المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الرابع"..؟؟



ماجد سليمان البلوي
02-20-2018, 11:00 PM
من ملفات الحرب ضد الدولة العثمانية "الجزء الرابع"..؟؟

تنفيذ عملية عقبة حجاز..
قدم ضباط الجيش مضبطة الى سمو الامير فيصل على خلفية اخبار اتفاقية سايكس بيكو، حيث أمر سمو الأمير فيصل بإسناد القيادة إلى جعفر العسكري، فتحركت الحملة في اوائل شهر نيسان من عام 1918 م ..

والطقس كان غائما باردا فاشتدت العاصفة وهطلت الأمطار بغزارة واصبح استمرار السير صعبا، وعلى ضوء الموقف أمر جعفر العسكري القوات بالعوة الى ابواللسن، وقد تقدمت مجموعة انقاذ من أبواللسن وصادفت العائدين في الطريق وقدمت الاسعاف لهم .

كان تنفيذ هذه الحملة ضروريا للأسباب التالية :
وجود قوة عثمانية كبيرة في المنطقة تتمركز في محطة عقبة حجاز وفي القلعة القريبة منها .
أهمية هذه المحطة لأنها تسيطر على بداية الطريق المتشعبة باتجاه منطقة وادي رم والديسه والعقبة باتجاه الغرب والجنوب والجنوب الغربي و باتجاه منطقة السهول الشرقية الواسعة نحو الجفر والأزرق وباير.
تعتبر مصدرا هاما لتزويد الماء وتخزينها في المنطقة.

كما أن تحرير هذه المنطقة يعني تزويد قوات الثورة بمركز قيادي جاهز يؤمن المأوى ومصدر المياه .
لقد ركزت قيادة الثورة على أهمية حرير هذه المنطقة، لكن وبسبب التحولات السياسية الجديدة والظروف الجوية فقد أعيد التخطيط من جديد للإنطلاق شمالا في سياق عسكري وسياسي نحو الاستقلال.

ويروي البطل محمد علي العجلوني في كتابه ( ذكرياتي عن الثورة العربية )، وقد شارك فعليا في هذه الحملة: ” وقد اتفقت مع الضباط على أن نمضي الليل فى قلع شجيرات الشيح والبلان ومحاولة اشعالها لتدفئة الجنود، خاصة أن حركة القلع ونقل الشجيرات واشعالها تحرك الدم ومضى الليل بطوله الى الصباح ونحن في معركة مع الطبيعة خوفا من الفناء من التجمد،

ولولا ذلك فلا يدري أحد منا كيف تكون عاقبته، ولما أسفر الصباح وفي ظل هذه الظروف جاء القرار بتنفيذ الحملة، ويروي العجلوني أن القرار جاء مفرحا للثوّار وكأنه أنقذهم من حالة سبات وركود الى اندفاع من جديد.

و يقول : ” وبعد بضعة أيام على تلك المباحثات صدر قرار قيادة الثورة بالتأهب للغارة على محطة للقطار العسكري جنوب معان اسمها ” فصوعة ” وتلقيناها بارتياح وكلنا عزم وعلى استعداد للتضحية وفي صبيحة أحد الايام زحفنا فى في كتيبة مشاة بقيادة جعفر العسكري ومعنا بعض المدافع الرشاشة،

وكان ذلك اليوم قارسا باردا والجو غائم، وكنا كلما توغلنا في السير رأينا أننا في احترابين مع الطبيعة الغضبى ومع العدو الذي نحن مقبلين عليه، ولما أدركنا المساء ونحن فى مسيرنا رأينا السماء تزمجر و أخذت الأمطار تهطل بغزارة ورافق تهاطلها ذرات الثلج .

ويكمل العجلوني بقوله : ” توقف المطر و رجعنا إلى الوراء مذهولين من هول الكارثة وأيدينا متورمة من اقتلاع الشجيرات والبرد على أشده ومررنا بالجمال وهي باركة في الوحل وأكثرها متجمدا فأخذنا معاطفنا فارتديناها واستأنفنا السير إلى أبي اللسن، والتقينا الأمير فيصل ومعه الاطباء ووسائل الاسعاف فآلمتنا مضاعفات الكارثة،

ويذكر العجلوني أن لورنس سكت وسكت غيره ولم يذكروا هذه الحادثة ولو تلميحا في حين أن لورنس يملأ صفحات كتبه بأتفه الأمور التي صاغها بأسلوبه الروائي ليرضي نزعة بعض الغربيين بلذة القصة ومحاكاة الخيال.

ومما زاد الأمر سوءا انه في نفس التوقيت تراجع الجيش البريطاني عن عمان وأنهزم أمام الجيش التركي الرابع وزاد هذا من قلق الضباط و فرسان الثورة وأثّر في معنويات قوّات الثورة، لكن نتيجة لاتصالات الأمير فيصل فقد استجابت القوات البريطانية لمطالبه وأرسلت الإمدادات العسكرية والأدوية وتقرّر البدء بالتخطيط لتنفيذ هجوم شامل على الجيش التركي وحلفائه الألمان النمساويين في معان ..
ولكم تحيات
ماجد البلوي