطبت ام ابراهيم لولدها منهن فهن ينتظرننا وجمالها على قدر اعمالنا فلنحث الخطى اليها
وارجع الى كتاب ( حادي الارواح الى بلاد الافراح ) ابن القيم