المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عادات قبيلة هوارة في صعيد مصر..؟؟



ماجد سليمان البلوي
05-05-2018, 12:57 PM
من عادات قبيلة هوارة في صعيد مصر..؟؟

عادات القبيلة تحكم على بنات هوارة عدم الزواج إلا من هواريين
عادات القبيلة تحكم على بنات هوارة عدم الزواج إلا من هواريين

**عادات القبيلة تمنع الفتاة من الزواج بغير الهواري وإلا يكون “الطرد” مصيرها

**هواري متزوج من خارج القبيلة: أختى تعنس ولا أطلعها بره العيلة

سوهاج: شيماء دراز
منذ بضعة أشهر، اقتحم عدة أشخاص محكمة دار السلام الجزئية بسوهاج وأطلقوا أعيرة نارية على أفراد الشرطة وخطفوا فتاة قبل عرضها على النيابة، ثم تبين أن المقتحمين ينتمون لقبيلة هوارة وأن الفتاة المختطفة أيضا تنتمى للقبيلة، أما المشكلة فهي أنها تزوجت من خارج أفراد القبيلة وخالفت العادات.

الفتاة الجامعية ارتبطت بأحد أمناء الشرطة وتم عقد قرانهما وغادرت منزل عائلتها بدار السلام، فقامت عائلتها بالإبلاغ عن خطفها، ثم اكتشفوا أنها غادرت برغبتها للزواج، فثارت العائلة وهاجمت مبنى المحكمة لأخذ ابنتهم بينما فر الزوج هربا من بطش الهوارة به.

يعيدنا الموقف لمسلسل ذئاب الجبل لكاتبه الراحل محمد صفاء عامر والذي يحكي عن زواج وردة الهوارية ابنة الشيخ بدار كبير العائلة من شاب لا ينتمى لقبيلتها والذي قوبل برفض شقيقها الجامعى الحاصل على بكالوريوس زراعة، متمسكا بزواجها من أحد أبناء عمومتها فى تمسك بتقاليد هوارة.

ورغم أن زواج ابن العم هو أحد سمات الصعيد فيما مضى إلا أن الاختيار الآن أصبح خاضعا لمعايير أخرى أهمها التوافق بين الطرفين، ولكن ما زالت قبيلة هوارة، المتواجدة بعدة محافظات في صعيد مصر مثل سوهاج وقنا، متمسكة بهذه التقاليد وإن كان الوضع تطور قليلا، فباتت العائلة تغضب على من يخالفها وتطرده دون أن تلاحقه لتقتله.

في سوهاج، تتواجد القبيلة في عدة أماكن منها جهينة ودار السلام والبلينا والمنشاة، وتتمسك القبيلة ببعض العادات الخاصة بالزواج والتي تعتبر قانونا لا يحاد عنه مثل تفضيل زواج الشاب الهواري من خارج القبيلة وإن كان يمكنه الزواج من خارج الهوارة، ولكن يأتي التعقيد فى زواج الفتاة الهوارية التي لا يمكن أبدا أن تتزوج من خارج قبيلتها، ومن تفعل ذلك فإنها تعرض نفسها وأسرتها للعقاب.

ويرجع أفراد عائلة هوارة هذا التقليد إلى أنهم يتمتعون بنسب عريق كما أنهم يمتلكون أراضٍ واسعة من أجود الأراضي الزراعية لذا فإن اختلاط النسب وخاصة للفتاة الهوارية خارج القبيلة يؤدى إلى أن تؤول أجزاء كبيرة من هذه الأراضي إلى أبناء ينتسبون إلى الأب وبالتالي إلى قبيلة أخرى وبهذا تتفرق الأراضي وتختلط الأنساب وتضيع هيبة القبيلة.

وتحتم عادات هوارة أن توجه الفتاة الهوارية مشاعرها نحو أبناء عمومتها فقط فرغم خروجها للتعليم وصولا للمرحلة الجامعية إلا أنه عند الزواج، تعود العادات القبلية للظهور مجددا.

تروى لنا بعض فتيات هوارة معاناتهن من هذا التقليد القبلى طالبين عدم ذكر أسمائهن لحساسية الأمر.

