المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكاية المسلخ المهجور قي تبوك.. مسكن الجـن والشياطين..؟؟



ماجد سليمان البلوي
04-25-2018, 11:37 AM
حكاية المسلخ المهجور قي تبوك.. مسكن الجـن والشياطين..؟؟

منطقة المزارع الواقعة على طريـق تبوك ــ المدينة المنورة وتحديدا موقع المسلخ القديـم المهـجور منذ سنوات من الإهمال والفوضى، حيث يسود الصمت والرعب المنطقة على خلفية ما يتناقله البعض من قصص الجن الذين يسكنون المسلخ، فضلا عن عقوم من الأوساخ والقاذورات المنتشرة في أرجائـه ..

«عكاظ الأسبوعية» نفذت جولة استطلاعية سريعة على المسلخ للكشف عن حقيقة تلك القصص والأساطير التي يؤكدها البعض وينفيـها آخرون. على امتداد الطريق المؤدي إلى منطقة المسلخ القديم لا تصادف سوى بعض العمالة، والقليـل جـدا مـن السيارات التي تقطع الطريـق ذهابا وإيابا والمتجهة أو القادمة من المزارع القريبة..

لم تكن الإجابة غائبة عنا ونحن نسأل عن أسباب قلة الحركة في تلك المنطقة وغياب حضور المواطنين بعد أن غابت الأمانة عن تلك المنطقة ولسنوات عدة.
وهنا ذكر، فهد سليم الحويطي مواطن ساقته الصدفة إلى منطقة المسلخ القديـم، أسباب هجـر الناس لهذه المنطقة مشيرا بيده إلى مبنى المسلخ القديـم ..

وقال : «يعود السبب في عزوف الناس عن المنطقة إلى الحكايات الخرافية التي يتداولها البعض عن المسلخ القديـم، ومنها أن المبنى مسكون بالجن وأن سكان المبنى المخفيـين ينفـرون كل من يـرغب في المرور من هنا أو حتى لمن يفكر في العيش أو السكن بالقرب من المكان. ويضيف الحويطي: إن «الطريق المؤدي إلى موقع المسلخ يتسم بالسوء والناس لا ترغب في خوض مغامرة لا تعرف عواقبها» .

أما المواطن عبدالله الزهراني، فيشير إلى أنه يـمـر من المكان منذ سنوات ولا يلاحظ سوى أكوام النفايات وتـراكم القاذورات على جنبات الطريق.. ويتابـع قائلا: إن «المكان بات مهجورا بعد إغـلاق المسلخ القديـم لذلك قلت حركة الناس بعد أن كان في السابق يشهد حركة دؤوبـة ليل نهار».

وبين سليم سرفراز (باكستاني) أنه يأتي إلى المنطقة لرمي النفايات في الموقع القريب من المسلخ القديم.. وقال: «أحضر إلى هذا المكان منذ سنوات لرمي النفايات مرة في الأسبوع تقريبا، ولا أشاهد حضورا كبيرا من الناس سواء من مواطنين أو مقيمين، ويبدو أن السبب يعود إلى قصص أهالي تبوك عن المسلخ بسبب الجن والشياطين التي تسكنه» .. ويضيف: «شخصيا لم أشاهد شيئا غير مألوف ولكنني أسمع قصصا مثـل تلك التي يسمعها أغلب الناس عن المكان».

مـبنى مهـجـور
ويـتـحدث الأهالي في تبوك عن مبنى المسلخ المهجور منذ سنوات، بعد أن تم هجره دون سابق إنذار وتركت أبوابه وأسواره وأقفاله على حالها دون أن تمس كل هذه المدة، وهو ما شجع الناس على نسج عشرات القصص والأساطير حوله، وكلها تدور حول استيطان نـفـر من الجن المكان، الأمر الذي جعل بلدية تبوك آنذاك تمضي في البحث عن موقع آخر بحسب أهالي المنطقة الذين باتوا يتناقلون في الفترة الأخيرة حكايات يصعب تصديقها.

ويروي عبدالهادي السالمي من سكان مدينة تبوك واقعة غـير طبيعية حدثت له خلال مـروره بالمنطقة ليلا وقال: «مررنا قبـل سنوات من أمام المسلخ القديـم باتجاه المزارع وكان الوقت ليلا حينها، وفجأة وبلا سابق إنذار انطفأت أنوار السيارة، فتوقفنا أنا ومن معي من الأصدقاء لتفقد سبب العطل، حينها سمعنا أصواتا غريـبة أشبه بأصوات الذئاب يتداخل معها أصوات عصافير فدخلنا الشك بوجود الجـن في نفس المسلخ، وقمنا فورا بذكر الأذكار، وماهي إلا دقائق حتى عادت الأنوار، وعادت الحياة إلى مركبـتـنا من جديد، وهرعنا مسرعين بعيدا عن المكان».

