المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الاول"..؟؟



ماجد سليمان البلوي
12-22-2017, 10:58 PM
من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الاول"..؟؟

خط المسير الجغرافي لقوات الثورة :
( معان – غدير الحاج – الشيدية – قلعة عقبة حجاز ( المبروكة ) وادي الرتم
( بطن الغول ) – حصن طوابي – تلول الشحم – رملة – المدورة )

مقدمة
تعتبر المنطقة ما بين معان والمدورة من أهم مسارح حرب الثورة العربية الكبرى، ويبلغ طول مسار هذا المسرح العسكري حوالي 120 كلم ، وهو يمتاز بقساوة المناخ والطبيعة ولكنه الأكثر حيوية وكان حاسماً فى تقرير مسار الحرب العالية الاولى، ومن دراسة مسار معان المدورة ككل وعلى طول مسار معان المدورة نلاحظ فيه ما يلي :

امتداد سكة الحديد
تنوع محطات الخدمة ووجود الآبار
وجود بعض القلاع الضخمة
انتشار النقاط الحصينة والمراقبات وهذه جميعها جعلت من من طبيعة عمليات هذا المسار ذات قيمة خاصة ، فهو المسار الذي شهد:
دخول قوات الهجانة التي قدمت من مصر لأول مرة للمسرح العسكري الأردني .
دخول القوات المدرعة واشتراكها في معارك المدورة لأول مرة أيضا .
مميزات أرض العمليات بين معان والمدورة

تتحكم العوامل التالية في عمليات الجيوش في تلك الفترة في هذه المنطقة :

طول خطوط الامداد والتزويد
البعد أو القرب من القواعد الأساسية للقوات العسكرية
تنظيم وتسليح القوات العسكرية خاصة وأن هذا العامل يظهر في الميدان فجأة عندما يدرك الطرفان قوة بعضهم قبل الاصطدام بفترة قصيرة.

المعلومات والاستخبارات وهذا ماكان يعوز الطرفين ، فعطفا على العامل السابق فإن قوات الثورة عندما تتحرك للهجوم أو تنفيذ عمليات عسكرية معينه تتفاجأ بقوة العدو، فتحجم عن العملية أو تحول مسارها اتجاه آخر وقد كان هذا واضحًا في أكثر من عملية عسكرية.

وقد ظهرت هذه العوامل بشكل واضح أثناء العمليات العسكرية خاصة بسبب الظروف الصعبة التي تسود هذه المنطقة وطبيعتها الجغرافية وطول المسافة وتباعدها وخلوها من السكان المحليين أو أية تجمعات سكنية قد تفيد أو تعين فى مجال الارشاد والإدارة.

مسار العمليات العسكرية بين معان والمدورة

نقدّم هنا دراسة لمسار العمليات العسكرية وفقاً لتسلسلها من جنوب معان وهي كالتالي :

غدير الحاج وقد شهدت معركتين هما :

معركة غدير الحاج الأولى
شهدت المنطقة بين معان والمدورة أول عملية عسكرية لقوات الثورة العربية الكبرى فوق الأرض الأردنية، فعندما تحركت القوات العسكرية بقيادة الشريف ناصر ومعه الشيخ عودة أبو تايه من الجفر، اتجهت من الجفر التي تبعد حوالي 40 كلم من خط سكة الحديد باتجاه الجنوب والغرب فهاجمت محطة غدير الحاج الى الجنوب من معان بـ 17 كلم، وقضت على القوة العثمانية المتواجدة فيها قبل أن تواصل سيرها باتجاه منطقة أبو اللسن ورأس النقب وتنفذ عملياتها هناك كما ورد في المسار الأول لمعارك الثورة عن عمليات تحرير العقبة.

وكانت هذه العملية وهي الأولى في 1 تموز 1917 ، بمثابة الإنذار للقوات العثمانية وحلفائها الأمان و النمساويين لتعيد تنظيمها وتركز قواتها وهذا حصل بالنسبة لمعان والتي كانت تتحصن فيها القوات العثمانية و عدد من كبار الضباط و المهندسين الألمان و النمساويين..

لكن بعد عملية غدير الحاج ومن ثم أبو اللسن وتقدم فرسان العشائر الأردنية جنوبا باتجاه العقبة اعادت القيادة العسكرية العليا للقوات العثمانية و حلفائها الألمان و النمساويين .
– ممثلة بالجنرال الألماني أوتو ليمان فون ساندرس
– تنظيم وتعزيز القوات العثمانية في معان لتصبح منطقة دفاعية قوية وبدء استخدام أهالي معان كدروع بشرية عبر التهديد و الوعيد، ما أدى لجعل المهمة أصعب على قوات الثورة التي خشيت على سلامة أهالي معان بالمقام الأول ..
الى اللقاء في الجزء الثاني ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي