معركة ذي قار بين التآمر العربي ولؤم العجم ..؟؟

[ماجد سليمان البلوي]

معركة ذي قار بين التآمر العربي ولؤم العجم ..؟؟

السلام عليكم
ذي قار هو بئر ماء لبكر بن وائل في العراق وحالياً أصبح
امتداد هذا المكان أحدى محافظات العراق الأشم ,

ارتبط هذا الإسم ( ذي قار )بموقعة دارت فيها الحرب بين تجمع من
القبائل العربية التي لبَّت نداء النخوة , وتجمع جيوش العجم
شكلها كسرى أبرويز ملك الفرس ..
وقد تمت هذه الحرب في العهد الذي بدأ النبي الكريم يبشر
بدعوته للدين الإسلامي الحنيف ..

وقد قال فيها صلى الله عليه وسلم :
" اليوم انتصف العرب من العجم وبي نصروا "
أسباب المعركة : لقد أوغر صدر كسرى على النعمان بن المنذر
لأسباب عدة منها :
- طلب كسرى مصاهرة النعمان بطلب الزواج من ابنة الأخير
فرفض النعمان أن يزوجها لكسرى ..

- رفض طلباً لكسرى كان يطلب فيه جواداً عربياً من خيول النعمان بن المنذر ,
- تآمر العربي على ابن جلدته وبدنه والذي لا زلنا نشهده حتى الآن ,
وكان الموقف في ذلك التاريخ من أحد رجالات العرب يقال له زيد بن عدي .

وقد ذكرت بعض المصار أن زيد هذا كان كاتب لكسرى على شؤون العرب ,
وذُكر أيضاً أن النعمان بن المنذر كان قد قتل أبو زيد سابقاً ,
وبنتيجة هذه الحملة هرب النعمان من طلب كسرى له
وهو يدرك أنه يريد قتله والوقيعة به ,

وبعد أن أودع النعمان أهله ومالة وبعض المتاع من الدروع عند
هانئ بن مسعود
جرت مكاتبة بينه وبين كسرى فأمَّنه وطلب قدومه إليه ,
وما أن علم الأخير بأن النعمان على بابه حتى أرسل له من يقيده
وأودعه السجن ثم قتله..
,
ولما علم كسرى عن وديعة النعمان عند الهانئ بن مسعود
أرسل له بتسليمها فرفض الأخير تحت شعار حفظ الذمَّة .
فما كان من كسرى إلا أن عقد الرايات لجيش عرمرم يريد به هدم
الكيان العربي في أرض العرب وإذلال رموزه من الأسر والأمراء ..

بدأ الإعداد العربي لمواجهة جيش الفرس بطلب الهانئ الجيرة من قبائل
بكر بن وائل والتي لبت نداؤه بقبول الجيرة والحشد للقبائل التي تتعصب معها ,
وما أن التقى الجمعان حتى بدأت فلول العجم بالتراجع وتتصدع صفوفها
أما إصرار المقاتل العربي على حفظ كيانه وصون ذمته ,
حتى انتهت المعركة بفوز العرب على العجم ,

وكان هذا الإنتصار سبباً في فخر كلل العرب تجلى في ما
ذكره شعرائهم ونجبائهم من الأقوال والقصائد كان منها
قول الأعشى في بعض قصيدته :

وَجُندُ كِسرى غَداةَ الحِنوِ صَبَّحَهُم ..مِنّا كَتائِبُ تُزجي المَوتَ فَاِنصَرَفوا
جَحاجِحٌ وَبَنو مُلكٍ غَطارِفَةٌ ... مِنَ الأَعاجِمِ في آذانِها النُطَفُ
إِذا أَمالوا إِلى النُشّابِ أَيدِيَهُم ... مِلنا بِبيضٍ فَظَلَّ الهامُ يُختَطَفُ
وَخَيلُ بَكرٍ فَما تَنفَكُّ تَطحَنُهُم ... حَتّى تَوَلّوا وَكادَ اليَومُ يَنتَصِفُ
لَو أَنَّ كُلَّ مَعَدٍّ كانَ شارَكَنا ... في يَومِ ذي قارَ ما أَخطاهُمُ الشَرَفُ
لَمّا أَتَونا كَأَنَّ اللَيلَ يَقدُمُهُم ... مُطَبِّقَ الأَرضَ يَغشاها بِهِم سَدَفُ
وَظُعنُنا خَلفَنا كُحلاً مَدامِعُها ... أَكبادُها وُجُفٌ مِمّا تَرى تَجِفُ
حَواسِرٌ عَن خُدودٍ عايَنَت عِبَراً ... وَلاحَها وَعَلاها غُبرَةٌ كُسُفُ
مِن كُلِّ مَرجانَةٍ في البَحرِ أَخرَجَها ..غَوّاصُها وَوَقاها طينَها الصَدَفُ..

هذه ذي قار وهذا يومها العزيز ,
فهل من يوم آخر تتآلف به قلوب العرب وتتوحد
لتحمي كيانها المتصدع كـ ذي قار ؟؟.
أم أن الماضي فقط هو المعين
الذي لا يملك العربي إلا سواه كملاذ وكيان ؟؟!!!!!!
ولكم تحيات
ماجد البلوي