حياا الله الشيوووووووخ والرعيان لا..؟؟

[ماجد سليمان البلوي]

حياا الله الشيوووووووخ والرعيان لا..؟؟

السلام عليكم
حين تذهب لحضور مناسبة اجتماعية تتفاجأ انك الوحيد في هذا البلد
وربما معك 5 أشخاص فقط مش شيوخ...

ذهبنا في زيارة لاحد الشيوخ واثناء جلوسنا كان الجميع يمسون على بعضهم،
يمسيك بالخير يا شيخ، شلونك يا شيخ، وين علومك يا شيخ..

وبما أن القعدة كلها (شيوخ)، اضطررت كوني الوحيد الْلي مني شيخ
أن أنهض من مكاني لأصب لهم جميعا القهوة علمآ أن أكثرهم أصغر مني..
والمصيبة انهم جميعا قالوا لي: (صب) يا ولد !!

حين تتم دعوتك الى وليمة، وتتهيأ لافتراس المفطح (الوليمة) .
وتنصدم ـ حين تحضر
ـ بان تصنيفك ما زال على الصحن (دورة ثالثة)
من كثرة (الشيوخ) فلا ينالك من حضور الوليمة
الا (مخ) الرأس أو الودك أو العصب والجلاجيط ..
نظرا لأن الشيوخ هم من لهم اللحم والهبر
ونحن من لنا المخ والصبر!!

حسب معلوماتي أن الشيخ ينسج عباءته بخيوط الحكمة، والكرم،
والصبر، والشجاعة، ومواقف الرجال الرجال، والرأي السديد،
وناره التي لا تنطفئ ، وقهوته التي لا تبرد..

وباب منزله الذي لا يغلق، وفك النشب، وحماية الدخيل،
والفزعة، والنخوة، والكلمة التي لا يثنّيها، والعدل، والمشورة،
والتسامح، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس
وإغاثة الملهوف وليس نهبة..

لذلك وفي وقت من الاوقات كانت تلبية الحصول على جائزة نوبل
أسهل بكثير من تلبية متطلبات الحصول على لقب شيخ في دولتي..

كيف أصبحت (شيخا) ؟!!
وانت خيال (الكيا) ولم تركب (حمارا) في حياتك..؟

كيف أصبحت (شيخا) ؟!
وكرمك لم يتعد حتى اليوم (طير دجاج) ؟!!

كيف أصبحت شيخا ؟!
ولم تستطع أن توّفق بين أبنائك في بيتك ؟!

كيف أصبحت (شيخا) ؟!
والوصول الى (تورا بورا) أسهل من الوصول الى منزلك ؟!

كيف أصبحت (شيخا) ؟!!
وحين نريد فزعتك هاتفك دائما لا يمكن الاتصال به،
وحين نريد شجاعتك، دايما (مرشح)،
وحين نريد مشورتك، تعطينا حلا يصلح لاهل الصين والهند
ولا يصلح أبدا لأهل بلدك..

ولست قلقا على بلدي من تدفق اللاجئين،
مثلما أنا قلق عليه من تدفق هذا المرض النفساني
الذي بات ينخر بنية مجتمعنا الواقعي..

اتركوا الحكمة لاهل الحكمة..
والفزعة لاهل الفزعة، فالوطن مازال يعاني
من أردى فعايل (الفاسدين)
ولا ينقصه أردى فعايل (المنافقين) !!
ولكم تحيات
ماجد البلوي