تروى (ع.ل) وهي طالبة جامعية خرجت من محيط هوارة لتكتشف أن العالم ليس قاصرا على قبيلتها فقط، وخلال دراستها تحركت مشاعرها لزميل لها ليحلما معا بمستقبل وردى. ظنت الفتاة الجامعية أنها مثلما أتيحت لها فرصة الالتحاق بالجامعة فمن حقها الارتباط بمن اختارت خاصة أنها درست بإحدى كليات القمة، لكنها فوجئت برفض عائلتها بل وايقافها عام كامل عن الدراسة مفضلين ألا تتزوج نهائىا على أن تتزوج من خارج هوارة. وبعد أن أنهت دراستها، تنتظر اليوم عريسا يحمل لقب “هواري” هو أحد أبناء عموتها وافق عليه والدها، مشيرة إلى أن “الزواج لدينا شئ والحب شئ آخر”.

ابنة عمها (م.ن) تشعر بالحزن لوصولها للمرحلة الجامعة دون أن يكون لها رأي في اختيار شريك حياتها حيث أجبرت على ابن عمها رغم أنه أقل منها من حيث المستوى التعليمي والثقافى ولا يميزه سوى أنه هواري. وتقول: “مثلما يطلب التوافق الاجتماعى فهناك أيضا التوافق العلمى والثقافى”، مشيرة إلى أن هذه الفجوة فى المستوى الثقافى ستخلق بينها وبين ابن عمها “زوج المستقبل” فجوة بالتفكير، متوقعة فشل هذا الزواج وإن كانت مضطرة على المضي قدما فيه لإرضاء عائلتها.

وتروى (م.ص) قصتها فرغم تحديها للعائلة وموافقة والدها على الشخص الذى أرادت الارتباط به ورغم عقد القران، إلا أن العائلة علمت في يوم الزفاف فأخذوها بالقوة من منزل والدها لمنزل أحد أفراد العائلة، فيما قام بعض شباب العائلة بضرب العريس ومن حضر معه يوم الزفاف ورفضوا تسليمه زوجته، فلم يجد مفرا سوى اللجوء لقسم الشرطة، لكن القانون لم يفلح فى اعادة الزوجة لزوجها وتدخل الكثيرون من أهل البلد لينهوا المشكلة بعد رفض هوارة اتمام الزفاف وأجبر العريس على طلاق العروسة وأخذ مبلغا ماليا تعويضا عما لحق به بعد تهديد هوارة له.

ورغم أن شباب هوارة متعلمون إلا أنهم أشد الناس تمسكا بهذه العادات. يقول (م.خ)، طالب بجامعة سوهاج وينتمى لعائلة هوارة، إن من حقه الزواج من فتاة لا تنتمى للقبيلة وهو بالفعل مرتبط بفتاة غير هوارية، لكن ليس من حق شقيقته التوأم ذلك فعليها أن ترتبط بابن عمها أو لا تفكر بالزواج مطلقا قائلا “تعنس ولا أطلعها بره العيلة”.

تحدثنا إلى أحد كبار عائلة هوارة بمركز البلينا حول الموضوع وأصل هذا التقليد فاعتبر أن حديثنا “غريب ومنافى للعادة” باعتبار أنه “شئ طبيعي” ومؤكدا أنهم ملتزمون بعاداتهم التي يتوارثونها كالمال والأرض قائلا: “بنات هوارة غاليين لا يجوز اعطائهم لأي شخص فابن عمها هو أحق الناس بها ويرعى مصالحها ويخاف عليها فهو من دمها”.

ومع ذلك، وجدنا عدة أصوات بالعائلة تنادى بتغيير هذه العادة لتنافيها مع الدين باعتبار أن المقياس هو الخلق والدين والتكافؤ المادى والاجتماعى وليس كونه هواريا، لكن هذه الأصوات لا تستطيع أن تغير شيئا من هذه التقاليد، فالعائلة بأكملها ستثور ضدهم، مما يدفعهم للسفر خارج البلاد وهم أيضا السبب في وجود عدة حالات خارقة لقانون هوارة تزوجت فيها بعض النساء من رجال خارج القبيلة لكنهم بعرف العائلة “مطرودين”، يرحلون عن البلد إلى القاهرة أو حتى خارج مصر، ولا تبقى لهم أي علاقة بالأرض..
ولكم تحيات
ماجد البلوي