المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الثاني"..؟؟



ماجد سليمان البلوي
12-25-2017, 10:46 PM
من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الثاني"..؟؟

معركة غدير الحاج الثانية:
تأتي هذه المعركة بعد اتخاذ العمليات العسكرية طابعها النظامي، واعتماد العمليات العسكرية المدروسة في عمليات تحرير الأرض الأردنية، وكانت قد بدأت في 22 نيسان 1918 أي بعد عام تقريبا من العملية الأولى.

وقد أورد القائد محمد علي العجلوني في مذكراته عن الثورة العربية الكبرى أن عملية غدير الحاج كانت تمهيدا للمعركة الرئيسية في معان، حيث صدر أمر الزحف إلى جنوب معان للواء الثاني مشاة من الفرقة الثانية، ويذكر العجلوني أنه كان قائدا لإحدى سرايا المشاة، وقد هاجم الفوج استحكامات محطة الغدير وقصفها بالمدافع فاستسلمت المحطة كاملة بعد مقاومة شديدة ووقع العديد من الأسرى العثمانيين و الألمان في أيدي قوات الثورة.

ويروي العجلوني أن الترك أسروا ضابطا من قوات الثورة برتبة نقيب فقتلوه و من ثم مثلوا بجثمانه، وهنا أراد جميل المدفعي الثأر لروح الشهيد و للفعلة البشعة التي ارتكبها العثمانيون، فتقدم لاختيار أربعة من الأسرى الأتراك لإعدامهم على الفور لكن أخلاق قوات الثورة و رفضهم الذاتي لاستخدام ذات أساليب المحتل العثماني فتم الصفح عنهم ومعاملتهم بإنسانية، واشترك في مقدمة قوات الثورة فرسان عشيرة الحويطات من التوايهة بقيادة الشيخ عودة أبو تايه ويقدر عددهم بـأكثر 200 مقاتل كما شارك بذات العدد فرسان الجازي الحويطات بقيادة الشيخ حمد بن جازي .

وقد بدأت العمليات العسكرية بقصد الاستطلاع أولا وجرى العمل على الهدف في المنطقة كالتالي :

تقدمت مفرزة الاستطلاع المؤلفة من امراء السرايا والمدفعية والرشاش.
أثناء وجود قوات الاستطلاع في وادي العقيقة تعرضت القوات للحصار من قبل سرية عثمانية من الخيالة المسلحة فأيقنوا أنهم سيقعون في الأسر ومن ثم سيكون مصيرهم القتل والتمثيل بهم، لكن وهم يعيشون هذه اللحظة الحرجة جاءت لنجدتهم خيالة الحويطات بقيادة الشيخين عودة أبوتايه وحمد بن جازي وتمكنوا من هزيمة السرية العثمانية المحاصرة لهم، وانقاذ قوة الاستطلاع وقد جرح الشيخ الفارس حمد بن جاري في هذ المعركة ونقل الى المستشفى .

في 21 نيسان 1918 م أرسل قائد السرية أحد الجنود لمهمة الاستطلاع لكن هذا الجندي لم يعد و اعتبر مفقودا ولم تعرف أخباره إلاّ بعد تحرير محطة غدير الحاج.
في 22 نيسان 1918م بدأ العمل على موقع القوات العثمانية حيث تقدمت قوات سرية المشاة من جهة الجنوب وهاجمت القوات التركية في المنطقة..

وأسندت السرية الثانية هذا الهجوم فاستسلمت القوات العثمانية في هذا الموقع ومن ثم تبعتها بالهجوم على المحطة حيثث بدأ الهجوم بقصف مدفعي تمهيدي ثم زحف المشاة والتحموا مع القوات العثمانية في المحطة بمعركة حامية وانتهت باستسلام قوات المحطة وأسر 300 بين ضابط وجندي تركي و ألماني والاستيلاء على مدفعين رشاشين و أسلحة أخرى وواصلوا عملياتهم بنزع ألف قضيب من قضبان سكة حديد القطار العسكري وتدمير خمسة جسور يستخدمها القطار ومن ثم اتجهت شمالا لتسهم في عمليات تحرير معان.

دخلت القوات العربية الى محطة الغدير وطهروها ووجدوا فيها الجندي الذي كان قد أرسل في مهمة استطلاعية – وعدّ مفقودا – مقطوع الرأس داخل المحطة .

عادت القوة بعد العملية إلى معسكر الوهيدة غرب معان لتبقى في مهمة الاحتياط لقوات تحرير معان وقد حملت 7 ضباط اتراك و 40 جنديا كأسرى
وبالتالي فإن عملية محطة غدير الحاج الثانية قد جاءت بالنتائج التالية :

التأكيد على قطع خطوط الإمداد إلى القوات العثمانية في معان من جهاتها الجنوبية فمحطة غدير الحاج هي الأقرب لمعان على بعد 17 كلم إلى الجنوب ويعني هذا أن قوات الثورة تستطيع أن تراقب وتستطلع المنطقة وتجمع المعلومات تمهيدا للهجوم على القوات العثمانية و الألمانية في معان .

تعطيل عصـب المواصلات نهائياً في منطقة الجنوب خاصة بعد اكمال قوات الثورة لمهمتها ما بين عمان والمدورة في تعطيل خطوط القطار العسكري العثماني ونزع القضبان وتفجير العديد من العبارات.

اثرت هذه المعركة معنويا بإيجابية في الروح القتالية لقوات الثورة ودفعتهم للعمل بسرعة استعدادا للانطلاق نحو الشمال وتحرير الأرض الأردنية كاملة..
ولكم تحيات
ماجد البلوي