أصـوات غـريـبة
وقال أنور البلوي: «سمعت كثيرا عن المسلخ المهجـور في تبوك لذلك عزمت ومعي مجموعة من الأصدقاء على زيـارة المكان، وفي إحدى الليالي توجهنا أنا وأصدقائي إلى المسلخ بنية تصوير المكان ليلا، إلا أننا بمجرد دخولنا مع بوابته الرئيسية سمعنا أصواتا غريبة ولم نجرؤ على دخوله في ذلك الوقت، وفضلنا دخوله في النهار وهو ما حدث فعلا دون أن نسمع شيئا أو حتى نشعر بأشياء غريبة» ، أما المواطن سطام السهلي فأشار إلى أنه قد دخل المسلخ قبل ثـلاث سنوات لكنه لم يشاهد أمرا مريبا ولا يعتـقد بوجود الجـن بداخله بحسب رأيـه.

مجـرد روايـات
هذه الأحاديث تظل مجرد روايات يؤكدها آخرون فيما يفندها البعض الآخـر، الأمـر الذي دفعنا للقيام بجولة استطلاعية سريعة للكشف عن حقيقة تلك القصص، حيث توقعنا أن تكون جولة مليئة بالرعب والإثارة أقلها مشاهدة كائنات ضخمة غريبة تمد رأسها من النوافذ بانتظارنا، إلا أن الواقع وحقيقة المكان تختلف تماما عما ذكر لنا وما سمعناه من حكايات.

كان الطريـق إلى المسلخ القديـم ضيقا ووعـرا يصعب الوصول إليه، ووجدناه تحيط به أكوام المخلفات بطريقة عشوائية منافية تماما لضوابط رمي المخلفات التي وضعتـها أمانة تبوك، تجاوزنا تلك المخلفات بصعوبة بالغة حتى دخلنا مع البوابة الرئيسية للمسلخ، ووجدنا المسلخ على حالته القديمة.. غرفة مظلمة ومهجورة.. أبوابه متهالكة فيما تـتناثـر الأتربة والنفايات في كل مكان.

تجولنا في المكان، ووجدنا عددا من الغرف لازالت بحالة جيدة، وصالة استقبال كبيرة تنبعث منها روائح كريـهـة، وعظام الحيوانات في المكان، صالة الذبح القديمة على حالها مع انتشار روث البقر والضأن والإبل على أرضية المكان، والمكان كما يبدو أنه بات ملاذا للعابثين الذين شوهوا جدرانه بالكتابات والعبارات القبيحة، إلى جانب تحوله إلى وكـر لبعض مروجي المخدرات ومتعاطيي الكحول.

وهنا أوضح المواطن فرحان المشعان، أن المسلخ القديم مصدر إلهام لذوي الخيال الخصب وصار مكانا سيء الصيت، ووكرا لمتعاطيي المخدرات كونه بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية.

ريـبـة وقـلـق
وأكد عامل آسيوي يعمل في إحدى المزارع القريـبة من المسلخ، عدم رؤيته أو مشاهدته لأمـور خارجة عن المألوف أو خارقـة للعادة. وقال: «يقصد المكان أشخاص مجهـولون في أوقات مختلفة وهو ما يثـير الريـبة والقلق» ، فيما أشار البشري بشير الطاهر سوداني الجنسية ويعمل في إحدى المزارع القريبة، إلى أن مبنى المسلخ ليس متهالكا بالجملة، ولو كانت هناك نوايا لأمانة تبوك بتجديده وتطويره لكان سيؤدي ذلك إلى صيانة الطريق المؤدي إليه، وبذلك تستفيد مزارع المنطقة وتعود الحياة من جديد إلى المكان..

من جهـتـها، ذكرت أمانة تبوك على لسان الناطق الإعلامي المهندس إبراهيم الغبان، أن المسلخ القديـم لايزال من أملاك الأمانة وسيتـم الاستفادة منه في حال نقـل حـراج الأغنام لموقع الخدمات الجديد شرق مدينة تبوك..
ولكم تحيات
ماجد البلوي