المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من تاريخ مصر مذبحة المماليك في القلعة ..؟؟



ماجد سليمان البلوي
03-03-2018, 07:57 PM
من تاريخ مصر مذبحة المماليك في القلعة ..؟؟

بعد معارك محمد علي باشا مع المماليك بالصعيد في نوفمبر عام 1809 خضعوا لشروط الصلح الذى يقضي بأن يدفعوا الغرامات ويغادروا الصعيد، لكنهم سرعان ما ماطلوا فى تنفيذه وطلبوا المهلة تلو الأخرى .

ارتاب محمد على باشا فيهم، وبلغه أن هناك اتصالات بين شاهين بك الألفي والإنجليز إذ طلب شاهين بك أن يرسلوا جيشا إلى مصر، وأن أن يمدوه بأموال يستخدمها في تحريض الجند والناس ضد محمد علي باشا ..

في مايو 1810، اتحد مماليك شاهين بك الألفى ومماليك إبراهيم بك وبعض رجال محمد على واتفقوا على الخروج عليه وخلعه ..

فى يوليو وأغسطس 1810 نشبت المعارك بين المماليك ومحمد على باشا، وانتهت بهزيمة المماليك ومقتل الكثيرين منهم وأسر آخرين، كما انضم كثيرون منهم إلى صف محمد على باشا – ومنهم زعيمهم الجديد شاهين بك الذي حضر إلى القاهرة مستأمنًا فأكرمه الباشا ووعده بإعادته إلى مناصبه السابقة ..

إلا أن محمد على باشا كان لا يأمن جانب المماليك ..
فأضمر فى نفسه الخلاص منهم ..

قام محمد علي باشا بدعوة أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه طوسون على رأس حملة متجهة إلى الحجاز لمحاربة الوهابيين، وقد لبّى المماليك الدعوة وركبوا جميعا في أبهى زينة وأفخم هيئة، وكان عدد المدعوين حينها يزيد على عشرة آلاف شخص من كبار القوم ومختلف الطوائف، وسار الاحتفال على ما كان عليه الحال حينها في مثل هذه المناسبات من طعام وغناء، إلى أن نادى المنادي برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول ..

عندئذ نهض المماليك وقوفًا وبدأ الموكب يسير منحدرًا من القلعة، وكانت تسبق المماليك كوكبة من جنود محمد علي ومن ورائهم كان يسير جنوده الفرسان والمشاة وعلى إثرهم كبار المدعوين من أرباب المناصب المختلفة ..

سار الموكب منحدرًا إلى باب العزب، ولم يكد هؤلاء الجنود يصلون إلى الباب حتى ارتج الباب الكبير وأقفل من الخارج في وجه المماليك، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق وتسلقوا الصخور على الجانبين، وراحوا يمطرون المماليك بوابل من الرصاص ..

أخذت المفاجأة المماليك وساد بينهم الهرج والفوضى وحاولوا الفرار، ولكن كانت بنادق الجنود تحصدهم في كل مكان، ثم انهالت الطلقات مدوية من أمامهم ومن خلفهم ومن فوقهم تحصد أرواحهم جميعًا بلا رحمة،

حتى قيل إن عدد القتلى في هذه الواقعة قارب الخمسمائة، وأن من نجا منهم من الرصاص قد تمّ ذبحه بوحشية، فقد سقط المماليك صرعى مضرّجين بدمائهم، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ولم ينج ــ كما يقال ــ من هذه المجزرة سوى أمين بك، الذي هرب بحصانه من فوق أسوار القلعة.

لقد كان الأمر خدعة انطلت على المماليك ونفذتها مجموعة من جنود محمد علي بإحكام، وأنهت هذه المذبحة حقبة طويلة من حكم المماليك الذي استمر طوال ستة قرون كاملة، منذ مقتل الملكة شجر الدر وتولي عز الدين أيبك عرش مصر عام 1250 بعدما باءت كل محاولات محمد على للتوافق معهم بالفشل ..

يقال أن زوجة محمد على حرمت نفسها عليه حتى موتها
بسبب هذه المذبحة الوحشية..
ولكم تحيات
ماجد البلوي